حوارات

ياسر العواضي: “محسن” كان معه 8 أعضاء في اللجنة العامة للمؤتمر ومع “صالح” 9 ومع الشيخ عبد الله “5” و”هادي” و “الإرياني” معهم عضو أو عضوان

يمنات – الأولى

أجرت قناة "اليمن اليوم" حوارا مع ياسر العواضي، العضو القيادي في المؤتمر الشعبي العام، وعضو مؤتمر الحوار الوطني، عضو فريق القضية الجنوبية.

لأهمية ما ورد في الحوار تعيد "الأولى" نشر نصه هنا كاملا:

القناة: أسعدتم بالخير مساءً أعزاءنا المشاهدين، على طاولة الحوار سنناقش هذه المرة الأستاذ ياسر العواضي، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، وعضو مكون القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني. مرحباً بك أستاذ ياسر، أسهل لي أني أقول يا شيخ ياسر.

ياسر العواضي: لا، أنا ما عاد أحبش هذا مصطلح الشيخ وقد قلتها وما أحب أكررها أكثر من مرة.

القناة: أحدثت ورقة المؤتمر الشعبي العام نقاشاً واسعاً أمس في ما يتعلق بمحتوى القضية الجنوبية، التحالف الذي كان في 94 بين المؤتمر الإصلاح يبدو الآن أنه يعيد مناقشة قضيته مرة أخرى تجاه الجنوب.

ياسر العواضي: هو بدون شك القضية الجنوبية قضية محورية، والملفات اللي فيها هي أكثر الملفات تعقيداً، وربما هي أكثر الملفات اللي قادت تحالفات سياسية طويلة بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح، هذه حقيقة ما حد ينكرها، لكن إحنا كنا نريد أن نفكر في المستقبل أكثر مما نفكر بالماضي.

القناة (مقاطعة): لكن الورقة كانت…

العواضي (مقاطعاً): أكيد.. أكيد هذا ما كنا نريده قبل ورقتنا، لكن لأنه الماضي، ماضي اليمنيين كله شماله وجنوبه هو يكاد أن يتساوى في السوء من بعضه، كما يتساوى في الحسن، ما فيش حد أحسن من حد، بغض النظر عن درجة السوء، إلا أنه متقارب جداً، كنا نتمنى أن نشتغل على المستقبل أكثر وأن نطوي الماضي رغم أن الاعتراف بالأخطاء والحقائق هو جزء من المعالجة حتى النفسية أحياناً، وهو واجب أخلاقي كان يفترض أن يقوم به الجميع، لكن للأسف الشديد ورقة التجمع اليمني للإصلاح التي قرأوها قبل 3 أيام، حوَّرت المحتوى رغم أنها كانت مختلفة عن ورقة الجذور اللي قدموها. كانت ورقة رؤية الإصلاح للجذور فيها روح المسؤولية إلى حد ما، والحرص رغم أنهم حاولوا أنهم يتهربوا، لكن كانت روح المسؤولية هي أقوى، جاءت ورقتهم برؤية المحتوى، روح المناكفة والمكايدة السياسية والمبالغة، ومحاولة دغدغة عواطف الناس على حساب وقائع كانت هي السائدة، خلت منها روح المسؤولية، وبالتالي كانت ورقة المؤتمر الشعبي العام جزء منها، وهذا أمر لا أخفيه، كان جزء منها رداً على ورقة التجمع اليمني للإصلاح، وطبعاً تكلمنا عن حقائق تدور عند اليمنيين كلهم حتى لو أخفيناها نحن في حدث مطلوب فيه المصارحة أكثر، وأن نكون متحلّين بالنقد الذاتي أكثر من إخفاء بعض الحقائق.

القناة: لكن كنتم في الخلاف اللي بين المؤتمر والإصلاح الآن في ورقة المحتوى جعل النقاش أكثر حيوية من الاتفاق الذي بدا في ورقة الجذور، في الورقة الأولى كأنه لا جديد، كان المؤتمر والإصلاح لا يزالان تحالفاً واحداً.

العواضي: هو شوف هذا هو ليس جديداً، على الأقل أنا قلتها في مقابلة صحفية في 2005 إن المؤتمر الشعبي العام حزب لا يحكم في وقتها، وأن اللي كان يحكم هو الحزب القديم اللي جمعته الجغرافية والمصالح، وهذا أمر لا أخفيه وأمارسه نقداً داخل المؤتمر الشعبي العام، وما كان المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح حتى أيام الائتلافات الحكومية في بعض اللحظات في أحسن الحالات، كانوا مشاركين، ولكن ليسوا شركاء في الحكم، شركاء الحكم الحقيقيين، وهذه حقيقة للتاريخ لا يخفيها أحد، من حاول يغالط نفسه هو يضحك على نفسه سواء المؤتمر أو الإصلاح، في أغلب الحالات كانوا مجرد ديكورات لموضوع الحكم الرئيسي، لكن الشراكة الرئيسية هي كانت بين 3 أقطاب: الرئيس علي عبدالله صالح، وهذا أمر لا نستطيع أن نخفيه، حتى وإن كان رئيس حزبنا، واللواء علي محسن صالح الأحمر، أيضاً هذا هو..، والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله، هو وأولاده. هؤلاء الثلاثة هم شركاء الحكم الحقيقيين، الآخرين تتبدل مواقعهم وفي أحسن الحالات كما قلت لك هم مشاركين في الحكم، ولكن ليسوا شركاء.

القناة: في ما يتعلق باللواء علي محسن، وأمس أعتقد أن النقاش كان مع أنكم طبعاً لا تنشرون الأخبار بشكل رسمي…

العواضي (مقاطعاً): ولن أقلك ماذا دار..

القناة (مقاطعة): لا.. لكن هذه النقطة بالذات هي تثير أنه هذا موظف لدى دولة المؤتمر الشعبي العام.

العواضي: هو شوف يعني هو العسكريين عموماً محرم عليهم الحزبية، لكن الشراكة الحقيقية في الحكم لم تكن ظاهرة للعيان بالشكل اللي جاء في الدستور، ورد الأحزاب، وهذه يعني مسائل لمتطلبات العصر والحداثة والديمقراطية، لكن في حقيقة الأمر كل الناس كانوا يعرفون أن اللواء علي محسن صاحب نفوذ كبير جداً، وصاحب قرار، والشيخ عبدالله…

القناة (مقاطعة): نفوذ خارج سيطرة القانون..؟

العواضي: باستخدام القانون، شريك مع الرئيس علي عبدالله صالح، شريك داخل القانون وخارج القانون، حتى داخل المؤتمر الشعبي العام، حتى الشيخ عبدالله، الله يرحمه، وهذه حقيقة، هو وأبناؤه بالذات حسين يعرف هذه المسألة في المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام في عام 2005، وهذه المسألة إحنا متعودين عليها حتى في المؤتمرات الحزبية من سابق، كان اللواء علي محسن له أسماء في اللجنة العامة، يحطهم كشف، ويجمع قيادات من المؤتمر، ويشتغل عليهم، طبعاً باتفاق مع الرئيس صالح، والشيخ عبدالله له أسماؤه، حتى داخل قيادتنا في المؤتمر الشعبي العام، وكان كل واحد منهم هذاك رئيس الإصلاح وهذاك عسكري وحليف للإصلاح بعيد عن المؤتمر، يتدخلوا ويقولوا صوتوا لفلان وفلان، واشتغلوا. الشيخ عبدالله في 2005 اتصل بي، واتصل بكثير من الأعضاء يدي لنا أسماء فلان، وفلان، وفلان هؤلاء لازم ترشحوهم في اللجنة العامة، كانت معه حوالي 5 أو 6 أسماء.

القناة: وهو رئيس التجمع اليمني للإصلاح..؟

العواضي: وهو رئيس حزب الإصلاح، كان يتصل بنا من السعودية، وهو يتعالج، في 2005، لكن لما كان هنا قبلها، كان يدعونا ونجتمع في بيته، وعلي محسن أيضاً كان يدعونا لاجتماعات كثيرة مع قيادات من المؤتمر، وهو رئيس حزب الإصلاح، هذه حقيقة ما أحد يستطيع أن ينكرها، علي محسن كان معه 7، 8 في اللجنة العامة، وعلي عبدالله صالح كان معه 7، 8، 9، الشيخ عبدالله معاه 5، 6، عبد ربه منصور والإرياني في أحسن حالاتهم يقاتلوا على واحد وإلا اثنين لا قد استطعنا كلنا وباجمال إن إحنا نطلع واحد، اثنين، هذه حقيقة.

القناة: الآن، هل هو مدخل للتنصل من المسؤولية لحماية رئيس المؤتمر الشعبي العام من المسؤولية السياسية؟

العواضي: لا.. لا نستطيع أن.. يظل في الأخير علي عبدالله صالح هو رئيس الجمهورية المنتخب، والشعب انتخبه وفوضه في انتخابات، واختاره رئيساً للجمهورية، وبالتالي أن يجزئ مسؤوليته، ويشارك بها الآخرين، هذه مسؤوليته سيتحملها هو بدون شك. المواطن يعرف اللي صوت له، وهذا أمر، لكن عندما نتكلم عن حقائق في التاريخ، مش عما كان يفترض أن يكون، عما كان، فيجب أن نتكلم عن الشركاء الحقيقيين.

القناة: وهل تشعر أنت الآن بمعنى…

العواضي (مقاطعاً): والأكيد عفواً.. الأكيد أن هؤلاء الشركاء الحقيقيين ظلوا شركاء إلى 21 مارس 2011 على الأقل.

القناة: هذه النقطة المهمة التي ذكرها المؤتمر الشعبي العام في ورقته، فالحديث عن التحالف إلى 21 مارس 2011 كأنه يريد أن يعيد تفسير الأحداث بطريقة غير التفسير السياسي القائم خلاص السنة والنص أنه في النهاية ما حدث أن الشعب في جهة ورئيس المؤتمر الشعبي العام ونظام الرئيس علي عبدالله صالح في جهة أخرى.

العواضي: هذا كلام فيه دجل كثير، وفيه كذب، ولكن هذا الدجل والكذب كله غثاء سيذهب، وسيبقى ما ينفع الناس، ما سيبقى إلا الحقائق التاريخية اللي سيذكرها الناس بروية بعد 10 سنوات، 15 سنة، 20 سنة ربما بالأطول، سيتكلموا الناس عن الحقائق، وستثبت للتاريخ. الآن المزاج والكذب ومش عارف أيش، هذا موضوع صعب جداً، صعب جداً، ومستحيل أن تقنع أي كاتب تاريخي حتى من اليمنيين في الوقت الحالي، أن في أسماء تزعمت قيادتها لاحتجاجات 2011. صعب أنك تقرأه أنه يكتب أن هؤلاء ثوار، مستحيل أصلاً.

القناة: تتعلق بمنهج العمل قبل، وأثناء، وبعد.

العواضي: نعم.. أكيد.

القناة: في ورقة المؤتمر الشعبي العام تحدث عن الأقطاب الثلاثة الحزبية: المؤتمر، الإصلاح، الاشتراكي، وكان واضحاً أن المؤتمر يميز نفسه كثيراً الآن بين الاثنين، بين التجمع اليمني للإصلاح، والاشتراكي، ويأسف أن الاشتراكي تعرض لكثير من التحريض من قبل خصمه سابقاً الإصلاح، حليفه الحالي في نفس الحزب.

العواضي: أكيد.. أكيد.

القناة: السؤال الآن هل المؤتمر الشعبي العام يريد أن يربك العلاقة بين الإصلاح والاشتراكي؟

العواضي: لا.. إحنا نعرف أن علاقة الحزب الاشتراكي والإصلاح، لم تعد مهمة بالنسبة لنا، ولكن أيضاً نعرف أنهم أسيرين لبعضهم البعض، لا يستطيعوا مهما تباينت أفكارهم واختلفوا خلاف جذري في قضايا مهمة وحساسة، إلا أن المصلحة تمنع عليهم أنهم يتخلوا من بعضهم البعض، على سبيل المثال التجمع اليمني للإصلاح ينظر إلى أن الحزب الاشتراكي هو حزب ضعيف، وأنه لا يستطيع أن يتخلى عن الإصلاح، لأنه لا يملك حامل آخر يستطيع أن يشتغل بعمل سياسي، فبالتالي هذا ما يعتقده الإصلاح على الأقل، يتكئ على ظهر الإصلاح، والإصلاح بالتالي يفرض أشياء على الحزب الاشتراكي من هذا القبيل. الحزب الاشتراكي أيضاً هو يعرف هذه الحقيقة، ولكنه يستغل علاقته بالإصلاح لطرف آخر، يعرف أن الإصلاح لا يستطيع أن يعيش بدون حليف، وأن تحالفه مع الحزب الاشتراكي أخرجه ولو لحد ما من أسر الصورة المقتمة التي لدى المجتمع الدولي، وحتى المجتمع المحلي، حول التجمع اليمني للإصلاح، أنه حزب متشدد ومتطرف، فهو يستخدم الحزب الاشتراكي زي المكياج بالنسبة له، وبالتالي لن يستطيع أن يعيش بدون مكياج سيحافظ عليه، لكن علاقتهم بالنسبة لنا ليست مهمة؛ يستمروا مع بعض، اختلفوا، إحنا يهمنا أنه الوطن، نتفق على قضاياه جميعاً، ونخرج بعيداً عن التحالفات السياسية الأخرى.

القناة: لكن أنتم الآن في حوار وطني، لستم أمام انتخابات، المسألة مطلوب منها في الحوار الوطني هذا أن تكون التوافقات قائمة على تحالفات حتى داخل المكون الواحد، يعني مثلاً داخل القضية الجنوبية يتوجب أن يكون المؤتمر والإصلاح والاشتراكي في مواقف يصلوا إلى حلول وسط، يقبلوا بعضهم بعض في هذه النقطة.

العواضي: هو شوف، هو ما فيش شك القضايا هنا هي أفرزت تحالفات، وإن كانت غير معلنة ومختلفة عما هو خارج هذه القاعة، لكن في الأساس في تحالفات حول قضايا معينة، لكن للأسف الشديد حتى بعض القوى عندما تصل إلى عند موقف حاسم تصوت خارج قناعتها، يعني على سبيل المثال نحن نتكلم عن الدولة المدنية، هي في قضيتين سيكونين قضيتي خلاف رئيس داخل مؤتمر الحوار، القضايا الأخرى ممكن يكون لها توافق كبير، موضوع الدولة المدنية، والدولة المدنية نحن نعتقد أن المؤتمر الشعبي العام، وكنا نعتقد، وإضافة حتى إلى بعض الأحزاب الأخرى والقوى المدنية والتكتلات السياسية الأخرى، هؤلاء سيصطفوا صفاً واحداً، الإصلاح سيصطف لوحده، وهذه ستكون موضوع خلاف، لأن الإصلاح عنده تفسير للدولة المدنية مختلف عما هي أصلاً يجب أن تكون عليه. الحزب الاشتراكي على سبيل المثال جاء جامل الإصلاح في المادة الثالثة للدستور في رؤية للاشتراكي، ربما إنه مشهد التكفير للحزب الاشتراكي في فترة طويلة، مشهد أيضاً اغتيال الشهيد جار الله عمر، مسيطر على عقلية تفكير قيادة الحزب الاشتراكي، واضطرت أنه يحط هذه الورقة، وربما أيضاً نتيجة تحالفات مع الإصلاح.

القناة: لكن الورقة هي بقيت المواد كلها لا علاقة لها بهذه المادة في رؤية الإصلاح.

العواضي: نسفها، هو الاشتراكي نسفها نسفاً، لكن هو ربما أنه وضعها لأسباب سياسية، مع أنه في خلاف داخل الاشتراكي عليها.

القناة: ربما قلقاً من استغلال المؤتمر الشعبي العام لمثل هذه النقطة، وتحريض…

العواضي (مقاطعاً): لا المؤتمر قد جاء بها قبل.

القناة: لا..لا، أقصد الاشتراكي ربما لديه صورة أن المؤتمر قد يحرض آخرين على الاشتراكي إذا لم يقل إن الشريعة مصدر كل القوانين.

العواضي: طيب المؤتمر كيف بيحرض الآخرين على الاشتراكي، وهو جاب أنه المصدر الرئيسي للتشريع، المؤتمر جابها أصلاً ورقته، لكن أقول لك أنا في تصوري الشخصي إن مشهد اغتيال جار الله عمر هو اللي كان مسيطراً عند وضع هذه المادة على قيادات الحزب.

القناة: الآن هي محاولات خلاص من هذه.

العواضي: ربما مخاوف.

القناة: نعم.. وإذا تقصد أنه كان هنا التحالف كان مرتبطاً، مش تحالف، قصدي الاتفاق كان يجب أن يكون بهذه النظرة.

العواضي: ليس واضحاً.. نعم، صح، وكانت الورقة واضحة أنها متناقضة ورقة الحزب، المواد الأخرى مع المادة الثالثة.

القناة: لكن بقية الورقة أعتقد أنه…

العواضي (مقاطعاً): فيها 99% من وجهة نظري، إيجابي، فيها بعض النواقص، لكن هي تفاصيل، لكن روحها ومحتواها لشكل الدولة ورقة متقدمة صراحة على جميع الأوراق اللي نزلت، باستثناء ورقة المؤتمر الشعبي العام، لأنها تحمل نفس المضامين، وفي ورقة المؤتمر الشعبي العام أكثر تقدماً، على سبيل المثال أن المؤتمر الشعبي العام قدم في ورقته شكل الدولة أنه يجب أن تكون للمحافظات اللي تنتج النفط والغاز والموارد الطبيعية جزء من هذا، جزء يتفق عليه في القانون، جزء من هذا الإيراد، وجزء منه سيادي يتوزع حسب السكان، بينما الحزب الاشتراكي في ورقته قال إن كل الموارد سيادية توزع حسب السكان.

القناة: فريق المؤتمر الشعبي العام في مؤتمر الحوار الوطني في رؤيته لعمل الأحزاب الأخرى، الحوثيين، الإصلاح، الاشتراكي، هو كان دائماً محكوماً للعلاقة الإستراتيجية بينه وبين الإصلاح، وهذه العلاقة الإستراتيجية تقريباً انتهت بشكل…

العواضي (مقاطعاً): تخففنا إحنا من إرث شديد، لم نشعر بحرية تحرك على مدى مراحلنا السياسية كما شعرنا بها في مؤتمر الحوار الوطني، لأن تحالفاتنا سواء كانت التحالفات سياسية مع التجمع اليمني للإصلاح، والتحالفات الأخرى للمحسوبين عليها من القبائل والعسكر، كانت عائقاً شديداً لنا في كل مراحل تطورنا، حتى في أفكار الحكم المحلي، حتى في انتخابات المحافظين، حتى في اللامركزية وشكلها، كانت كلها عوائق وأثقال لا نستطيع أن نتحرك. الآن المؤتمر الشعبي العام يستطيع أن يعبر عن نفسه بذاته بشكل كبير جداً.

القناة: تقصد الأعضاء، أعضاء المؤتمر يستطيعون الحديث بحرية؟

العواضي: لا.. لا، كحزب كامل، لأن التحالفات اللي كانت تمنعنا من أن إحنا، أحياناً لما يكون عندك تحالفات سياسية، على سبيل المثال زيما الاشتراكي حاول يجامل الإصلاح أنه المصدر التشريعي، يقدم تنازلات، نحن أيضاً لحلفائنا كنا نقدم تنازلات في موضوع تطور الدولة، وكانوا أيضاً يعيقوا بعض المشاريع.

القناة: في أحد اجتماعات اللجنة العامة كان رئيس المؤتمر يتحدث عن نقطة أن كثيراً من النقاط إلى الآن نطرحها، هذه كنا نطرحها في رؤانا، وكنا نجد صعوبة في طرحها.

العواضي: أكيد، نعم، صعوبة في طرحها، صحيح.

القناة: لكن المؤتمر هو المسئول، من المسئول يعني في النهاية؟

العواضي: لا.. التحالفات هي كانت تجبرك أحياناً في مراحل معينة بعد 94 مثلاً كان تحالفك مع الإصلاح كان ضروري، وكان صعب جداً أنك، التحالفات أيضاً الأخرى مثلاً أنا أستغرب حتى الإخوان في التجمع اليمني للإصلاح لما يقولوا إنهم في عام 97 خرجوا من السلطة، مع أني أذكر في 99 أن علي عبدالله صالح كان مرشحهم، واليدومي أعلنها، وقال هذا مرشحنا، ولا نعرف من هو مرشح المؤتمر الشعبي العام. 2004 كانت القضايا المتعلقة بصعدة وحتى القرار المتفق عليه بحرب صعدة، كان تم بين علي عبدالله صالح والهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، والحروب، الحرب الرابعة على وجه التحديد، والخامسة اللي أنا أذكرها، وكنت عضو أنا في اللجنة الرئاسية المشرفة على تنفيذ اتفاق الدوحة، وأذكر أنه دعانا إلى دار الرئاسة، نحن اللجنة مجتمعين، الرئيس علي عبدالله صالح، وكان عبدالوهاب الآنسي، وهم يدوا لنا التكليف على أيش نعمل في صعدة، إلى 2007 يعني، وفي 2006 أيضاً موقف رئيس التجمع اليمني للإصلاح ورئيس مجلس الشورى الواضح، بغض النظر عن مدى تأثيره في الوقوف مع الرئيس علي عبدالله صالح، كان واضحاً، ففي أشياء تتناقض يعني.

القناة: تريدون أن تعيدوا خارطة الوعي تجاه التحالفات بهذه الطريقة، كان المؤتمر الشعبي العام يريد أن يقول إن الصورة ليست كما هي، إن المؤتمر الآن هو استفاد أو يحاول الاستفادة مما حصل بأن تحالفاته مع التجمع اليمني للإصلاح أو مع القوى القبلية والعسكرية الأخرى، كانت واحدة من المعيقات الخارجية، لكن أعتقد أن هذا قد يكون مشكلة كبيرة بأنه يضيق مساحة عمل المؤتمر الشعبي العام.

العواضي: لا.. إحنا الآن نتحرر أكثر، نتحرر أكثر في التعبير عن ذاتنا بغض النظر هذا الذات قد لا يكون إيجابياً بالضرورة، لكن ما أقصده هذه شخصية المؤتمر الآن يستطيع أن يعبرها ويتحمل مسؤوليتها، سيسجل عليها التاريخ أن هذه شخصيتك، ما عاد فيش عليك أعباء تتكلم عنها في المستقبل. وأنا أؤكد في ناس ينسوا أشياء كثيرة، المبادرة الخليجية هي ليست ورقة حل سياسي فقط، المبادرة الخليجية هي ورقة ائتلاف سياسي أيضاً بين المؤتمر والإصلاح والاشتراكي بموجبها، هي ليست فقط ورقة حل سياسي بين قوى متناحرة، هي ورقة ائتلاف سياسي أيضاً تعبر عن ائتلاف سياسي وبرامجي بين المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، والتنظيم الوحدوي الناصري، والحزب الاشتراكي اليمني، والقوى الموقعة عليه، وبذلك دخلنا حكومة ببرنامج واحد، وما زلنا فيها الآن، فالشراكة أقصد ممتدة بأشكال مختلفة حتى هذه اللحظة.

القناة: هو مشكلة يعني أنا أقول لك التجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، واللواء علي محسن، وكل هذه القوى يقولوا مستعدين أن يتحالفوا مع المؤتمر الشعبي العام الآن برئيس جديد، مع رئيس جديد للمؤتمر الشعبي العام، يقولون نفس الكلام.

العواضي: ربما هم لولا يذكروا تلك المسألة، ربما أن المؤتمر قد اختار رئيس جديد من زمان.

القناة: كيف؟

العواضي: يعني لولا أنهم دائماً يصرحوا أن علي عبدالله صالح يجب أن يخرج من رئاسة المؤتمر، ربما أن علي عبدالله صالح قد ترك هذا الموقع، وربما أيضاً أن المؤتمر قد أقنعه أن يختار. لكن طالما هم يصروا على هذه المسألة، هي تدفع من باب ما يسمى بالسيادة الحزبية، هذا القرار الداخلي، ما يمكنش أن يتدخلوا في شؤوننا. هذه نقطة، الشيء الثاني الإخوان في المشترك ينسوا حاجة مهمة جداً؛ أنه صعب أخلاقياً حتى على الكائنات المنعدمة الأخلاق، صعب أخلاقياً أن المؤتمر الشعبي العام يتخلى عن الرئيس علي عبدالله صالح في ظل أن المشترك، بما فيه القوى اليسارية والتقدمية، متمسكين بخصومات تقليديين، سواء اللواء علي محسن الأحمر، أو أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، فصعب أنهم يحللوا لنفسهم ما سيحرموه على المؤتمر الشعبي العام. ربما إذا استمر الإصلاح، الإصلاح بدأ الآن يتخلى من اللواء علي محسن الأحمر، ويكاد يقول إنه كرت استخدمه كما قال إنه أثبت التاريخ بأن كرت علي عبدالله صالح، ربما أيضاً إذا استمروا في التخلص عن كروتهم الأخرى أنه نتفق، وأنا عندي رؤية دائماً أقول إن المشكلة اللي بين علي عبدالله صالح وأولاد الأحمر وعلي محسن الأحمر، في شقها الاجتماعي، يجب أن تنحصر في هذا الشق الاجتماعي، يجب ألا تحول إلى مشكلة سياسية بين أطراف سياسية.

القناة: يعني تتعلق ببيئة الصراع الاجتماعي هنا في هذه المنطقة؟

العواضي: بالضبط في المركز يعني، فإذا حصروها هم من عندهم، وإحنا حصرناها من عندنا، يستطيع المؤتمر والإصلاح وحتى الاشتراكي أنهم يتحالفوا، ولكن الإصلاح هو الآن ليس فقط المربوط بعباءة آل الأحمر، صراحة المشترك ككل، بما فيه القوى التقدمية، بما فيهم الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي أحترمه وأجله كثيراً، أتفاجأ أنه في إحدى مقابلات صحفية قبل 6 أشهر أو أكثر من ذلك، وهو يدافع عن بعض القوى التقليدية.

القناة: هو النقطة تتعلق ببناء التحالف، بمعنى الآن أن التحالف القديم يقول مستعدين نرجع للتحالف اللي كان سابقاً مع رئيس الجمهورية، وكلنا نصبح مع رئيس الجمهورية الموجود، هم يتحالفون دائماً مع رئيس الجمهورية، من جاء رئيس جمهورية تحالفوا معه…

العواضي (مقاطعاً): لا، هم الآن يريدوه تحالف، وهذا سر سأفشيه، هم الآن يسعوا لتحالف من نوع آخر، ولكن هذا أبعد عليهم من الخيال.

القناة: ما هو؟

العواضي: هم يريدوا تحالف مع علي عبدالله صالح، ومع المؤتمر الشعبي العام، ضد عبد ربه منصور هادي.

القناة: مؤشراته هذه؟

العواضي: مؤشراته واضحة، وستبان في خلال شهر أو شهرين بشكل أكثر، لا يفهموا أن عبد ربه منصور هادي لم نتخل عنه في المؤتمر الشعبي العام، ونحن ندعمه بكل قوة، وهو خيارنا حتى للمرحلة القادمة، هو خيارنا الأول، ليس خيارنا الوحيد، لكنه خيارنا الأول.

القناة: أنتم بما فيكم الرئيس علي عبدالله صالح؟

العواضي: بما فينا الرئيس علي عبدالله صالح.

القناة: أقصد أنك أنت قلت إنه تحالف مع علي عبدالله صالح؟

العواضي: هم يسعوا، هذا ما يسعوا إليه، المشترك يسعى لهذا الشيء، بطريقة أو بأخرى.

القناة: بمعنى أنه هل هو لتعميق الأزمة داخل المؤتمر الشعبي العام، أم لأنه يريد استخدام قوة الرئيس السابق في إرباك الرئيس اللاحق؟

العواضي: لا.. لحسابات فقدتها مصالح، الإصلاح يعتقد أنه ما كانش حصل على ما كان يريده من مغانم ما يسمى الثورة اللي إحنا والإصلاح موقعين عليها أنها أزمة، فيريد ثورة جديدة بطريقة مختلفة، يحن إلى الماضي، هذه واحدة، تقف أمامه فقط بشكل رئيسي المشكلات الاجتماعية اللي بين أولاد الأحمر والرئيس علي عبدالله صالح، ما زال صعب، رغم أن الطريق السياسي ممهد تماماً، الحزب الاشتراكي يعتقد أنه الطرف اللي يمثله الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهو يمثل الوطن، ولكن يعتقد أنه يمثل طرفاً في الجنوب بدون تحديد هذا الطرف، والكل يعرفه أنه يظل هو المنافس له، الصراع بين الحزب الاشتراكي والرئيس عبد ربه منصور هادي، هو على الجنوب، ليس على المركز، لكن الصراع الخفي بين الإصلاح والرئيس عبد ربه منصور هادي، هو على صنعاء، على المركز، بس أشتي أؤكد حاجة واحدة؛ أنه بالنسبة لما يتكلموا عليه ما فيش حاجة اسمها ثورة، لأنه لا تنطبق شروط الثورة على كل من قاد الثورة، إذا في ثائر وحيد وأنا أشهد له أنه ثائر فعلاً هو عبد ربه منصور هادي، هو الثائر الوحيد بين هؤلاء اللي خرجوا بين الأطراف السياسية الموقعين على المبادرة الخليجية كلهم، لسبب أنه ربما خلص اليمنيين، وأنا واحد من الناس اللي يشعر بهذا الشعور، بـ مش ظلم، لكن الإحساس بالمظلومية تمتد لأكثر من ألف سنة، لم يساعد على زحزحتها قليلاً إلا عبد ربه منصور هادي، ولكنه ما زال إلى الآن في مواقع ليست تلك المواقع التي تسمح له، لكن الزمن لأنه سنة ونص قصيرة، أعتقد أنه إذا استمر لفترة مقبلة، سيكون الوضع أفضل.

القناة: أقصد هذا المنطق في إعطاء رئيس الجمهورية أحياناً صفة النضال والمناضل.

العواضي: لا مش النضال، أنا أتكلم عن ثائر بمعنى الثائر، هو اللي الثورة لها 3 عناصر رئيسة يجب أن تكون فيها؛ أول حاجة قيمها ومبادئها يجب أن تكون واضحة…

القناة (مقاطعة): أنا لا أناقشك عن الثورة، أنا أناقشك عن الرئيس.

العواضي: لا.. لا.. وأنا سأجيب لك نقطة عند عبد ربه منصور هادي، قيمها ومبادئها، العنصر الثاني قادتها، العنصر الثالث نتائجها. هذه الثلاثة العناصر لم تتوفر في 2011 في ما يسمونه 11 فبراير، لكن هذه الثلاثة العناصر توفرت عند عبد ربه منصور هادي، أو على الأقل عنصرين منها.

القناة: أنت عينك على تبة الفرقة أستاذ ياسر.

العواضي: لا.

القناة: أنا ما أتكلمش عن الأرض، أتكلم عن الرمز.

العواضي: أنا عيني على أنه كلما أسمع شكوى بطريقة مختلفة من مراكز النفوذ اللي حكمت اليمن لفترات طويلة، واللي هي امتداد أيضاً لإرث ثقافي طويل، أشعر أن الرئيس حقق شيء يجب ألا نغفله.

القناة: وهذا شيء جيد، لكن إذن أخشى أن يكون توسيع الشكوى وليس تضييقها، بمعنى أنه ضمنياً مراكز قوى جديدة لنوسع الشكوى.

العواضي: أتفق معك من حيث المبدأ، أنه ليس بالضرورة أن هذه الشكوى هي أيضاً حل للآخرين، قد تكون بس إضافة إلى شكاوى الآخرين بدون شك، لكن في كل الحالات، هي إيجابية، وليست سلبية.

القناة: نريد أن ننتقل إلى تقليل الشكوى وبشكل عام.

العواضي: نعم.

القناة: شكراً لك الأستاذ ياسر العواضي، وشكراً لكم أعزاءنا المشاهدين، ونلتقي في لقاء آخر..

زر الذهاب إلى الأعلى