فضاء حر

الإرهاب أصبح لغة المهزوم

يمنات
لو تابعنا وسائل إعلام الإخوان كيف تتعامل مع العمليات الإرهابية ودققنا في كثير من الجرائم التي تحدث بين الوقت والآخر، لاكتشفنا أن الإخوان ليسوا أبرياء مما يحدث من جرائم، فمن خلال متابعتي على سبيل المثال لموقع صحافة نت أو مأرب برس طبعا هذا بعد سقوط الفرقة بأيام فقد قرأت ذات مرة أن انفجار عنيف هز شارع الثلاثين بشملان غرب العاصمة صنعاء مستهدفا مجموعة كبيرة من الحوثيين ونتج عنه سقوط عشرات القتلى والجرحى. و بعد تواصلي مع عديد من الأصدقاء أتضح كذب هذه المواقع وأن الوضع مستقر ولا سماع لأي انفجار هناك.
و في اليوم الثاني حدث أن عبوة ناسفة انفجرت في هذا المكان دون أن تحدث أي إصابات أو أضرار، طبعا هذا دليل واضح أن الخلل في تزامن الحدث مع الخبر أدى لإفشاله، وبدلا من أن نظل نغالط أنفسنا ونبحث عن المجرم وعن من يقف وراء هذه الجماعات الإرهابية علينا أن نتابع ماذا عمل رئيس مصر مع هذه الجماعات وكيف هي النتائج. طبعا قلت العمليات الإرهابية واندحرت هذه الجماعات.
أما هنا في اليمن فقد كان التعامل المبني على العفو عند المقدرة هو الذي جعل منهم يتمادوا ويحركوا قواعدهم الإجرامية بالانتقام ردا على العفو، فبعد سقوط معسكر الفرقة وجامعة الإيمان لم نسمع بأي عمليه انتحارية هنا أو هناك لأنهم كانوا في موقع ضعف ومشتتين وخائفين، ولكن بعد أن استعادوا أنفاسهم وتطمنوا بعدم استهدافهم رتبوا صفوفهم وبدأوا بتنفيذ هذه العمليات بإتقان وبإشراف جهات أمنيه لازالت تغطي على جرائمهم حتى اليوم، وبتستر وتمويه إعلامي معروف كقنوات الجزيرة والعربية وغيرها، فالحرب على الإرهاب لابد أن تكون بجدية وبدون أي رحمة لأن التعامل الطيب معهم جعلهم يتمادوا في غيهم ويوصلوا بلدنا إلى هذا الوضع الكارثي.
جمهورية مصر لابد أن نقتدي بها في التعامل مع الإرهاب وجماعته، فبالأمس شهدنا عمليه إرهابية استهدفت طلاب أمام كلية الشرطة وهذه العملية لن تكون الأخيرة طالما والتعامل مع هذه الجرائم بكل هذه السهولة من اللامبالاة والإهمال الرسمي.
و هنا على أنصار الله تقع المسؤولية الكبيرة في تحمل تبعات هذه الأعمال كونهم أصبحوا اليوم هم آخر أمل عند عامة الشعب لتخليصهم من هذه الآفة وغيرها من الآفات كالفساد وغيره، فالمطلوب منهم اليوم تخليص الوحدات العسكرية والأمنية من الجماعات المندسة في صفوفها ووضع بقية أعضاء هذا التنظيم تحت الرقابة الأمنية، فمن كان بعد حاله فليعيش آمنا مطمئنا، ومن كان مهووس بهذه الأعمال وثبت تورطه مع الجماعات الإرهابية فلا رحمة أو تعاطف معه، هنا سيرحل الإرهاب عنا إلى غير رجعة، أما أن تعفو عنه ويقتلك وإن حاربته أندحر أمامك وأظهر استسلامه ثم يقتلك فهذا هو الخطر الكبير، فالحرب على الإرهاب مهمة وطنية ودينية كبيرة وتتطلب جرأة وقسوة بنفس الوقت، لأن الإرهاب لا يرحم ويستهدف الجميع دون أن يفرق بين صديق وعدو.

زر الذهاب إلى الأعلى