أخبار وتقارير

حلمن بالعيش الرغيد لكنهن سقطن في قعر الجحيم..

المستقلة خاص ليمنات
بعد وعود كاذبة بفرص عمل شريفة وجدن أنفسهن في قلب سوق الجواري.. حكايات اليمنيات المغرر بهن تشكل حقيقة مرة فكل حكاية من حكايتهن تخفي وراءها مآسٍ إنسانية مروعة.. فرحلة العذاب تبدأ حين تظن الفتاة أن حصولها على عقد عمل في الخليج بأجر لم يسبق أن حلمت به شيء يرفع الرأس.. لكن 30 يوماً من العذاب تبدأ من لحظة أن تطأ قدم الحالمة أحد مطارات الخليج تكون كافية لتكسير عزيمة أقوى اليمنيات وتحويلها إلى عجينة …. ويصبح جسدها سلعة والسلعة تصبح ملكية صاحبها.. في هذا التحقيق نكشف شطراً بسيطاً مما استطعنا جمعه من حكايات فتيات انتصرن على هاجس الخوف وبحن لنا بأسرار الفردوس الخليجي لقد غادرنا أرض الوطن وهن يفرشن الأرض وروداً وينقشن الأحلام بالذهب لكن بعضهن عدن وهن بقايا مخلوقات فيما لا تزال أخريات هناك في درك العذاب وهذه تفاصيل ما حدث لهن بألفاظ قابلة للنشر وما خفي كان أعظم.
تحقيق/ رندا العامري
عمل في المريخ
• نجوى مطلقة ولديها طفل.. أرادت أن تبحث عن عمل وكانت تتردد على مكتب توظيف وعامل المكتب يقول لها أنه لم يجد لها عمل يناسب لأنها لا تجيد سوى القراءة والكتابة ولديها دورات في الخياطة والتطريز ودورة تمريض وفي إحدى زياراتها لمكتب التوظيف وجدت امرأة دار بينهما حديث فقالت لها المرأة هل لديك الاستعداد للعمل مربية في السعودية.. قالت له نجوى أشتي عمل حتى بالمريخ ولا المذلة فوتقول نجوى حددت لي موعد للقاء لتتعرف عليا أكثر وفعلاً التقينا في شقة لم يكن موجود فيها أحد غيرها وقالت أن لها أخ يعمل ولا يعود إلا بالمساء وخلال لقائي بها كانت مشغولة بالنظر إلى تفاصيل جسدي أكثر من انشغالها بما لدي من مهارات كمربية واشترطت أن أسلمها خمسين ألف في حال وفرت لي عقد عمل ومائة ألف بعد استلامي العمل بشهرين فوافقت على شروطها وبعد فترة اتصلت بي وقالت أن العمل جاهز بعقد شهري قيمته ألفين ريال سعودي بالإضافة إلى شهرين إجازة في السنة وتذكرتي ذهاب وإياب في السنة أما أول سفر فيكون عبر البر وفعلاً تعاونت معي وأجهزت لي كل إجراءات السفر والفيز بعد أن استخرجنا الجواز.
وسلمت لها الخمسين الألف بعد أن استدنت وبعت ذهبي وذهب شقيقتي وتركت طفلي عند والدتي وسافرت وقبل أن أسافر قالت لي كلام لم أفهمه إلا لاحقاً حيث قالت إذا معك أخت عازبة باندبر لها عمل براتب أكبر فقلت لها أولاً باجرب أنا وبعدين أختي وعندما وصلت إلى جدة اتصلت بالرقم الذي أعطتني إياه المرأة فجاء رجل وأخذني بسيارته فأدخلني فلة لم أشاهد بداخلها إلا امرأة فتحت لنا الباب فدخلت الشقة ثم الحمام وبعد خروجي من الحمام وجدت ذلك الشخص يهجم عليّ كالوحش واغتصبني وعندما كنت أبكي وأقاومه كان يشتمني ويشتم أهل اليمن بألفاظ قبيحة ولم يدع لي أي فرصة للكلام أو المقاومة وبعد أن أكمل جريمته سلمني لتلك المرأة التي فتحت الباب وقال لها أعطيها أكل وفهميها عملها فتعاملت معي المرأة بلطف وسألتني إن كنت عازبة فقلت لها مطلقة فضحكت وقالت أنت محظوظة وعرفت منها أن عملي سيكون تلبية رغبات الرجال وكلما قدمت لهم ما يسعدهم سأجد أجراً أكبر واحتراماً أكثر كما عرفت منها أنه لا يوجد مجال للهروب أو الرفض وفعلاً كلما كنت أظهر نوعاً من الرفض أتعرض للتعنيف وكلما زاد استسلامي لهذا الشخص وجماعته يمنحونني مأكل وملابس ويقومون بتحويل مبالغ مالية لأسرتي وأحياناً كانوا يعطوني تلفوناً أكلم به أسرتي تحت رقابتهم ويا ويلي لو حاولت ألمِّح بشيء مما يحدث لي.. كنت أذوق كل يوم طعم الذل وأنا تحت أجساد تدوسني بالمال.. وعن نجاتها قالت نجوى أن الشخص الذي استلمني أول مرة تعرض لجلطة وكاد أن يموت وعندما حملونا على سيارة وذهبنا لزيارته بالمستشفى أظهرت عطفاً عليه وتحولت كأنني ممرضة وهكذا كنت أفعل معه في كل زيارة وعندما عاد إلى منزله أهملته أسرته فاتصل وطلب أن يحضروني إلى منزله وعندما وصلت قال ممكن تبقي في جواري تخدميني وأعطيك راتباً مجزياً فوافقت وفعلاً اعتنيت به كثيراً كما تعتني البنت بأبيها فتقريباً شعر بتأنيب ضمير وتركني أتواصل مع أسرتي وأرسل لهم المال. وبعد سنة عرض عليّ أن كنت أرغب بزيارة أسرتي لمدة نصف شهر وهو سيتحمل تكاليف السفر فأجبته بنعم وطلب من جماعته أن يحضروا لي جوازي وسلمني مبلغاً مالياً وعدت إلى أسرتي وكأني خرجت من الجحيم إلى الجنة.
تعذيب واعتقال وعودة
• ضحية أخرى طلبت أن نكتب رمز إسمها (ي) تحدثت عن تجربتها التي بدأت عبر امرأة يمنية تتحدث باللهجة العراقية وتدعي أنها توفر أعمال لليمنيات في الخليج وبعد أن جهزت ل (ي) كل الأوراق اللازمة وعقد عمل بخمسة آلاف درهم للعمل في روضة أطفال سافرت (ي) وحين وصولها إلى دبي استقبلها شخصان وأدخلوها منزل به عدد من النساء من جنسيات عربية مختلفة وهناك قامت النساء بشرح ما يجب عليها فعله وحين أجهشت بالبكاء أقنعنها بأنه لا فائدة من الرفض والبكاء وفي اليوم التالي دخل عليها شخص في غرفة واغتصبها بالقوة وفض بكارتها وهي تبكي وخلال أسبوع كامل تعرضت للضرب يومياً والتجويع والاغتصاب حتى كادت أن تموت فتركوها في غرفتها ونظراً لحالتها الصحية فلم يعد أحد من الرجال يعجب بها وظلت ترفض أي محاولات لإقناعها وتحملت الضرب والتجويع وفي نهاية الشهر داهمت الشرطة المنزل.. وتم اعتقالها لمدة ثلاثة أشهر ثم رحلوها إلى بلدها.
صيدلانية بالمزاد
• مأساة أخرى روتها الصيدلانية ريم 28 سنة، حدثت مع زميلة لها تخرجت بنفس دفعتها ولم تجد عمل فتابعت طلبات التوظيف عبر النت فوجدت إعلان مطلوب فيه خريجي صيدلة للعمل في دبي فراسلت الموقع فطلبوا منها إرسال سيرتها الذاتية وصور لمؤهلاتها بالإضافة إلى صور لها وبيانات خاصة عن لون بشرتها وطولها ووزنها ونوع شعرها وكل شيء وبعد ذلك أرسلوا لها بالموافقة وعقد عمل وتذاكر سفر ومصاريف وقبل عدة أشهر عادت فزرتها فوجدتها محطمة نفسياً ومعنوياً وروت لي ما حدث معها فعند وصولها تم استقبالها ووضعها في غرفة فدخل عليها ثلاثة أشخاص أقفلوا الباب واغتصبوها بوحشية الواحد تلو الآخر وكلما صرخت أو حاولت المقاومة تتعرض للرفس والصفع واستمرت محتجزة في تلك الغرفة لمدة عشرة أيام والمجرمون يتناوبون عليها وعندما جاءتها الدورة الشهرية اجبروها على تناول علاج لإيقافها.. وبعد التنكيل والحرمان والاغتصاب الوحشي وتصويرها أثناء الاعتداء الجنسي عليها.. بدأوا يروضونها ويعرضون عليها تسليم جسدها ليبيعونه لمن يشتري في لياليهم الساخنة مقابل سلامتها من التعذيب ومبلغ مالي بسيط … فلم تجد الدكتورة الصيدلانية من حل إلا القبول بأفضل المرين وبعد تسعة أشهر من العمل معهم بدون مشاكل لأنها عرفت من ضحايا سابقات أن المجرمين إذا أطمأنوا لها ووثقوا بها فأنهم بعد فترة يتيحوا لها حرية الخروج ويعطونها إجازات قصيرة وبالفعل نفذت لهم كل طلباتهم ووظفوها في مجال الرقص وبيع الهوى ولم تكن ترفض سوى في تأجيرها لزائرين في أماكن إقامتهم في الفنادق أو لحضور الحفلات الساخنة ثم تطورت العلاقة معهم حيث صارت كأنها واحدة منهم وليست جارية وتظاهرت أن لديها صديقات في اليمن كثيرات يمكن أن يقبلن بعمل كهذا أو بعضهن يمكن إيهامهن بعقود عمل فوافقوا على سفرها وأعطوها مبلغ مالي كبير مقابل ذلك فعادت بهذه الحيلة وإلا كانت ستظل في سجنهم حتى تذبل وتصبح غير قابلة للبيع كغيرها من نساء العراق واليمن والأردن والمغرب…الخ .
اللاتي يتحولن إلى متسولات عندما يصبحن غير صالحات للخدمة.
زواج كاذب
• (غ) لها قصة أخرى فهي سافرت إلى السعودية بفيزا عمل أما الحقيقة التي كانت تعلمها أن الفيزة مجرد عذر وأنها حين تصل إلى المملكة سيتم تزويجها على شخص سعودي وفعلاً رافقها شقيقها ليستكمل اجراءات الزواج وهناك تم عقد قرانها حسب الاتفاق الذي تم مع امرأة يمنية أتضح لاحقاً أنها ضحية سابقة تعرضت لخدعة وتم اغتصابها وإجبارها على العمل مع عصابات الدعارة ثم عادت إلى اليمن لجلب الفتيات لهذه العصابة والتي كانت إحدى ضحاياها (غ) فبعد عودة شقيقها إلى اليمن انكشفت لها الخدعة الكبرى التي وقعت فيها وأدركت أنها تزوجت شبكة دعارة وليس شخص كما هو في الظاهر حيث تم نقلها إلى منزل أخر فيه فتيات من جنسيات مختلفة وهناك توالى عليها الرجال يوماً بعد آخر ومرّ عليها زوجها وقال لها هذا عملك نفذيه بهدوء إذا أردت أن تعيشي فأشفقت على نفسها ولم تجد غير الدموع لتواسي نفسها وهي تتعرض للاغتصاب في اليوم ثلاث مرات من قبل وحوش يتلذذون بصرخاتها ويجتهدون في تعذيبها جنسياً واستمر هذا الحال لمدة سنة ونصف وهي سجينة تعمل على إرضاء نزوات جلاديها وفي إحدى الأيام خططت مع إحدى الفتيات اللواتي يعرفن المكان فهربت إلى مخفر الشرطة وأبلغن بما حدث لهن وتم مداهمة المكان وعلى أثره ثم ترحيل (غ) فعادت وهي تحمل بين ضلوعها ذكريات حالكة السواد وماض سيء فيه صور لرجال لم يخطر في بالها أن تصادف مثلهم.
طموح في واقع بائس
• سمية ضحية طموح كبير كان يراودها في واقع بائس فبعد تخرجها من كلية الآداب لم تجد سوى عمل في مدرسة أهلية بأثني عشر ألف ريال لم يكن يغطي مصاريف المواصلات والوجبات الخفيفة وعبر النت راسلت مكاتب التوظيف الخليجية حتى جاءتها الموافقة من إحداها واستكملت كل الإجراءات المطلوبة وبدموع تنساب كالسيل تحدثت عن فاجعتها حيث تقول في ثاني يوم من وصولي إلى الإمارات استيقظت فوجدت نفسي مستلقية على سرير وردي ومرتدية قميص نوم شفافاً فأيقنت أني تعرضت للتخدير وأن مصيبة ألمت بي فتأكدت من نفسي فوجدت أني تعرضت للاغتصاب دون علمي.. وأدركت أن أحلامي بالعمل وجمع المال لبناء مستقبلي ومستقبل أسرتي قد ذهب أدراج الرياح فأطلقت صرخة قلت فيها يا كذابين وفجأة وجدت رجلاً يجذب شعري بكل قوته ويقودني نحو التلفزيون بعد أن وضع فلاشاً فيه وقال لي قبل ما تتلفظين بهذه الألفاظ شاهدي نفسك يا واطئة.
وفعلاً ظهر في الشاشة جسدي وأربعة ذكور يتناوبون على اغتصابي في وضعيات مختلفة.. تمنيت الموت لم أجد وسيلة للانتحار وإلا كنت سأنتحر كدت أفقد عقلي فتارة أصدق ما أنا فيه وتارة أتخيل أني في حلم.. وفي المساء فتشت حقيبتي فلم أجد جواز السفر ولا البطائق وعندما استفسرت عنها صفعني ذلك الشخص صفعتين وقال أنت نفذي ولا تسألي فحاول اغتصابي بالقوة لكني قاومته فتركني وفي اليوم الثاني تفاجأت بصوري وأنا ممتدة على السرير بأوضاع مختلفة موضوعة على الطاولة لغرض عرضها على الزبائن ولم يخفف مما أنا فيه إلا الفتيات المتواجدات في ذلك المنزل المحصن حيث كانت كل واحدة تشرح لي ما تعرضت له من اهانة وخداع ولم يتركوا تعذيبهن إلا بعد استسلامهن لرغباتهم في العمل بهذه القذارة.
وفي مساء اليوم الرابع قدمت لي إحدى النساء فستان أسود ثم قامت بعمل مكياج بسيط لعيوني ووجهي وأخرجتني إلى غرفة بداخلها ثلاث فتيات فجاء مجموعة رجال أخذ كل واحد الفتاة التي رغب بها ولم أبق إلا أنا فجاء رجل غامق البشرة غليظ وأخذني بسخرية وهو تارة يداعبني وتارة يركلني وفي الغرفة افترسني كالوحش وظليت على هذا الحال لمدة عامين لم يذق جسدي طعم الراحة وجمعت مبلغ كبير من المال وكنت عبرهم أرسل لأسرتي مبالغ كبيرة وفي نهاية المطاف قدمت مبلغاً كبيراً لأحدهم مقابل أن يعيد لي جوازي ففعل وعبره خرجت خلسة إلى أحد الفنادق ومنه عدت إلى بلدي لدي المال ولكن لم أعد إنسانة.
سهام ترفض خزائن الأرض
• وتحدثت سمية عن قصة فتاة مازالت مقيمة في الإمارات اسمها سهام حيث سافرت بطريقة رسمية بعد أن حصلت على فرصة عمل في شركة تجارية وفي إحدى الحفلات التي أقامتها الشركة حضر أحد الشيوخ الذين لهم سلطة في الإمارات وشاهد سهام فخطفت عقله واشعلت رغباته الذكورية وصمم على أن تكون فريسته لتلك الليلة فنادى إحدى النساء المشرفات على الحفل وأخبرها برغبته بالسهر مع تلك الفتاة فقامت تلك المرأة وهي مصرية الجنسية ومعروفة لدى الشيخ واستدعت سهام وأخبرتها برغبة الشيخ وقالت لها أن خزائن الأرض فتحت لها فلا تفوت الفرصة لكن سهام رفضت الطلب بصراحة وقالت أنا جئت اشتغل بشرف وإلاّ سأرجع بلدي.. وحين أكتمل الحفل بدأت رحلة الظلام في حياة المسكينة سهام حيث تم اقتيادها إلى شقة وأنفرد بها الشيخ فرفضت الاستسلام له وهددته بفضحه وبعد محاولات لاغتصابها ركلها وتركها وأوكل مهمة تعذيبها لثلاثة هنود فقاموا باغتصابها جماعياً أكثر من مرة وبحسب ما روته سمية أن سهام بعد شهر من التعذيب الجسدي والنفسي والجنسي رضخت للأمر الواقع وصارت تسلم نفسها بدون مقاومة للهنود ولم تعد تشتمهم أو تشتم الشيخ فأفرجوا عنها فخرجت ووجدت أن الشركة قد فصلتها من العمل وأمام انكسارها واغتيال عذريتها لم تجد سوى العمل كفتاة ليل وأصبحت مشهورة في أحياء السهرات والليالي الحمراء.. لقد كانت تتوجع في داخلها لكنها لم تجد حلاً آخر أمامها ولم يعلم أهلها حتى الآن بما تعمل فهي ترسل لهم بمبالغ مالية كبيرة نهاية كل شهر وبحسب قول سهام التي تعرفت عليها سهام وشكت لها مصيبتها أن أكثر ما يهد كيانها حين تتذكر أن خطيبها في اليمن مازال ينتظر عودتها وهي تؤجل موعد العودة مرة بعد أخرى بحجة أن الشركة لم تسمح لها بالعودة نظراً لزحمة العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى