فضاء حر

في جوهر الصراع!

يمنات

إن أية ظاهرة حية تأخذ أوجهاً متعددة وفقاً لإيقاع حركتها في الداخل والتأثيرات الخارجية الواقعة عليها والوسط التفاعلي الذي تنشأ وتتحرك فيه.

ومن هنا تتعدد التفسيرات وتبرز الالتباسات وتختلف الدوافع والأساليب في التعاطي مع هذه الظاهرة, ورغم ذلك تظل عملية التفريق المناهجي بين ماهو جوهري وما هو شكلي, وما بين ماهو واقعي/ قائم وماهو متوهم / طارئ مسألة أساسية.

إن حالة الصراع كنموذج ماثل تظهر بأشكال متباينة وتتخذ مجالات وأدوات كثيرة؛ أغلبها شكلي بارز للعيان بفعل عوامل مختلفة لا مجال ذكرها هنا. فيما الجوهري تناله استقصادات الإزاحة والإبعاد؛ ذلك أن الفاعلين في ميدان الصراع لديهم مصالح تنشأ وتتسع وفقاً لشكل الصراع المتخذ. لذا يحرص أرباب العمل الإسلام السياسي وجلاوزة الأنظمة الفاشية وأمراء الحروب في إبعاد الناس عن طبيعة الصراع وجوهره, وجرهم الى ساحة أخرى تحتدم فيها أوار المعارك وتفاقم الخسارات الإنسانية, فيما تتعاظم مكاسب الأطراف المحركة وتتوفر لهم مزيدا من فرص السيطرة والإخضاع.

يظهر هذا جلياً في التحريض الطائفي الهائل الذي تتصدر له القوى الانتفاعية والتقليدية, وما يمارسه من تغذية موجهة باتجاه إثارة النعرات المذهبية والمناطقية والحزازات الإثنية واستدعاء الهويات التاريخية والثقافية بقصد إغراق المجتمعات رهينة, مشلولة, وفاقدة القدرة على امتلاك فرص مواتيه في تصويب مسار الصراع بالاتجاه الصحيح.

مسار يتمركز على الحاجات الإنسانية وتلبية المصالح الاجتماعية لعموم الناس ويتخذ الشكل السياسي اللاعنفي في تقديم ما هو جدير ولائق بإنسان هذه البلدان.   

زر الذهاب إلى الأعلى