فضاء حر

بمَن يحسّ الرئيس هادي؟

يمنات
“الرئيس يشيد بجهود منتسبي وزارة الداخلية في الحفاظ على أمن الوطن والمواطن”، (وكالة سبأ).
هذا يعني أن الرئيس هادي:
لا يحس بأسوأ إنفلات أمني شهدته اليمن في تاريخها المعاصر،
لا يحس بمعاناة 25 مليون يمني يشكون ليل نهار من أسوأ إنفلات أمني في تاريخ البلد،
لا يحس بالآلاف من الضحايا الأبرياء الذين سقطوا قتلى وتحولت أجسادهم إلى أشلاء بسبب أسوأ إنفلات أمني،
لا يحس بمن سقطوا جرحى وفقدوا أجزاء من أجسادهم وأصبحوا مشلولين أو مقعدين بسبب أسوأ إنفلات أمني،
لا يحس بمن تعرضوا للإختطاف والإنتهاكات بمختلف صورها في أسوأ إنفلات أمني،
لا يحس بمن فقدوا ممتلكاتهم وأموالهم بسبب أسوأ إنفلات أمني،
لا يحس بالجنود الذين قتلوا ويقتلون فرادى وجماعات وهم نيام أحياناً في ما يبدو لي أنه أسوأ تنكيل عرفه جيش ما في تاريخ البلدان جميعاً،
لا يحس بمئات الضباط والكوادر العسكرية والأمنية الذين تساقطوا تباعاً ومايزالون في أسوأ وأطول سلسلة إغتيالات ممنهجة استهدفت الكوادر العسكرية والأمنية غير المنتمية إلى مراكز قوى معينة ومعروفة جيداً له،
لا يحس بأمهات وزوجات الضحايا من الجنود والمواطنين، واللواتي لابد أنهن انتظرن وينتظرن منه على الأقل أن يقول شيئاً غير الإشادة بأسوأ إدارة أمنية عرفتها اليمن طوال تاريخها، الإدارة التي كانت السبب الرئيسي وراء فقدان أعزائهن،
لا يحس بأطفال الضحايا من الجنود والمواطنين العاديين الذين لابد أنهم انتظروا وينتظرون منه على الأقل أن يقول شيئاً غير الإشادة بما يبدو لي أنها أسوأ وأتفه وأوقح إدارة أمنية عرفها بلد في العالم،
لا يحس بأسر الضحايا التي لا يدري أحد ما الذي عانته حتى الآن وما الذي ستعانيه في قادم الأيام بعد أن فقدت من يعيلونها ويحمونها ويوفرونها الشعور بالأمان على الأقل،
لا يحس حتى بأخيه الأكبر الذي فقد حفيداً وهو في “ضيافته” في المستشفى الرئاسي الخاص خلال الهجوم الإرهابي المهين الذين استهدف إلى جانب مستشفاه مكتبه الرئاسي الخاص في “العرضي”، ولم تبدر عنه حتى الآن أية ردة فعل عليه، (حتى ملف التحقيقات المتعلقة بهذا الهجوم بتُّ أشك أنه سُمح له الإطلاع عليه كاملاً)،
إنه لا يحس بكل هؤلاء،
ولا يحس حتى بنفسه، (حتى هو تضرر من أسوأ إنفلات أمني عرفته البلاد. فقد تعرض لمحاولة إغتيال أخرى غير محاولة العرضي، وجرى تهريب المتورطون في هذه المحاولة التي استهدفته شخصياً، جرى تهريبهم في الهجوم الأخير على السجن المركزي والذي بات تورط وزير الداخلية فيه واضحاً للعيان، وأكدته التفاصيل التي كشفها مدير السجن لهادي نفسه. وبدلاً من أن يقلب الدنيا على رأس هذا الوزير “التافه”- ولو حتى من قبيل الثأر لنفسه وكرامته الشخصية- ماذا فعل؟ ترك الوزير المتورط في الجريمة يركل مدير السجن الذي كشف تورطه من موقعه! ليأتي هو (هادي) بعد أيام ويشيد بإدارة هذا الوزير لأسوأ إنفلات أمني عرفته اليمن!).
ما هذا؟!
رئيس لا يحس بشعبه!
قائد لا يحس بجنوده!
رجل لا يحس بنفسه!
بمَنْ يحس إذن؟
الرئيس هادي يحس بالإصلاح فقط.
إنه لا يسمع شعبه،
بل يسمع ما يقوله له الإصلاح فقط.
وهو لا يقول ما يريد أن يقوله هو،
بل يقول ما يريد الإصلاح منه أن يقوله فقط.
إنه يشيد بما يشيد به الإصلاح فقط،
وينتقد ما ينتقده الإصلاح فقط،
ويحب ما يحبه الإصلاح فقط،
ويكره ما يكرهه الإصلاح فقط،
ويحس بما يحس به الإصلاح فقط.
وهذه كلها صفات لا تدل على رئيس ولا حتى على “بني آدم”. إذ أن أي “بني آدم” في أي موقع مسئولية قد يكون عديم إحساس تجاه شعبه، ولا يغضب من أجل رعاياه، هذا أمر يمكن تفهمه والقول عندها إنه: “بني آدم لا يحس بالآخرين”. أما أن يكون على قمة هرم السلطة ويتعرض لما تعرض له هادي ولا يغضب حتى من أجل نفسه على الأقل، فهذا ما لا يمكنني تفهمه ولا أجد له وصفاً على الإطلاق!
لهذا، سأترك لكم أنتم وصفه..
ولن أخفيكم أنني كنت اليوم حزيناً أكثر من أي وقتٍ مضى. فقد كشفت لي إشادة هادي بأسوأ إدارة أمنية عرفها بلد في العالم، كشفت لي إلى أي مدى هو “دُمْيَة”.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى