فضاء حر

ماطور “هادي لا يختلف عن “ماطور” صالح

يمنات

سنة وراء سنة والشعب اليمني يعاني من انقطاع التيار الكهربائي، ذهبت حكومة وجاءت حكومة أخرى والمعاناة مستمرة، قامت ثورة ورحل صالح وجاء هادي والمواطن يتجرع نفس المعاناة، فبالأمس كانت قوى الثورة تحمل صالح ونظامه المسئولية الكاملة عن الإطفاءات المتكررة للكهرباء، وتصف ذلك بالعقاب الجماعي، واليوم وبعد مرور ما يقارب السنتين على التغيير مازال وضع الكهرباء هو ذاك الذي كنا نعرفه في عهد نظام صالح وأسوأ، فرغم تولي شخصيات محسوبة على الثورة أو مالت إليها لا حقا، لوزارات الكهرباء والمالية والداخلية والتخطيط مضافا إلى كل تلك الوزارات وزارة الدفاع، لم يلمس المواطن أي تغيير إلى الأفضل، أو يتهنأ بفطور أو سحور يوم من أيام رمضان بدون قلق إنطفاء الكهرباء، ومع أن المساعدات والصدقات تهل علينا من الكافر قبل المسلم، وأيدينا ممدودة للشحت باستمرار، فلم نجد أي تحسن يذكر للكهرباء على أرض الواقع..

فإذا كنا قد أطلقنا على هذه المعاناة في الماضي (عقاب جماعي)، فلنا أن نطلق على معاناة اليوم (فشل جماعي)، حتى وسائل الإعلام التي كانت تطلق على نفسها (إعلام الثورة) قد أصبحت تمثل المخربين في سوريا ومصر، ولم تعد مهمته بالشأن اليمني، وتناست أن توضح لنا أسباب الإنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، فهناك أحياء بقلب العاصمة صنعاء تعاني من غياب الكهرباء لأيام، ولا يعاد إليها إلا بعد أن ينتفض الأهالي ويقطعون الطرقات العامة القريبة من هذه الأحياء، وكأن الحكومة راضية عن هذه التصرفات وتريدها أن تصبح ثقافة أو وسيله لدى المواطن للحصول على حقوقه..

باعتقادي لو أن باقي عند وزير من الوزراء المذكورين ذرة مسؤولية أو كرامة، لما بقي واحد منهم في منصبه يوما واحدا، على الأقل ليحافظوا على احترامهم لذاتهم، أما احترام المواطن لهم قد زال بسبب عدم اعترافهم بالفشل، فبماذا عساهم أن يفاخروا إلا بالفشل والهبر والإساءة لتضحيات الشباب، خصوصا بعد تعمدهم لإهمال جرحى الثورة والذي نتج عن هذا الإهمال والمماطلة استشهاد الثائر عبدالرحمن الكمالي.. فالماطور هو الماطور، وصالح هو هادي، وسميع هو المستفيد، و"دخان" الماطور هو القاتل، وعظم الله أجرك يا وطن.

زر الذهاب إلى الأعلى