فضاء حر

بعيدا عن الاوهام

يمنات
لم يحدث في تاريخ جامعة الدول العربية اي تدخل عسكري عربي بناء على طلب دولة عربية اخرى.
حتى في حرب الخليج 1990 كانت القوات العربية المشاركة شكلية ومجرد غطاء لشرعنة تواجد القوات الامريكية التي تولت تحرير الكويت. بل ان جنود القوات المصرية والسورية المشاركة كانت تقضي وقت فراغها بالهتاف لصدام حسين وتشجيعه!
اما درع الخليج فالتدخل الوحيد المحسوب له كان في البحرين في ظروف مختلفة جدا و في دويلة صغيرة ولمواجهة معارضة صغيرة غير مسلحة ومحدودة التحرك.
اما الفصل السابع الاممي فهو في اليمن فصل بلا مخالب ولا انياب بسبب الفيتو الروسي الصيني المشروع على الدوام.
بالنسبة لعدن، لا يمكن ادارة معركة مقاومة دون قيادة ملهمة.
اما هادي كان ولا زال كارثة على الجنوب والشمال معا. وهو قد فشل حتى في السيطرة على لجانه الشعبية التي انشغلت بالنهب والسلب اكثر من انشغالها بالدفاع عن المدينة.
حرب 1994 عمقت الشرخ المناطقي بين الشمال والجنوب، اما اجتياح الحوثيين لعدن فستضيف شرخا طائفيا عميقا وهذا لشرخ الطائفي سيغير الشمال والجنوب تحالفا وهوية وتحركا.
الصورة الان تمضي في اتجاه غير متوقع تخرج فيه كل القوى السياسية تقريبا من دائرة التأثير ليبقى فقط صالح والحوثي كطرفين وحيدين متحالفين حينا ومتنافسين احيانا.
لا اتوقع ان تستمر المقاومة في عدن طويلا خاصة ان قوات الحوثي وصالح موجودة في عدن منذ مدة وتنتظر فقط ساعة الصفر للإلتحام مع الميليشيات القادمة من لحج.
تغيرت التحالفات كثيرا في السنوات العشرين الاخيرة لكن الثابت الوحيد كان وجود صالح على رأس كل الحروب الموجهة نحو الجنوب او صعدة او عمران او صنعاء.
بعيدا عن الاوهام، ما يحدث الان هو تداعيات السيناريو الأسوأ الذي تم تدشينه في 21 سبتمبر 2014 بسقوط الدولة والجمهورية.
الصورة تكتسي ملمحا سورياليا واليأس يخيم على المشهد بأكمله. وتحولات متسارعة تنقل الصراع الى مستوى جديد يتداخل فيه الجغرافي مع السياسي، والسياسي مع الطائفي، والداخلي مع الاقليمي.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى