فضاء حر

مهلة باسندوة لوزرائه

يمنات
حكاية مهلة الأسبوع التي أعطاها باسندوة قبل عام لوزرائه لضبط مخربي الكهرباء وانتهت على هذا النحو:
8 أبريل 2013: أعطى رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة وزراء الدفاع والداخلية والإعلام مهلة أسبوع لضبط المتورطين في جرائم تخريب خطوط وأبراج الكهرباء والإعلان عن أسمائهم في التلفزيون الرسمي، وقد انتهت المهلة بعد أسبوع، ولكن بنتيجة عكسية.
15 أبريل 2013: بدلاً من إعلان أسمائهم على التلفزيون الرسمي، قطع المخربون الكهرباء عن العاصمة وعموم المحافظات وأغرقوا البلاد في ظلام دامس، ولم يسمحوا لنا حتى بمشاهدة التلفزيون من الأساس. وهذا لم يشكل سوى نصف الخبر السيء. النصف الآخر من الخبر السيء تمثل في الآتي: بدلاً من قيام الحكومة بضبطهم، ألقى المخربون القبض على فرق الإصلاحات ومنعوها من الوصول إلى المناطق المتضررة من الإعتداءات المتكررة. ومنذ موعد انتهاء مهلة باسندوة لوزرائه منتصف ذلك الشهر، غرقت البلاد في ظلام دامس لعدة أيام.
وبالإضافة إلى الظلام الدامس، أتذكر يومها أنني غرقت في تساؤلات دامسة أيضاً:
– ما هو الإجراء الذي ستتخذه الحكومة ضد المخربين بعد هذا التصعيد التخريبي من قبلهم؟
– ما هي العقوبة التي سيتخذها باسندوة ضد الوزراء الثلاثة محمد ناصر أحمد وعبدالقادر قحطان وعلي العمراني؟
– هل سيجهش بالبكاء في حضرة الوزراء الثلاثة مثلاً؟
– ومن أعطى الآخر مهلة: هل هو باسندوة أمهل الوزراء الثلاثة أم أنهم المخربون أمهلوا باسندوة مع وزرائه الثلاثة وكل أعضاء حكومته؟!
الشق الأخير من آخر سؤال هو ما تحقق: فالمخربون هم من اتخذ إجراءات عقابية حاسمة وشاملة ضدنا وضد حكومة باسندوة، باسندوة الذي تأكد لنا يوماً بعد يوم أنه لا يملك من أمره وأمر حكومته شيئاً، والسبب لا يكمن- على الأرجح- في أنه والوزراء المعنيون بهذه القضية في حكومته لا يستطيعون ضبط مجموعة من المخربين بل في أنهم يتخاذلون ويتقاعسون عن هذا لأن جرائم التخريب تصب في صالح مشاريع تجارية وسياسية تخص جهات وأطرافاً في صنعاء يدين باسندوة ووزراؤه لها بالولاء الأعمى.
بعبارة أخرى: باسندوة ووزراؤه مجرد دُمى تحركها أصابع اللاعبين أنفسهم الذين يحركون المخربين، وهذا لا يشكل سوى الخبر السيء فقط. الخبر الأسوأ: أن هؤلاء اللاعبين لا يعاملون باسندوة ووزراءه بنفس “الإحترام” الذي يعاملون به المخربين. ففي حين يعاملون المخربين وكأنهم “فلذات أكبادهم”، يعاملون باسندوة ووزراءه على أنهم “عيال شغالة”!
دولة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة: لماذا لا تطالبون من يحركونكم بخيوط من خلف الستار أن يعاملوكم بنفس الإحترام الذي يعاملون به المخربين؟!
مجرد معاملة بالمثل لا أكثر.. أو، على الأقل، تكشفون لنا من هم هؤلاء المخربون بالضبط، ولحساب من يعملون..
أليست أجهزة الدولة، من الجيش للأمن للقضاء للإعلام، في أيديكم؟
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى