فضاء حر

تأييد الاصلاح لعاصفة الحزم تهتيك للنسيج الاجتماعي

يمنات
توقعت أن يسكت الإصلاح حتى تحقق “عاصفة الحزم” أهدافها ، الأساسية على الأقل، بحيث تعاد الأمور إلى حد معقول من توازن القوى، فيخرج على الناس ببيان رافض لعاصفة الحزم تلك ‘مقدما، فوق ذلك، مبادرة لحل الأزمة التي تطحن البلاد حاليا، وفق أسس وطنية، ضاربا بذلك عصفورين بموقف أو ببيان واحد: أي محققا، بمكر ودهاء وذكاء، مصلحة سياسية خاصة به، بالصمت عن إبداء موقف لأسبوع أو أسبوعين، للسبب آنف الذكر، ومسجلا’ فوق ذلك’ موقفا أخلاقيا للتاريخ’ سيسهم بفعالية في تأسيس، أو إعادة تأسس، الاجتماع اليمني وفق أسس وطنية متجاوزة للملل والنحل والطوائف والمذاهب والمناطق والجهات.
و لو فعل لأنعش قيم المواطنة، ولأكد قيم التعايش لدى كل أبناء اليمن، بما يبشر، ويمهد، لمرحلة بناء يمن جديد حقا، مرمما بذلك الشروخ العميقة التي أحدثتها، برعونة وتهور، جماعة الحوثي نفسها، في الجسم الاجتماعي اليمني، المثخن بالجراح.
على عكس التوقع، الا من حيث التوقيت، فاجأنا الإصلاح، ببيان مؤيد ومبارك ل “عاصفة الحزم” ومخيبا للأمل بإمكانية تأسيس دولة مواطنة على أساس تعاقدي حقيقي. فلامعنى لبيان التأييد ذاك إلا في كون أن الإصلاح: إما أن يكون قد قبل دورا أسند اليه، للتخلص نهائيا من الحوثيين “على الأرض” ، متقمصا بذلك دور “المقاول” أو المتعهد المحلي، الذي كان أحتكره “علي صالح” خلال عهد تحكمه المديد. (وهذا سيئ للإصلاح نفسه وللبلد عموما، إذ سيسهم بذلك في زيادة تهتك النسيج الاجتماعي، والتأسيس، فضلا عن ذلك، لدورة أخرى من دورات العنف والثأر والانتقام). وإما أن يكون قدر، أن العاصفة قد أنهكت الحوثيين وأضعفتهم، بحيث لا يمكن أن تقوم لهم بعدها قائمة، فبادر الى إعلان تأييده للعملية، متملقا من يقفون خلفها “السعودية أساسا”. وفي هذا “انتهازية” ليس من شأنها سوى تسميم الحياة السياسية للمرحلة المقبلة.
أما أن يكون الإصلاح – من زاوية سياسية خالصة – قد أساء تقدير قوة جماعة الحوثي وحليفها علي صالح، أو ما تبقى من تلك القوة، مهيئا نفسه للدخول معها، على أساس من سوء التقدير هذا، في صراع مفتوح، فتلك كارثة وطنية كبرى، إذ سيفتح بذلك أبواب الجحيم، على مصراعيها، أمام الجميع.
مع تفهم كل ما لحق به وبأعضائه، من تجبر وظلم وعسف، خلال الفترة السابقة، ومع تقدير مواقفه العقلانية، المثيرة للإعجاب، إزاء كل ذلك، نأمل ألا يكون الإصلاح قد أساء التقدير.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى