فضاء حر

إلى أمي وكل أم يمنية في عيدها هذا

يمنات

ساروا سوا، هكذا، يداً بيد 33 عاماً،
وسرقوا سوا وهم مبتسمين كل شيء:
سرقوا من اليمنيين عيد ثورة سبتمبر،
سرقوا من اليمنيين ما تبقى من عيد ثورة أكتوبر (الذي كان حكم الجنوب قبل الوحدة قد قطع شوطاً لا بأس به في وأده)،
سرقوا من اليمنيين ما تبقى من عيد نوفمبر (الذي كان حكم الجنوب قبل الوحدة قد قطع أيضاً شوطاً لا بأس به في وأده)،
سرقوا من اليمنيين عيد الوحدة،
مع الوحدة نفسها (التي ناضل اليمنيون من أجلها عقوداً طويلة)،
سرقوا من اليمنيين عيد الشجرة،
مع الشجرة نفسها،
سرقوا من اليمنيين أعياد الزراعة،
وأعياد “الصراب”،
سرقوا من اليمنيين كل أعيادهم الوطنية،
مع الوطن نفسه،
سرقوا من اليمنيين أعياد ميلادهم،
وكل أيامهم،
وأحلامهم،
سرقوا اليمنيين من أمهاتهم،
ومن يمنهم،
ثم سرقوا من اليمنيين اليمن.

وحين هبَّتْ ثورة فبراير ضدهما وضد كل ما يمثلانه، أفلت كلاهما يد الآخر، وانضم أحدهما إلى الثورة لكي يسرقها ويسرق عيدها وأهدافها وكل أحلام ثوارها.
وبعد أن نجحا في سرقة ثورة فبراير وإجهاضها، اختتما مسيرتهما “العظيمة” بهذا المشهد:
جلسوا “يتهازروا” عيد الأم، كل واحد مسكه من طرف، وهات يا هزورة:
علي عبدالله صالح الأحمر يهزر ويقول: “حقي.. أنا ولدت فيه”،
وعلي محسن صالح الأحمر يهزر ويقول: “حقي.. أنا انضميت فيه للثورة”!
من قال لك يا علي محسن تنضم للثورة؟!
وأنت يا علي صالح من قال لك تولد أصلاً؟!
ليش ولدتوا أنتو الإثنين من الأساس؟!
أنتو الإثنين ما تستحوش أبداً:
33 سنة وأنتو تسرقوا من الأمهات اليمنيات أبناءهن وأزواجهن وكل شيء، ولما اختلفتوا سرقتوا عيدهن؟!
عشان أيش؟!
عشان تدخلوا التاريخ يسْعَم؟!
شوفوا يا سرق:
التاريخ عبارة عن مبنى من عدة طوابق، طوابق كثيرة جداً.
وفي كل طابق، عدة شقق، شقق كثيرة جداً.
وفي كل شقة، عدة غرف، غرف كثيرة جداً.
بس مشكلة التاريخ أنه بلا حمامات، لا يوجد فيه سوى حمام واحد بس.
ومشكلة حمام التاريخ أنه لا يوجد فيه سوى مرحاض واحد بس.
وذلك المرحاض هو مستقركم ومستودعكم ووطنكم الوحيد.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى