فضاء حر

مبروك للإصلاح

يمنات
لو فكر الإصلاح كحزب سياسي ونظر الى المستقبل نظرة سياسية، لوجد أن كل ما حدث بعد اجتياح الحوثي لصنعاء كان في صالحه:
زال عن كاهله علي محسن الأحمر ذا السمعة السيئة.
زالت عن كاهله حكومة فاشلة كانت قد تحولت الى صخرة أوشكت على كسر ظهره.
زالت عن كاهله أمور كثيرة بينها مواقع ووظائف داخل مؤسسات الدولة جنى بسبب فرضه المحسوبين عليه فيها الكثير من الكراهية والمقت الشعبي.
وزال عن كاهله أيضاً الكثير من الفاسدين المحسوبين عليه داخل الحكومة ومؤسسات الدولة، الذين يقول الحوثي إنه قام ب”تطهير” المؤسسات منهم.
وهذا يشكل نصف الخبر السار بالنسبة للإصلاح، والنصف الآخر أن الحوثي ورث عنه كل عبئه وضِعْف سمعته السيئة.
خذوا مثلاً:
كان علي محسن عسكرياً سيئاً وفاسداً لأسباب عديدة في مقدمتها أنه كان يتعامل مع الفرقة الأولى مدرع وكأنها “إقطاعية عسكرية خاصة به”، فجاء الحوثي وحولها الى ما هو أسوأ: حولها الى “قطع عسكرية” خاصة به هو، ليصبح في نظر دبابات ومصفحات وآليات وأسلحة وذخائر الفرقة (على الأقل) أسوأ وأفسَد من علي محسن بكثير (وأتحدث هنا عن التعامل مع الفرقة كمعسكر وأسلحة).
وكذلك الحال بالنسبة الى الإصلاح، الذي ظهر أقل سوءاً وسرقة وضرراً على مؤسسات الدولة بعد أن قدم الحوثي “عرضه التاريخي في النهب” الذي لن تمحوه كل مكارحات وترهات وشتائم سفهائه من جبين التاريخ.
باختصار:
إذا استمرت العملية السياسية في صنعاء على قيد الحياة ولم يتمزق اليمن، فإن هذه ستشكل فرصة تاريخية ثمينة للإصلاح للولادة والمضي قدماً كحزب سياسي.
وإذا تمزّق اليمن، فسيقال عندها إن السبب الرئيسي هو الحوثي.
ولن يتردد حينها اسم الإصلاح كثيراً..
مبروك للإصلاح..
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى