فضاء حر

صراع قيم وليس صراع اجيال

يمنات

ما يحدث الآن ليس صراع أجيال.. انه صراع قيم..
يخرج شباب المكونات السياسية الی الشارع للاحتجاج المدني ضد طغيان المليشيا فتقوم الميليشيا بقمعهم واختطافهم وتعذيبهم..
هل تعرفون من يعطي الميليشيا شرعية القمع؟
انهم قيادات هذه الاحزاب الذين تطلق الميليشيا الرصاص علی شبابهم في الشوارع بينما يتفاوضون مع الميليشيا علی فتات السلطة والثروة في “الموفنبيك”..
وإذا كانت هناك من ثورة ممكنة وضرورية فهي ثورة هذه المكونات الشبابية علی قياداتها المترهلة..
ان الغليان الثوري الذي يخلقونه في الشارع يتم امتصاصه من قياداتهم وتحويله الی ورقة ضغط تفاوضيه علی المحاصصة، والی شرعية متجددة للميليشيا للاستمرار في قمعهم..
والهوة بين شباب وشيوخ الاحزاب السياسية واسعة جدا، واصبحت تتجاوز بمراحل الصراع التقليدي بين “الشباب” و “الشيوخ”داخل نفس الحركة..
ما يحدث اليوم ليس “صراع أجيال”، انه صراع قيم يتشكل يوميا في قطيعة شبه تامة بين القيادات وقواعدها الشبابية .. فهذه القيادات صارت ببساطة تتبنی أجندة الميليشيا وأجندة الفساد .. بعبارة اكثر بساطة صارت القيادات تتبنی “النقيض” الذي يناضل شبابها لإسقاطه بصدورهم العارية..
ولا اعتقد ان الضمير المدني والثوري النقي لهؤلاء الشباب يمكن ان يتحمل طويلا تناقض الخضوع لقيادات تحمل اجندات “الاعداء الايديولوجيين والحركيين” لنضالهم اليومي..
كانت الانتفاضة الشعبية في 2011 قد شكلت بدايات القطيعة بين الشباب والشيوخ، لكن المبادرة الخليجية اعادت المبادرة مرة اخری الی يد الكهول المصابين بالعجز السياسي..
المبادرة الخليجية لم تنقذ النظام فقط، ولكنها وضعت احزاب المعارضة تحت وصاية “مندوبي النظام” من قياداتها التاريخية المتكلسة..
و كما صار الكهول جزءا من “النظام” بعد المبادرة الخليجية، فانهم الان يصبحون جزءا من سدنة الميليشيا بعد اتفاقية السلم والشراكة..
اذا كان هناك من ثورة ممكنة وضرورية فهي ثورة داخل هذه الاحزاب اولا .. ثورة ضد “مندوبي النظام والميليشيا” الذين كانوا سابقا قيادات تاريخية!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى