فضاء حر

أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي

يمنات
كانت زيارة مستشاري عبدربه منصور هادي إلى صعده لمقابلة السيد عبد الملك الحوثي اعتراف صريح وواضح بصوابية ثورة 21 سبتمبر وخطأ سياسة هادي في التعامل مع القضايا الكبيرة والمصيرية تحديدا،.
و تعتبر هذه الزيارة حتى وإن جاءت متأخرة إثبات واعتراف بأن قيادة ثورة 21 سبتمبر تسير في الطريق الصحيح وأن الشعب قد بدأ يستعيد قراره بعد أن كان مسلوب القرار لعشرات السنين.
وهذه الزيارة بالتأكيد لها علاقة وارتباط بإنجاز مسودة الدستور والذي يتضمن إقرار وتقسيم اليمن لستة أقاليم، والذي كان للحزب الاشتراكي وجماعة أنصار الله موقف سابق ومعلن يرفض هذا المشروع التآمري ،إلا أن الدعممة واللامبالاة التي سارت عليها السلطة ومحاولة تمرير هذه اللعبة كسياسة أمر واقع جعلت قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي يكرر رفضه لتقسيم اليمن، مما جعل هادي يرسل مستشاريه إلى صعدة لمحاولة إقناع قيادة الثورة بتمرير المؤامرات الخارجية وبضغط خارجي، متناسين أن موقف الثورة واضح ولا مساومة في أمور وقضايا مصيرية، إضافة إلى أن هذه الزيارة تحمل مؤامرة جديدة و محاولة وسعي منهم لإفشال مشروع التغيير الحقيقي بتغيير مواقف قيادة الثورة لتفقد الثقة من الجماهير، إلا أن دلالة ونتائج هذه الزيارة كانت أكثر من إيجابية ولصالح ثورة الشعب، كونها أكدت أن لا صوت ولا قرار يمرر إلا بإرادة شعبية، وما اتفاق السلم والشراكة إلا العقد الفاصل بين مطالب السلطة وإجابة قيادة الثورة.
و بالأخير أعتبر هذه الزيارة مؤشرا لفتح أفق جديد في سياسة هادي بحيث لا يتجاهل بعد اليوم لأي قوة أو مكون سياسي خصوصا في القضايا المصيرية فمن غير المعقول أن يصل الأمر بهادي لأن يجعل من 565 هم من يحددوا مصير شعب ومستقبل بلد خصوصا بعد ثوره أسكتت ودحرت مراكز النفوذ وصانعي القرار لعهد ماض و مظلم، فالخطوة التي أقدم عليها هادي بإرسال مستشاريه للحوار والمناقشة مع قائد الثورة تعتبر بداية طيبه تحسب لهادي كون الدعممة لا تقود إلا إلى نهاية لا تسر أو ترضي من يدعمم أو يتعالى على الآخرين كون الوطن للجميع ومصير البلد هو مصير الجميع، وما النهاية المخزية للمدعممين للسابقين إلا نتيجة لمثل هذه التصرفات الخاطئة التي كانوا يسيرون عليها، فأن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي يا هادي.

زر الذهاب إلى الأعلى