فضاء حر

الغاية تبرر الوسيلة

يمنات

ان المهمة تبدأ من بغداد ولا تنتهي هناك..

استراتيجية تم التخطيط لها عام 1996 م تضمنها تذكرة سياسية لرئيس وزراء اسرائيل – نتنياهو – مشاركة خبراء الادارة بوصفها سياسة اقليمية شاملة كانت المذكرة بعنوان تغيير تام استراتيجية جديدة لتامين المنطقة، اضافة لرؤية امبريالية تتسم بادارة الشرق الاوسط  من اجل مضاعفة  ثروات الغرب.

لذلك فلقد كان تاريخ بريطانيا للحركة الاسلامية بحكم خبرتهم في المجال السياسي الديني والقبلي زلزالا للنشاط المحموم للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية كمل الفراغ القائم في الشرق الاوسط قبل ان تقوم روسيا بذلك. وهذا كما جاء في رسالة ايزنهاور للكونجرس 1997م.

كانت السعودية في نظرة جائرة تنمية بوجود ربع احتياط العالمي من النفط ودورها الاسلامي مستمر كسلاح ضد الاتحاد السوفيتي والقوميين واليساريين.

وبناء على ذلك شكل اعضاء مجلس الامن القومي لجنة خاصة بالمنظمات الاسلامية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا العاملة في المجالات الاجتماعية والثقافية والدينية التي يمكن ان تستهدفها بدعايتها وكالة الاستخبارات الامريكية.

كل الزعماء الوطنيين الذين يؤيدون الاجندة الامريكية تأييدا مطلقا او يتحدون سيادة الغرب وخاصة الولايات المتحدة..  كانت كل الاقطار والايديولوجيات التي تغذي اولئك القادة قبل الوطنية والانسانية والعلمانية والاشتراكية اقطارا مشبوهة هذه الاقطار نفسها هي ما تخشاه قوى الاسلام السياسي الناشئة لذا كان الاسلام السياسي شريطا مريحا للولايات المتحدة في كل مراحل بناء امبراطوريتها في الشرق الاوسط وتغلغلها وتوسعها العسكري في المنطقة.

لذلك اصبح الاسلاميون سندا للعديد من الانظمة المرتبطة بالولايات المتحدة وذلك بعد رحيل الفاشية في السبعينات وتراجع المد القومي العربي.

كثفت المخابرات المركزية جهودها في الثمانينات جهودها من خلال الصفقات السرية لاستخدام الاصولية الاسلامية كأداة هجومية جندت للاتحاد السوفيتي  بدءا من افغانستان الى آسيا الوسطى فلم يكن الاتحاد السوفيتي فقط هو العدو وانما كل الزعماء كما ذكرت سابقا.

ففي السبعينيات 1974م  برز الاسلام الاقتصادي والذي كان جزء كبير من الثروة النفطية الهائلة تصب في الدول العربية المصدرة للنفط يتدفق لشبكة واسطة من البنوك وشركات الاستثمار الخاضعة لسيطرة اليمن الاسلامي والاخوان المسلمين هذه البنوك كانت اكثر من مجرد مصارف حيث كانت تقوم بشكل علني واحيانا سرا بتميل السياسيين العسكريين المتعاطفين والاحزاب السياسية والنشطاء وشركات الاعلام التي يسيطر عليها الاخوان المسلمون فكان النظام البنكي بمنزلة العمود الفقري التمويلي لليمين الاسلامي وسيصعد الى ذروة القمة العالمية وهو يعتمد بشكل اساسي من استشارات ومساعدات تقنية التي يتلقاها من مجموعة المؤسسات الامريكية الادارية والاوروبية ربما في ذلك بنوك اسلامية في مصر مولتها دول الخليج، وهب بنظر المسئولين التنفيذيين والبنوك وصندوق النقد الدولي، بأنها تفضل الرأسمالية بدلا من الشيوعية الالحادية، لذلك أصبحت تعبر – الحركة البنكية الاسلامية – عن أبعادها السياسية وأصبحت محركة ليس فقط لتصدير الاسلام السياسي، بل وراعية للعنف وتمويل عمليات التحول السياسي اليمني في مصر والسودان والكويت وباكستان وتركيا والأردن.

فكانت البنوك الغربية داعمة لتقديم الخبرة والتدريب من أجل توسع القوة البنكية لليمين الاسلامي.

إن اللعبة الشيطانية التي استخدمتها الامبراطورية الاسلامريكية من قبل وحاليا، المراد اقامتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط غرب أسياء تستند في أحد جوانبها على قاعدة الاسلام السياسي.

فهي ما زالت تشجع وتمول تلك الحركات، فكان حليفا استراتيجيا منذ الحرب الباردة من عام 1966م منذ دعمها للملك فيصل كما يقول ديفيد لونج "محلل سياسي" عمل في مكتب المخابرات والأبحاث التابع للادارة الأمريكية في أخر الستينات، كما لا تزال تحارب الشيوعية، ومن ثم فقد زعمنا مساندة الملك فيصل للاخوان المسلمون والشمولية الاسلامية، كنا نضعهم في مواجهة أي حلفاء قد تكسبهم موسكو، وإذا كان بامكان السعودية أن تنشيء اجماعا مؤسسيا، فإن ذلك يكون أفضل.

فليس الصراع في الشرق الأوسط وليد المرحلة التاريخية الحاضرة بل الصراع امتداد تاريخي عميق "يجب أن يراجع" فموقعه الجغرافي وثرواته الكثيرة ومصادر الطاقة الغتية التي يملكها، جعلت منه دائما مصدر لتحديات هامة، ترخي بسدولها على السياسات العالمية في كل حقبة وزمان.

وما يحدث في سوريا ما هو إلا عبارة عن انزياح لمنظمة تحمل في فكرها الانتماء الوطني والقومي العروبي.

تحمل في طياته أفكار الحداثة وأفكار المقاومة ومقارعة الاستعمار الحديث ورسم سياسات التثقيف والتبشير المعرفي والتخطيط الزراعي الصناعي وبناء المجتمع المدني ومؤسساته الكثيرة وما الى ذلك ولكن الاهم من هذا كله هو مهر الانسان العربي في الهوية الوطنية وفي الفضاء القومي العروبي ، اليوم التاريخ يكرر نفسه ويعكس عدوانية هذه القوى الغربية.

التحالفات التي كانت في السابق الاردن ودول الخليج حيث حافظت الملكيات العربية على تركيبتها السياسية دون تغير مع انتفاء الرهان القومي في سياستهم لسبب الثروة النفطية وعوامل التجذر الديني التي جعلتهم في منأى عن وحدة المصير العربي سياسيا وتضامنيا واجتماعيا فبرز من جديد تطور الاسلام  السياسي وقد جاء المشروع القطري المبني على تعمم تجربة الاخوان المسلمون في العالم العربي كما تم بناها كما ذكرنا الملك فيصل في 1966م.

وهنا قررت واشنطن تقسيم الشرق الاوسط الى دول طائفية تديرها اسرائيل بحيث تتمكن من تصفية المقاومة في لبنان وتصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على غاز المتوسط والسيطرة على منابع النفط والغاز فهي تدرك خريطة الغاز في المنطقة – وتعمل على منافسة الغاز الروسي.

ان هذا يثبت حجم الخطورة الذي يتعرض له الامن القومي والاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط .

لأن اسرائيل هي الحليف الثابت الذي ينفذ الغرب من خلاله مخططاته تجاهنا بالتكامل والتضامن والمؤازرة من القوى الرجعية العربية ممثلة بالتيارات الاسلامية السلفية التي تشرع للقتل.

زر الذهاب إلى الأعلى