أخبار وتقارير

صحيفة تكشف خفايا وأسرار جديدة لانهيار الجيش والأمن وكيف أيدت المعسكرات للحوثيين

يمنات
شهدت العاصمة صنعاء في اليوم الثالث من سيطرة اللجان الشعبية التابعة لجماعة انصار الله، ارتباكا واضحا في الاداء العام وسط اتهامات للجماعة بالتساهل ازاء نهب منازل و مصالح خاصة وعامة في الوقت الذي تواجه فيه الجماعة اتهامات بنهب اسلحة وذخائر من معسكرات في العاصمة صنعاء ومحيطها.
و حسب يومية “الأولى” تطابقت روايات طرفي الأزمة، السلطة وجماعة انصار الله، حول ان الوضع الحالي معقد، ويفتقر لوجود الدولة التي انهارت بشكل شبه كلي، إلى جانب مخاوف من دخول اطراف تستغل عدم وجود قيادة جدية للقيام بنهب وبيع اسلحة الجيش والامن.
و تحدث الطرفان عن انهيار في معنويات القوات المسلحة نتيجة التكتيك الذي على اساسه تم تسليم العاصمة صنعاء، و الى عدم وجود قادة عسكريين نزيهين يقومون باستلام المواقع التي استلمها الحوثيون بعد سقوط صنعاء قبل 3 ايام.
و نقلت “الأولى” عن خبير عسكري، إن ما يحصل مأساة بكل المقاييس لأن القوات المسلحة اخذت وتأخذ نصيب الاسد من ميزانية 25 مليون فرد.
و تساءل: لماذا تصرف مئات الملايين من قبل الشعب على هذا الجيش ليروا مهازل ما حصل؟
و اعتبر المصدر ان وزارة الدفاع شبه محاصرة لأن كل المنازل التي تقع في محيطها تمثل خلايا نائمة لجماعة انصار الله، وان كل الازقة المؤدية الى الوزارة لا يوجد بها سوى مسلحي الجماعة.
و أشار الى ان المقاومة داخل الجيش انتهت، و هو ما اغرى المسلحين وجعلهم يزحفون باتجاه مؤسسات الدولة، و أن هناك انهيارا معنويا في صفوف القوات المسلحة والأمن.
و أوضح المصدر ان الجانب المعنوي، سلاح فعال، و لا يجب الاكتفاء بالأسلحة فقط.
و أشار إلى حصار ال70 يوما في صنعاء، و قال ان الجيش المتواجد كان صغيرا جدا متمثلا بالصاعقة والمظلات، و كذلك الأسلحة، و لكنهم حققوا انتصارات بسلاح الجانب المعنوي، الذي كان مرتفعا جدا لدى المقاتلين بحسب المصدر.
و تحدث عن ان ادارة التوجيه المعنوي حاليا، مؤسسة ادارية أكثر منها خدمية، بينما كانت في حصار السبعين عبارة عن غرفة صغيرة فيها ما يقارب 9 موظفين.
و أتهم المصدر جماعة الحوثيين بانهم نهبوا معسكر الخرافي، و أن معسكر الاحتياط هو بمثابة الساقط، حيث يحاصر الحوثيون جوانبه. و أن هناك مؤامرة على القوات المسلحة والأمن.
و حول ما يفترض القيام به، قال المصدر ل”الأولى: يجب تصحيح الوضع في الجيش بإزالة القادة الفاسدين، لأنه كيف للجندي ان ترتفع معنوياته وهو يعلم ان لديه قائدا فاسدا او يقود المعسكر من فنادق “5” نجوم في الخارج، و معظم القادة لا يتواجدون في اماكن عملهم ومسافرون في الخارج.
و ضرب مثالا انه وخلال تدشين العام التدريبي غاب بعض القادة عن وحداتهم ومن هؤلاء قائد المنطقة الخامسة “لبوزة”.
و لم يستبعد المصدر ان يكون رئيس الجمهورية اصدر أوامر للجيش والأمن بعدم المواجهة، مستدلا بخطابات الرئيس حول تجنيب البلاد وصنعاء الحرب الاهلية، وان هناك توجيهات بعدم المواجهة بدليل ما أدلى به وزير الداخلية الى جانب تواجد مسلحي لجان الحوثيين مع بعض النقاط الامنية في الجراف جنبا إلى جنب.
و تطرق الى خطاب “هادي” و زعيم الحوثيين امس الاول، و قال: نحن مع رئيس وملك لدولة واحدة.
و حسب الصحيفة، حذر المصدر من ان يتم الاستيلاء على معسكر نقم، و قال: فيه لواء من أبناء منطقة واحدة، نتيجة الفساد المستشري في الجيش.
كما حذر من السيطرة على معسكر بالخلف من جبل عيبان، بالقرب من منطقة بني مطر، مشيرا في الإطار الى وجود تحركات تنبئ بتسليم هذه المعسكرات.
و ذكرت الصحيفة، أنه في حال تم الاستيلاء على معسكر نقم، فان أي هدف في صنعاء، سيكون في مرمى المعسكر، و هو ما يشكل خطرا استراتيجيا على العاصمة والبلاد.
و نقلت “الأولى” عن مصدر وصفته ب”الرفيع” في جماعة الحوثيين ردا على سؤال حول الاستيلاء على أسلحة من معسكرات، انه بالنسبة لمقر الفرقة فقد دخلوا معهم بمواجهات وان خططهم تقضي بأخذ اسلحة المعسكرات التي تدخل معهم بمواجهات وان بقية المعسكرات التي لم تصطدم معهم لم يتم اخذ اي اسلحة منها.
و تساءل المصدر: لماذا اذن يتم التنسيق بيننا وبين العسكر في معسكراتهم ويرحبون بنا، وبمطالبنا؟ هل لأننا نريد ان ننهبهم؟ هذا غير صحيح وليس منطقيا.
و لم يستبعد ان تكون هناك اطراف تحاول استغلال ما يجري لتشتري اسلحة وبمساعدة متورطين عسكريين من داخل هذه المعسكرات مستغلة غياب الدولة والرقابة العسكرية.
و اشار المصدر الى دور اللجان الشعبية في حماية الممتلكات، و قال: اللجان الشعبية لم تقم بتفجير أي منزل بما في ذلك منازل اللواء علي محسن وحميد الاحمر واللذين تربطهما حالة من الخصومة معهم.
و اضاف: نحن نعتقد انه لو لم تتحرك اللجان الشعبية كانت ستتعرض صنعاء لحالة نهب كبيرة، وان هناك سرقا ومستفيدين كثرا، غير ان اللجان حمت مؤسسات الدولة الرسمية واماكن اخرى.
و تابع: نحن لا نريد لصنعاء ان تبقى هكذا نحن نريد ان تكون صنعاء واجهة مدنية جميلة ونحن في تنسيق مع الجهات الحكومية المعنية لعودة لتطبيع الحياة.
و ابدى المصدر الحوثي استهجانه لحالة غياب وانهيار الدولة على النحو الذي عليه، و بين واقعة اعتبرها دليلا على عدم جدية الدولة في تحمل مسؤولياتها تجاه المؤسسات التي حموها بعد دخولهم صنعاء، وهي انهم سلموا مقر القيادة العامة للقوات المسلحة لأحد الاشخاص الذين اقترحتهم الدولة لتسلمها، و أنه قام والمجموعة التي معه بعملية نهب استدعت عودة لجان الحوثي لمنع ما حدث.
و بالنسبة للأنباء التي افادت بقيام جماعة الحوثي بالدخول الى فناء مطار صنعاء وتفتيش طائرات، قال المصدر: حالة واحدة جرت قبل 3 ايام كحالة استثنائية للبحث عن اللواء الفار “علي محسن الاحمر”، و المطلوب لدى الجماعة، و انه لم يشهد المطار واقعة اخرى غيرها.
و حول الفترة الزمنية لخروج اللجان الشعبية، نفى المصدر، ان يكون هناك اي توقيت زمني تم قطعه لخروج اللجان الشعبية من صنعاء. و قال: نحن نعتبر اللجان الشعبية من ابناء صنعاء، وانه عندما يتم تطبيع الحياة سيتركون اسلحتهم ويخرجون الى الشارع.
و اضاف: نحن نعمل بتنسيق جيد مع السلطة للدخول في تطبيع وضع سريع لا يوجد انسحاب او خروج وانما تطبيع وضع.
و شدد المصدر على ضرورة وجود الدولة: لا اخفيك ان الدولة انهارت، ولو لم نحم المؤسسات لتم نهبها من القائمين عليها اولا، فتحملنا مسؤولية تاريخية، والآن نطالب الدولة بتثبيت الوضع من خلال دولة قوية تقوم بمهامها.
و على الصعيد ذاته سيطر مسلحون من انصار الله على معسكر دائرة الهندسة العسكرية في سعوان جوار المدينة السياحية بينما تحرسه 4 اطقم تابعة للحوثيين.
و قالت مصادر عسكرية، ان حوثين جاؤوا الى مقر سلاح المهندسين وان المنتسبين الى الدائرة، اعلنوا انضمامهم الى الحوثيين، و تأييدهم للثورة، فيما بقيت منهم 4 اطقم مسلحة تحرس البوابة الى جانب الخدمات.
و قال مصدر اخر من سلاح المهندسين ان الحوثيين جاؤوا عصر امس، ب4 اطقم وانه لم تحدث اي اشكالية بيننا وبينهم، وكانوا محترمين جدا، واستقبلناهم وصرفنا لهم فراشات وبطانيات وانا الآن معهم في البوابة.
الى ذلك قال مصدر في الاشغال العسكرية، نائب مدير ادارة الاشغال العسكرية القهالي، جاء امس مدعيا انه من أنصار الله، و أراد ان يمسك الدائرة ما جعلهم يتصلون ب”انصار الله” فجاؤوا واخرجوه وبقوا في البوابة.
و اضاف المصدر، انه كان بينه وبين المدير خلاف فاستغل الاضطرابات وعاد باسم انصار الله، لكن الاخيرين جاؤوا واخرجوه وبقي منهم طقم في البوابة يحرسها حسب قوله، كي لا يتم تهريب معدات او آليات خاصة بالإدارة والدائرة.
و نقلت “الأولى” عن مصدر عسكري، أن انضمام و تأييد عسكري لجماعة الحوثيين، و منها سلاح المهندسين و قصر السلاح ومعسكر الصيانة والدفاع الجوي.
كما نقلت عن مصدر عسكري اخر، أنه ليس لديه معلومات عن جهازي الامن السياسي والامن القومي، و اللذين تدور حولهما معلومات بان جماعة الحوثيين يحاولون اقتحامهما، وتهريب عناصر ايرانية و تابعة لحزب الله محتجزين هناك، و برر الأمر بان هذه الجهات تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة.
و اعتبر المصدر ان تواجد الحوثيين امام المقرات والمؤسسات التابعة للقوات المسلحة وفي اماكن كثيرة شكلي ورقابي، حفاظا على عدم قيام اية جهات داخل الوحدات العسكرية والامنية بنهب محتويات الوحدات بذريعة نهب الحوثيين لها.
و اشار الى وجود تنسيق مع قيادات تلك الوحدات بتواجدها في بوابة المؤسسات الأمنية والعسكرية لدعم الحراسة ومراقبة عدم تعرضها لعمليات نهب.
و أوضح ان الحوثيين قاموا بنهب اسلحة الفرقة فقط، اما الوحدات العسكرية الاخرى غير الفرقة الاولى مدرع المنحلة، و منها المعسكرات والمؤسسات والمقرات التابعة لقوات الجيش فإنها لم تشهد معارك مع الحوثيين، و لم تتعرض لأي اعمال نهب وان الآليات العسكرية متواجدة داخل المعسكرات بينما يوجد مسلحو الحوثيين امام البوابات.
و نوه المصدر الى أن هناك معلومات عن انضمام كثير من الوحدات العسكرية وتأييد احتجاجات الحوثيين في العاصمة صنعاء، و السبب ان غالبية منتسبي الامن والجيش مصابون بالإحباط بسبب ما حصل خلال الفترة الماضية، في هذه المؤسسات العسكرية والامنية وعدم الاهتمام واللامبالاة.
و قال: القوات المسلحة تبحث عن قيادة قوية تساندها وتعيد لها اعتبارها خاصة وان وزير الدفاع ورئاسة الاركان تقطع لهم وعودا بتحسين اوضاعهم ثم لا يرون شيئا من هذا.
و اعتبر المصدر ان الهيكلة جاءت لتدمير قوات النخبة التي تعد اهم مؤسسة عسكرية في البلاد، حتى ان الوحدات العسكرية خلال الفترة الماضية كانت تنتمي لولاءات حزبية بعيدا عن الولاء الوطني، وهذا بسبب اهمال الكفاءات والقيادات الشابة في الجيش.
و لم يخفِ المصدر الحديث عن ان هذا الانضمامات للقوات المسلحة لثورة الحوثيين، تأتي طمعا في تحسين اوضاع الجيش والرفع من الحالة المعيشية لهؤلاء الجنود والضباط.

زر الذهاب إلى الأعلى