فضاء حر

الشريـعة والاكاذيـب الملـونـة

يمنات

صَعد الخطاب التكفيري الاصولي الإرهـابي المتوحش من حدته خلال الأيام القليلة الماضية، لممارسة التضليل والتزييـف والتخويف لتجيير مخرجات مؤتمر الحوار الوطني لمشروعهم الظلامي الانفرادي، من خلال اعـادة بنـاء الدستور بما يتوافـق وتصوراتهم الايديولوجـية للـدين والشريـعة واكاذيبهم الملـونة، ونهجهـم الاستئثاري، الاستعبادي، واقـصاء المختلـف سـياسـياً ثقافـياً وجـسدياً، وتمكـين قـوى التخلـف والسهر على ديمومـته من مفاصل الحكـم والاستحواذ على مفاصل الـقرار السـياسـي والتشريـعي والقـضائي والتنفـيذي، وجـعل احتـمالات التـناوب في اضيق الحدود الممكنة، وهذا ما نجده جليا في بعض الفتاوى المتفلتة، من قبل مجموعة من الجهلة المغرورين المشهورين بدمويتهم وتقديسهم الشديد للمال والاضواء.

فجمعية (علماء اليمن) التابعة لتجمع الإصلاح اعتبرت (تعديل المادة الخاصة بموقع الشريعة الاسلامية في الدستور الجديد ردة عن الإسلام). واصدر تحالف قبائل اليمن بقيادة صادق الاحمر بياناً يحمل تهديدات صريحة ( بان القبائل ستوجه أي مسعى لجعل الشريعة مصدراً رئيسيا للتشريع، وليس مصدرا وحيدا).التغيير نت 28يوليو2013

هذه الحملة التكفيرية الشرسة، تلقفها اخوانهم الايديولوحيين في تنظيم انصار الشريعة (قاعدة اليمن) أو بتعبير ادق ذراعهم العسكرية، مبدين استعدادهم لتنفيذ الحكم،  بحق من تم تصنيفهم بأعداء الاسلام وهذا يضعنا وجها لوجه، امام وعي سلفي غارق في الظلامية، ونهج ارهابي غارق في الجريمة،  لفرض قناعاتهم بالعنف وتحت تهديد السلاح، وتأبيد الامتثال لحكم التحالف المافوي الذي اضعف اليمن وحولها الى بلد للتسول والشحت، وعنصر تخريب دولي.

وما يثير السخرية والاستهزاء في نفس الوقت، هو المزايدة والمتاجرة بالدين من قبل ديناصورات القبيلة والذي وصفهم القران الكريم بقوله (قالت الأعراب أمنا قل لن تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الايمان قلوبكم)  وقوله (الأعراب اشد كفرا ونفاقا) وقول النبي (ليس منا من دعا الي عصبية) فهؤلاء المزايدين اخر من يحق لهم الحديث باسم الإسلام، لان تركيبة القبيلة، وتفكيرها واعرافها، تتنافى واحكام الشريعة الصريحة الواردة في النص القرآني، فيما يخص المواريث، من خلال تحريم منح النساء حقوقهن في الارث، ناهيك عن التستر على القتلة، وقطاع الطرق، ولصوص المال العام، وحمايتهم… وكما يُقال مثال جيد افضل من مائة عبارة فحماية قتلة الشابين حسن امان وخالد الخطيب، خير دليل على الزيف الفاضح بين الاقوال والافعال هذا اولاً..

ثانيا: الشريعة كما يقدمها  رموز التخلف هي القطع مع الحاضر وحضارته الوثنية والعودة الى احضان السلف اللاصالح، والاستقرار الى جانب خليفة الله في الارض وجواريه وعبيده، وبعبارة اخرى العودة الى الدولة الدينية والتحكم بمصائر الناس، والسيطرة عليهم وفقاً لتصوراتهم ومصالحهم الملتبسة بالشريعة، واستبدال الشرعية الشعبية بشريعة التكفيرين من اخوان قطب ومحمد عبدالوهاب، والانابة فيها عن الله لاعن الشعب، مما يفتح ابواب التاريخ على جهنم ارضية، قوامها الاستبداد والقهر باسم جنة سماوية يدعي هذا التحالف امتلاك مفاتيحها، وبالإضافة الى ما تقدم يمكن القول ان الشريعة في نظرهم ايضا تنطوي على التصورات التالية:

1-   اصدار الفتاوى التكفيرية ضد المخالفين سياسيا وفكريا، والتصدي للإبداع بكافة الوانه واشكاله، ومحاربة العقل والحداثة، وذبح كل مخالف بمجرد الاختلاف، أو الشك في ايمانه، وقد تناقلت وسائل الاعلام المرئية  قبل ايام ذبح شاب تونسي على ايدي الجماعات التكفيرية، بتهمة الردة.

2-   التدخل في حياة الناس الشخصية والعامة، وفرض ذوق هذه الجماعات في المأكل والملبس والمشرب على الجميع.

3-   تشجيع اغتصاب القاصرات من خلال تشريع الجواز المبكر والذي نجد صداة الفاجع في بعض المراجع الدينية بفرعيها السني والشيعي  كالقول (يجوز تزويج الصغيرة بالكبير اجماعا، ولو كانت في المهد، لكن لا يمُكن منها حتى تصلح للوطء)(فتح الباري .. شرح  صحيح البخاري ..باب كتاب النكاح).

(لا يجوز وطء الزوجة قبل اكمال تسع سنين، دواما كان النكاح او متقطعا، واما سائر الاستمتاعات الاخرى، كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ، فلا بأس بها حتى في الرضيعة) الإمام الخميني ..(تحرير الوسيلة.). فهل هناك ابشع من هكذا فتاوى متوحشة.؟؟؟.

والحقيقة ان من يفكر بهكذا طريقة، لا يمكن التعويل علية في احداث اي تقدم الى الأمام ولو بعد قرون، وهذا يعيد للأذهان ما قالة الفقيد عبد الرحمن منيف ( ان الدين أي دين، يفترض ان يبقى في اطار الاعتقاد الشخصي، اما اذا تحول الى عمل سياسي، فسيصبح عندئذ ذريعة لسلب حرية الانسان، وارغامه على الامتثال، كما يصبح وسيلة لقهر الأخر، وهذا ما يجب ان ينتبه له الجميع ). أي اننا مجبرون على رفع اصواتنا عالياً للمطالبة بدستور ليبرالي، لا مكان فيه لمثل هذه المزايدات والمتاجرة بالدين الحنيف، فمن لا يستطيع قراءة متطلبات العصر، سيكون مآلة مزبلة التاريخ، ومن يسبح ضد التيار مصيره الغرق لا محالة..

زر الذهاب إلى الأعلى