فضاء حر

علي صالح ثعلب ماكر يجيد لعب الشطرنج

يمنات
قبل عدة اشهر كنت في مدينة القاهرة، اثناء ماكنت اشرب شاي في مقهى زهرت الميدان، اطل احد الاصدقاء، و برفقته قيادي وامني في حزب المؤتمر الشعبي، تبادلنا الاحاديث حول الشأن السياسي المصري واليمني.
و كانت حينها الحرب مشتعلة في الخمري ودنان وحاشد، فقال لنا ذلك القيادي، ما حدث هنا سيتكرر عندنا باليمن، هنا خطط الجيش والامن ونظام مبارك بأموال السعودية لإسقاط الاخوان المسلمين، كانوا وراء الانفلات الامني الممنهج، و شكلوا فريق ادارة ازمات و استغلوا عقلية الاخوان الاقصائة الاصولية الذي اقصت المدنيين واليساريين وبقية شركائهم في ثورة 25 يناير، و تم تعبئة المجتمع المصري وشركائهم في الثورة عبر اعلام فلول مبارك ضد الاخوان و خرج الشعب المصري يوم 30 يونيو للثورة ضد الاخوان، فتدخل الجيش وعاد النظام القديم بعد ان اضعف الطرفين وانهكهم.
و عندنا في اليمن على عبدالله صالح والمؤتمر مكنوا الاخوان المسلمين من كل شيء، و كشفوا كم هم فاسدين وفاشلين، و الآن خليهم يتقاتلوا مع الحوثيين لوما يدقوا بعضهم البعض ويضعفوا الطرفين ورأس كلب في ناب كلب.
و الناس يرحموا على صالح والمؤتمر، عندها سنعود للسلطة كمخلصين، بدعم خليجي سعودي اماراتي.
تذكرت حديثه وانا اقراء للصحفي السعودي جمال خشاجقي قبل ايام وهو يقول ان صالح رجل داهية وماكر و على السعودية دعمه.
و ظهور صالح عقب سقوط خصومه “محسن و حميد الاحمر” منتشياً و انزل صورة في حائطه في فيسبوك وهو يلعب شطرنج.
و قبل يومين بثت قناة ازال كلمة لصالح ا امام انصاره وهو يقول لهم اصبروا قرب الفرج، مربوطاً بالفخ المنصوب لانصار الله بالتمدد عسكرياً في عواصم المحافظات وسهل لهم ذلك بلمح البصر، بدعوى تامينها، بالتزامن مع تعطيل عمل الجيش والامن بقرار سياسي، وتأخير تشكيل الحكومة وعرقلة تسمية رئيسها واعضائها.
و عودة الاغتيالات الى شوارع صنعاء وضرب الكهرباء وانابيب النفط واخفاء الغاز المنزلي، و تشتيت انصار الله في المحافظات واستجلاب القاعدة والدواعش والاخوان لقتالهم، بدأت الخطة تنفذ في اب، ولن تنتهي المعركة الا وقد انهك الطرفين، وكسرت شوكتهما.
كل ذلك يقوي صالح وابنه احمد اللذان يمتلكان نفوذ كبير داخل الجيش والامن وداخل الدولة العميقة، ويقوي حزبه المؤتمر.
عندها سيظهر احمد والجيش كمنقذين وربما يحدث انقلاب في اللحظة المناسبة، و يعود الامن وتوفر الخدمات وسط تأييد شعبي، كما حدث في مصر بالضبط.
و بارك الله في مال السعودية والامارات وسذاجة وقلة خبرة الحلفاء انصار الله.
علي صالح و حزبه سيقطف الثمرة قريبا
خرجت بالأمس القرية، قريتنا الجاهلية همدان محاددة لمديريتي بني الحارث وارحب، قبل دخول انصار الله صنعاء، كنت اواجه في طريقي من القرية الى بيتي في صنعاء، عشرين نقطة جيش وامن. الدفاع الجوي كان معهم ثلاث نقاط والامن المركزي سبع والفرقة ثلاث والحرس الرئاسي اربع. لاحظت ان الجيش والامن سحب من الشوارع بقرار سياسي، متعمد، لم يتبقى سوى نقطة للأمن المركزي في جدر، لديهم مدرعة وطقم مسترخيين ولا يوجد حتى جندي على الخط شاهدت جندي في مقدمة الطقم مسترخي مكيف، و وجدت نقطة تفتيش قرب بيت هادي، و انصار الله ولامعهم نقطة سوى واحدة في قرية العرة همدان قيل ان اهل القرية عملوها.
لا يوجد حزم هناك انفلات امني ممنهج. صحيح ان رفع الحواجز والنقاط العسكرية اشعرتنا براحة نفسية وازالة الغمة وعرقلة حركة السير، و ان تلك النقاط كانت تبتز المواطنين وتضايقهم ولم تكن تقبض على منفذ الاغتيالات بل كانت غطاء للجرائم. وان الامن يفرض بزرع الهيبة والشبط والربط وملاحقة المجرمين ومعاقبتهم بعد المحاكمة امام قاضيهم الطبيعي. و ليس بنشر الجنود والآليات العسكرية في الشوارع لعرقلة حركة السير، و لكن مداخل صنعاء لابد ان يتواجد فيها نقطة عسكرية، تحول دون دخول سيارة مفخخة من ارحب مثلاً، و قد ضربت لكم المثل كدليل على ان سحب الجيش والامن تم بقرار سياسي وان هادي ونظام المبادرة الساقط يتعمد احداث فراغ امني في البلاد.
و أن هناك من خطط لنصب فخ لانصار الله بالتمدد نحو المدن الاخرى و سهلوا لهم ذلك، بزعم حفظ امنها من الدواعش، و ذلك تنفيذاً لمخطط رسمه صالح الحليف و هادي والسعودية، و بعدها يتم استدعاء داعش ومقاتلي الاصلاح، لقتال انصار الله، و اقتحام المدن بمبرر ان هناك مليشيات طائفية ،دخلت تلك المدن. فيا ترى اين هو الجيش والامن الذي يستلم المليارات من خزينة الدولة لحفظ الأمن وحماية المدن وسكانها؟؟
و المتواجد في كل مدينة لماذا تم تعطيله وتحييده؟! وهل من مهمة انصار الله تأمين المدن والتمدد فيها، و تحمل اعباء هم في غناء عنها، و اين هم شركائهم الذين وقعوا معهم اتفاق سلم وشراكة مساء 21سبتمر لماذا هم صامتون والقوا العبء على انصار الله.؟
هناك مخطط سعودي اجنبي، لإشعال حروب طائفية مذهبية جهوية في اليمن، تجلى مشهدها ابتداء من امس في محافظة اب سقط عشرات الجرحى والقتلى وسيكون وقودها انصار الله والاخوان المسلمين ورأس كلب في ناب كلب، وبعد ان يتم ضرب انصار الله بالاخوان ودواعشهم، سيضعف الجميع، و المستفيد الحليف حزب المؤتمر وعلي صالح واسرته، سيظهروا حينها كمنقذين ومخلصين، و سيعود الجيش والامن الى الواجهة، بقرار سياسي، كما عاد في مصر عقب ثورة 30يونيو، وظهر كمخلص من الحرب الاهلية، واستلم السلطة وعاد النظام القديم بأموال سعودية اماراتية.
الخلل كل الخلل في المركز في صنعاء، و في تعطل الرأس وهو الرئيس، و تعمد اطالة حالة الفراغ الدستوري والشرعي والسياسي والامني.
لا يوجد بديل سوى مسارعة انصار الله في نزع السلطة و السيطرة على المركز واكمال الثورة واسقاط بقايا النظام، و تشكيل مجلس قيادة ثورة وحكومة ثورة بالشراكة مع الحراك الجنوبي الموجود على الارض، وشركاء الثورة، و تعليق العمل بالدستور الحالي واصدار اعلان دستوري يحدد معالم الفترة الانتقالية، و حل مجلسي النواب والشورى و المسارعة في اقالة كبار القادة العسكريين والامنيين المتورطين في الفساد والارهاب، و تعيين بديلاً عنهم من الكفاءات الوطنية النزيهة، واعادة المكانة للجيش والامن وتسليم المدن للجيش والامن وفقاً للواجبات الذي اناطها لهم الدستور والقانون و سيحفظوا المدن ويحموا سيادة اليمن، و اقالة النائب العام وتعيين نائب عام جديد وتغيير مجلس القضاء الاعلى واجراء حركة قضائية مبنية على اسس ومعايير علمية، و تقديم رموز النظام السابق الحالي للمحاكمة امام القضاء، و مصادرة اموالهم وقصورهم بإحكام قضائية، ومحاكمة العهد البائد، مالم انتظروا مستقبل اسود هجمات مرتدة ومؤامرات وجحيم و عودة كاملة للنظام السابق.

زر الذهاب إلى الأعلى