أخبار وتقارير

الحوثي يسيطر على «همدان» بعد فرار مقاتلي الإصلاح

يمنات – الشارع
تجددت الاشتباكات, أمس, بين مسلحين من جماعة الحوثي, وآخرين من التجمع اليمني للإصلاح, في مناطق مختلفة من مديرية همدان, التابعة لمحافظة صنعاء؛ ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.
وتحدثت المعلومات عن سيطرة الحوثيين على جميع مناطق “همدان” بعد فرار وانسحاب مقاتلي تجمع الإصلاح من منطقة ذرحان, التي شهدت آخر المواجهات أمس.
واشتدت وتيرة المواجهات المسلحة بين الطرفين, وسط أنباء عن إحراز مقاتلي الحوثي تقدماً ملحوظاً, وتمكنهم من السيطرة على عدد من القرى والمناطق في المديرية, منذ بدء الاشتباكات التي اندلعت ظهر السبت الماضي, في منطقة “قاع المنقب”.
وقالت مصادر محلية متطابقة للصحيفة إن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على مناطق “حاز” وقرية “ذرحان” إضافة إلى :قاع المنقب” ومناطق وقرى أخرى.
وقال ل”الشارع” العميد الركن محمد يحيى الحاوري, عضو مجلس النواب عن مديرية همدان, إنه شارك, صباح أمس, في لجنة الوساطة الرئاسية الي يقودها العميد الركن علي الجائفي قائد قوات الاحتياط العام, “لوقف تبادل إطلاق النار بين الإصلاحيين والحوثيين, واحتواء الموقف المتأزم بين الجانبين”.
وأضاف العميد الحاوري: “خرجنا إلى المنطقة, وطلبنا رفع الأرتاب والمظاهر المسلحة, وكذا النقاط التي تم استحداثها في الطريق العام, وعودة كل الأطراف إلى مناطقهم وقراهم, وتم الاتفاق على هذا الأساس, وحصلنا على وعود بالتنفيذ لهذه المطالب التي طالبنا بسرعة تنفيذها”.
وتابع: “وبعد مغادرتنا للمنطقة, حوالي الساعة الواحدة من بعد الظهر, تجددت الاشتباكات بيت الطرفين, وعلمنا عن سقوط قتلى من الجانبين, خلال تلك الاشتباكات”, مشيراً إلى أن طرفي الصراع يتبادلان الاتهامات بشأن مسؤولية تجدد الاشتباكات, وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه لوقف إطلاق النار.
وقال العميد الحاوري: “الاتفاق الذي التزم به الطرفان يتضمن نزع الأرتاب, ووقف إطلاق النار, ورفع المظاهر المسلحة, وكذا فتح الطرقات ومنع استحداث أي نقاط من قبل الطرفين؛ إلا أن الاشتباكات تجددت بعد مغادرتنا للمنطقة, نحن والعميد علي علي الجائفي, والمشائخ, وغيرهم من الوجهاء الذين شاركوا كوساطة لاحتواء الموقف”.
وحول ما تردد عن سقوط قتلى وجرحى خلال اشتباكات ظهر أمس, قال العميد الحاوري: “أبلغنا أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 9 إصلاحيين و5 من الحوثيين, إلا أنه لم تتوفر لدينا معلومات مؤكدة حتى اللحظة بشأن عدد القتلى والجرحى”.
وفيما أشار الحاوري إلى أن تلك المواجهات حدثت في منطقة “ذرحان” (التي ينتمي إليها حمود هاشم الذارحي) قال: “أما منطقة حاز فقد سيطر عليها الحوثيون أمس (أمس الأول)”.
وأوضح العميد الحاوري أنهم ظلوا مجتمعين حتى مساء أمس لبذل جهود لإيقاف المواجهات بين الجانبين.
من جانبها, قالت جماعة الحوثيون في موقعها الإلكتروني الرسمي, أمس, إن “أبناء قبائل همدان” (مسلحيها) تمكنوا “من السيطرة على قريتي ذرحان وكولة المنقب, فيما تقوم مجاميع منهم بملاحقة القتلة والمجرمين وقطاع الطرق الذين قاموا بالاعتداء يوم أمس الأول (السبت) على مواطنين من أبناء همدان وقتل ثلاثة منهم وجرح ثلاثة أخرين في ملف المنقب”.
وأضاف موقع “أنصار الله” التابع للحوثيين: “إضافة إلى ذلك, يقوم أبناء قبائل همدان بالبحث عن شابين من عيال سريح اختطفتهما مليشيات حزب الإصلاح أثناء مرورها على دراجة نارية من الخط العام”.
ونقل الموقع عن مصادر خاصة لم يسمها قولها إن “مشائخ ووجهاء قبائل همدان اجتمعوا اليوم (أمس) لعقد صلح عام بين أبناء قبائلهم, على أن تتضافر جهود الجميع على حفظ الأمن ومنع التقطعات وإخافة السبل, والتصدي لكل من يحاول إثارة الفتن وإشعال الحروب بين أبناء المجتمع الواحد”.
وقال “موقع الحق” القريب من الحوثيين, إن “من وصفهم ب”أبناء القبائل” “تمكنوا من السيطرة على عدد من نقاط التقطع التي نصبتها ميليشيات الإصلاح في ذرحان ومناطق أخرى باتجاه طريق شبام كوكبان, بغرض الاعتداء على المنتمين لأنصار الله”.
وإذ أكد الموقع أن المواجهات بين الطرفين تجددت بعد ظهر أمس؛ قال إنها تجددت بسبب “رفض مليشيات حزب الإصلاح وساطة قبلية وعسكرية للمرة الثانية لإيقاف المواجهات”.
وأفاد الموقع أن “أبناء همدان تمكنوا, بعد مواجهات استمرت لساعات, من تطهير منطقة ذرحان ودحر الجماعات التكفيرية”.
ونقل ذات الموقع عمن وصفها بمصادر محلية قولها إن “أبناء القبائل سيطروا على منزل قائد ميليشيات الإصلاح بمنطقة “ذرحان” الضابط في الفرقة المنحلة, المدعو خالد الجماعي, الذي كان شريكا لمحمد قناف القحيط في ارتكابهما الجريمة البشعة بحق ضيوف أبناء المنطقة, والذي يعتبر الذراع الأيمن لجنرال الحرب اللواء علي محسن الأحمر”.
من جانبه, قال موقع “المصدر أونلاين” المقرب من تجمع الإصلاح, إن “الحوثيين فرضوا سيطرتهم على الطرق الرئيسية المؤدية إلى محافظتي عمران والمحويت, واستحدثوا حواجز لتفتيش المسافرين, وقاموا بعدها بالسيطرة على منزل الشيخ قناف القحيط, وتفجيره مساء أمس, بواسطة عبوات متفجرة أدت إلى تسويته بالأرض”.
وقال موقع “الصحوة نت” الناطق باسم حزب الإصلاح, إن الاشتباكات استمرت, أمس “بين قبيلة همدان, ومسلحي جماعة الحوثي, لليوم الثالث على التوالي, في أكثر من مكان في منطقة همدان قرب العاصمة صنعاء, وسط فشل أولي للجنة الوساطة الرئاسية”.
وأوضح الموقع أن “المواجهات مستمرة في قرية ذرحان, بين أبناء همدان, ومسلحي جماعة الحوثي القادمين من محافظة صعدة وحرف سفيان في محافظة عمران”, إلا أن ناشطي الحوثي أعلنوا, مساء أمس, سيطرة مقاتليهم بشكل كامل على “همدان”.
وقال موقع “الصحوة نت” أن “منطقة المواجهات تبعد عن معسكر الاستقبال بنحو 7 كيلومتر تقريباً”, وعشرة كم تقريباً من العاصمة صنعاء.
وقال ناشطون حوثيون أنه “تم تنظيف بلاد همدان حتى مشارف الأهجر غرباً, وباتجاه اللكمة شرقاً, وحتى تخوم شبام كوكبان”.
وأكدوا أن مقاتلي جماعتهم فجروا, أمس, في منطقة “ذرحان” منزل الشيخ خالد الجماعي, الموالي للواء علي محسن الأحمر.
وأفادت المعلومات أن الحوثيين أخرجوا أسلحة وأدوات أخرى كانت في منزل الجماعي, الضابط في الفرقة الأولى مدرع المنحلة, ثم فجروا المنزل ودمروه بالكامل, ويقول الحوثيون أن خالد الجماعي “ذراع علي محسن في ذرحان” ويتهموه بمشاركة قناف القحيط, القيادي الإصلاحي, في تنفيذ الكمين الذي نصب لحوثيين ظهر السبت الماضي, في “قاع المنقب” وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى منهم. وكان الحوثيون فجروا, أمس الأول, منزل القحيط في “همدان”.
وذكر ناشطوا الحوثي أن مقاتلوهم تولوا, منذ مساء أمس “تأمين طريق صنعاء- المحويت إلى ما بعد منطقة الأهجر, بعد فرار التكفيريين, وتم تأمين الخط كلياً من ضلاع همدان وحتى الأهجر”.
وتحدث ناشطي الإصلاح عن مشاركة جنود من الفرقة الأولى مدرع المنحلة, التابعة للواء علي مسحن الأحمر, في القتل لمساندة مقاتلي الإصلاح في معارك أمس في “همدان”.
وقال ل”الشارع” العقيد حميد السفياني, مدير أمن المنطقة الأمنية الأولى في محافظة صنعاء, أن “الحوثيين سيطروا على عدد من القرى في همدان” وفجروا, أمس, منزل شخص يدعى خالد الجماعي, و آخر تابع لأحد المواطنين.
وأضاف العقيد السفياني, في اتصال أجرته معه الصحيفة مساء أمس: “حسب المعلومات المتوفرة لدينا فالاشتباكات لا تزال مستمرة حتى اللحظة, وهناك لجنة وساطة قبلية يشارك فيها اللواء الركن علي الجائفي, قائد قوات الاحتياط, وعدد من مشائخ المنقطة, تبذل جهود ومساعي قبلية في محاولة لتهدئة الموقف, ووقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأشار العقيد السفياني إلى أن المعلومات التي حصلوا عليها تشير إلى أن الحوثيين قاموا بنهب منزل شخص يدعى الجماعي, في إحدى المناطق القريبة من قاع المنقب, ومنزل آخر قال أنه يقع في منطقة تسمى “منكل”.
من جانبه, أكد الشيخ يحيى علي عايض, أحد كبا مشائخ “همدان” في اتصال أجرته معه “الشارع” في وقت متأخر من مساء أمس, أن الاشتباكات تجددت بين الإصلاحيين والحوثيين, بعد ظهر أمس, “بعد أن كانت قد توقفت بناءً على اتفاق تم التوصل إليه من قبل لجنة الوساطة القبلية”. كما أكد سيطرة الحوثيين على مناطق “همدان” بالكامل, وفرار مقاتلي الإصلاح منها.
وأضاف الشيخ عايض: “خرجنا اليوم (أمس) من أجل التوقيع على وثيقة بيننا وبين أنصار الله (الحوثيين) واختلفنا على بعض البنود, كما حدث خلاف بين بعض المشائخ فتم تأجيل اللقاء إلى عصر اليوم (أمس).
وأشار الشيخ عايض إلى أن طرفي الصراع يحملان بعضهما البعض مسؤولية البدء في إطلاق النار, وخرق الهدنة التي كان قد تم التوصل إليها من قبل.
وقال: “تمكن أنصار الله من دخول إحدى المناطق التي كان الإصلاح يسيطر عليها وله وجود فيها بكثرة, والآن يتمركز الحوثيون فيها, ونحن الآن في صدد التواصل مع المشائخ والوجهاء لبحث هذا الموضوع”.
وتابع: “تم السيطرة على محلة ذرحان من قبل أنصار اللحوثيين عند الساعة الثانية من صباح اليوم (أمس), وتقع هذه المحلة جنوب منطقة حاز, على الخط الرئيسي, وبعد دخولهم المحل قاموا بعد المغرب بتفجير منزل شخص يدعى خالد صالح الجماعي, على خلفية اتهامه من قبل الحوثيين بالوقوف وراء أعمال التقطعات التي تعرضوا لها خلال اليومين الماضيين”.
وقال: “أنصار الله يتهمون هذا الجماعي بالوقوف وراء قضية القتل التي حدثت أمس الأول السبت, فيما يقول الإصلاحيون إنهم تعرضوا لإطلاق النار من قبل مسلحين ينتمون إلى منطقة سفيان, في قاع المنقب, وإلى حد الآن التحقيقات جارية لمعرفة ظروف وملايسات الحادثة”.
وحول ما تردد عن سيطرة الحوثيين على كثير من المناطق التي يدور فيها الصراع مع مقاتلي حزب الإصلاح, قال الشيخ عايض: “”الإصلاحيون فروا من المناطق التي كانوا يتمركزون فيها, وعادوا إلى منازلهم, والحوثيون يتمركزون ويتحركون هنا وهناك”.
ومنزل الجماعي هو المنزل الثالث يفجره الحوثيون في “همدان” منذ بدء اشتباكاتهم مع الإصلاحيين هناك, ظهر السبت الماضي.
وقال ل”الشارع” هاشم الجائفي, أحد أعيان “همدان” أن الحوثيين سيطروا على “بيت غفر” و”حاز” و”ذرحان” و”قاع المنقب” وغيرها من المناطق والقرى الواقعة في “همدان” شمال غرب صنعاء.
وبدأت المواجهات بين الجانبين في “همدان” ظهر السبت الماضي. وأمس الأول, تمكن مقاتلو الحوثي من السيطرة على مناطق عدة هناك, وفجروا مركزاً دينياً يتبع الإصلاح, كما فجروا منزل القيادي الإصلاحي قناف القحيط.
ومساء أمس الأول, خرج اللواء علي الجائفي, قائد قوات الاحتياط, ضمن لجنة وساطة رئاسية غير معلنة , إلى “همدان” التي ينتمي إليها, وتمكن بصعوبة من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين؛ إلا أن المواجهات تجددت أمس الاثنين.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت, أمس الأول الأحد, أن مقاتليها تمكنوا “من التقدم باتجاه منطقة حاز, التابعة لمديرية همدان محافظة صنعاء”, والسيطرة على منزل قناف القحيط , القيادي الإصلاحي, الذي فجر الحوثيون منزله, الأحد.
وقالت جماعة الحوثي إن مقاتليها “تمكنوا من بسط سيطرتهم على عدة مناطق داخل المديرية, وطرد مليشيات الإصلاح من جميع النقاط التي نصبوها في الطرقات العامة بغية التقطع للمواطنين وقتلهم وسلب أموالهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى