فضاء حر

الإرهاب ذراع القبيلة الضارب

يمنات
قُبيل غزوة الجنوب، تناقلت وسائط الإعلام حينها مقولة للشيخ الأحمر تؤكد (استعدادهم لدعوة مجاهدي العالم الإسلامي لمحاربة الاشتراكي)، وقد اثبتت الاحداث فيما بعد ان ذلك القول لم يندرج حينها في خانة التسريبات والحرب الكلامية، وانما كانت خُطة استراتيجية مُحكمة، رافقت اعلان الوحدة، ان لم تكن متقدمة عليها، لغزو الجنوب واحتلاله، وهذا ما اكدته العديد من المواد الوثائقية المنشورة على حبال وسائط الإعلام المختلفة، والأحداث الميدانية فيما بعد..
والواقع ان العلاقة بين القبيلة والإسلام السياسي، كعلاقة القفاز باليد، القبيلة بحاجة الى ايديولوجيا لتبرير هيمنتها المُطلقة وحكمها الديناصوري القائم على الغلبة والقوة، كماهي بحاجة الى الفتوى الدينية التكفيرية، المُحرضة على ازهاق ارواح المعارضين، وقتل المُختلفين، والدفاع عن عبودية الانسان وفقرة ومرضة وبؤسة باعتبارها سنن الهية، والجماعة بحاجة الى قوة لتحقيق مشروعها السياسي الطوباوي، واسلمة المجتمع اكثر بكثير مما يريده الله نفسه.. ويعود الى فترة تاريخية مبكرة الى اتفاقية السلام والمصالحة بن الأخوة في المذهب والمكانة الاجتماعية بعد التخلص (من الدخلاء اللغالغة والتخلص من مشروع الدولة الوطنية، والعودة الى حكم مكونات ما قبل الدولة (مملكة النفط نموذجا ).. وقد اثبتت النتائج المختبرية الجينية ان هناك صفات مشتركة بين الحليفين:
1- تقديس الماضي والعيش فيه، والتشبث بالنموذج الأول والشخصية الأولى ومحاولة احيائها،واختزال كل هموم الناس ومشاكلهم اليومية في الحياة ،في ثنائية الحلال والحرام..
2- اعتبار نفسيهما اصل العروبة والإسلام، ولا شيء غيرهما، انهما، التاريخ والثقافة واليمن كلها، فمن لا ينتمي لقبيلة ليس يمنيا، كما قال احدهم، وكل مسلم غير متأخون، وغير متعصب، وغير طائفي، ولا ينهل من اراجيف الخيال الضحل والمريض لشيوخ الإرهاب، ولم يلتحق بالسلف ليس بمسلما، ويجب استئصاله جسديا والأمثلة كثيرة، ككُثرة الرمل في شواطئ البحار.
3- جميعهم ضد حرية التعبير، وكل ابداع انساني، ضد التعددية، وحرية المرأة، انهم ببساطة شديدة، متأمرون واقصائيون، ومقدسي الجهل والتجهيل، ويكذبون كما يتنفسون، وهذا ماكشفه احد القياديين السابقين للجماعة بقولة ( الإخوان يؤمنون بما قالة سيد قطب ومصطفى شكري من بعدة حرفيا، من تكفير المجتمع، ولهذا هم يستحلون الكذب، ويعدون ثم يُحلفون ايمانا منهم بأنهم يكذبون على كُفار في حرب، وقتلوا وفجروا واغتالوا وكلة باسم الإسلام …ثروت الخرباوي.. المشاهد السياسي 29يناير2013.
و الحقيقة التي لا مراء فيها ان دافع الجماعات الإسلامية في بعض البلاد العربية باللجوء الى الإرهاب، يعود الى فساد الحُكام واغلاق منافذ التغيير والتعبير، عكس الاوضاع في اليمن فالجماعات الإسلامية كانت جزء من السلطة ومشاركة في القتل والتعذيب و الفساد والافساد والتسلط، ونهب املاك المواطنين، او بتعبير ادق جزء من منظومة الحكم، و ذراع القبيلة الضارب في كل اتجاه ووفقا لتعبير احدهم (لا يستطيع الزنداني في اليمن الا ان يكون ترسا في حكم صالح القبلي العسكري، وهو تابع لشيخ القبيلة المتعصب للعُرف القبلي، وليس العكس، وهو مُوالي بنفس القدرة للعسكري الخارج من رحم القبيلة المدججة بالأمية والسلاح شديد العصبية لأعراف وقيم التخلف والبداوة، حيث يعتبر ابناء الخُمس والمدني مجرد ذميين لشيخ القبيلة، وقضية أمان والخطيب شاهد حال.. عبد الباري طاهر ..الاشتراكي نت 5يوليو2013)…
لقد استطاعت القبيلة على ايدي هذه الجماعة ان تجرد الإسلام من اهم مميزاته، باعتباره دين الجماعة، دين الضعفاء والمقهورين، وتطويعه في خدمة مصالح الشيخ خليفة الله في ارض اليمن التعيس، والمرتزقة وتُجار المُخدرات، والمُهربين لإشباع غرائزهم الحيوانية.. وعلى ضوء ما تقدم يمكن القول ان القبيلة خلال العقود المنصرمة فخخت البلد بالإرهاب والإرهابيين، ووزعتهم على طول البلاد وعرضها، لتوزيع الموت على المختلفين والمخالفين والابرياء، وهاهم اليوم يضربون في كل مكان ولا نقول كان اخرها مبنى وزارة الدفاع، لبث الرعب وزعزعة الأمن والاستقرار وتعطيل عملية التغيير، واعاقة الحل السياسي لازمات البلد المتراكمة والمزمنة، والعودة الى تكريس سلطة الاستبداد، واحتكار الثروة والسلطة تحت مبرر الحفاظ علي الاستقرار، لقد وضعوا البلد واهلها امام خيارين اما جرها الى السقوط في الثقب الأسود للاحتراب الأهلي والاقتتال الطائفي، او القبول بدكتاتوريتهم وسيطرتهم على كل مفاصل الحياة، وتثبيت حضورهم في مختلف دوائر صنع القرار، ولكن يبدوا ان رهانات الهيمنة في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية،, باتت رهانات خاسرة..

زر الذهاب إلى الأعلى