فضاء حر

الحرب يمكن أن تنتهي بسرعة اذا فهمنا المتغيرات!

يمنات
تتواصلني منذ فترة طويلة معلومات حول الازمة اليمن و الحرب الدائرة و تطوراتها في الداخل و في الحدود.
و قبل يومين وصلني ضيف من جيزان فعلمت منه حقيقة معارك الحدود, و التي تثبت بدون شك شجاعة ابناء اليمن برغم فارق السلاح.
كانت تصلني معلومات عن تجهيز جيش الشرعية و لكن لم اتعاطى معها الى ان تم تأكيد ذلك اليوم لي.
مع بداية الحرب تم الشروع في ذلك و هذا هو ما يفسر عدم التعاطي مع اي مبادرة لتقريب وجهات النظر و يفسر سر تكثيف الغارات من قبل التحالف و فتح جبهات استنزاف مختلفة, و مع اعلان المملكة تصحيح الاوضاع كان الامر قد دخل حيز التنفيذ فعلا لاسيما و الداخل رفض التعاطي السريع مع الحدث بعد صدور القرار 2216.
تخطيط الغارات كان 9 أيام فقط و من يقول لكم ان القيادات في صنعاء لم يكون عندها خبر جانبه الصواب. الحديث عن دخول قوات اجنبية الى عدن غير صحيح و القوات, التي دخلت عدن ليست اجنبية و انما الدفعة الاولى من جيش درع اليمن و بحسب الحديث مع المصدر القريب منهم, هم من عدن و الضالع و لحج و اب و تعز.
التدريب لم يتم في العبر و لا في شرورة و انما في منطقة الخرخير و تحت اشراف روسي و اردني و باكستاني و خليجي و ذلك بعد رفض باكستان و مصر ارسال قوات برية الى السعودية.
خلال 3 أشهر استنزاف للداخل و تدمير من قبل التحالف تم تدريب جيش يمني في الخارج و لا زال يدرب 10 ألف جندي. لكن ذلك لن يكفي للسيطرة على اليمن.
القوة التي دخلت عدن و سيطرت عليها هي الدفعة الأولى من درع اليمن كما اطلقوا عليها, و الذي كان قوامها 1500 جندي و70 عربة فقط, و لكن تجهيزها حديث و أسلحة حديثة مع تغطية مكثفة لطيران التحالف سبق ذلك استنزاف طويل لقوات الحرس الجمهوري و اللجان الشعبية التابعة لانصار الله و صالح و ايجاد حاضنة شعبية كمقاومة.
1500 جندي لن يكفي للسيطرة على مدينة من دون وجود حاضنة شعبية و استمرار الغطاء الجوي و المراقبة المستمرة للارض من التحالف. التحالف استخدم اسلوب حديث في حربه و قد نشرت لكم قبل كذا ان الحرب سوف تواصل الى نهاية شهر سبتمبر حسب تصريحاتهم.
إلى ذلك الوقت سوف تكون المناطق الجنوبية و احتمال تعز و مأرب تحت السيطرة. صنعاء او ذمار او عمران او حجة او غيرها سوف تاخذ وقت و الانتصار للتحالف فيها سوف يسبقه حصار طويل و غارات لن تنتهي حسب ما هو متوقع في حالة حدوث عدم الانفراج.
الدفعة الثانية من درع اليمن سوف تكون وجهتها تعز, و التي سوف يتم انزالها في شواطئ المخا بعد الاستنزاف, اذا لم يحصل انفراج هذه الايام.
درع اليمن سوف يكون جزء من درع الجزيرة و السعودية بشكل خاص و بحسب تصريحات الملك سلمان و الخليج سوف يتقارب جدا تنمويا و بشريا مع اليمن و ليس كالسابق مما يعود بالخير مستقبلا على المنطقة.
هذه أصبحت ضرورة لهم في رسم استراتيجية أمن قومي جديدة للخليج بعد التقارب الايراني الغربي و النفوذ الجديد و القوة الاقتصادية, التي سوف تظهر في السنوات القادمة فيها بعد تعزيز اقتصادها هذه الشهور ب 100 مليار دولار.
كل ذلك يفتح الباب و بشدة على احتواء اليمن كجزء لا يتجزأ من النسيج العربي الخليجي. الخليج بشكل عام و السعودية لن يدعم خطط انفصال و سوف تتعامل مع مثل تلك المشاريع بنفس تعاملها مع الحوثيين و لن يسمح بوجود مواضع مختلفة لقوة خارجية مختلفة او جماعات ارهابية في اليمن ليس حب في اليمن و لكن مصالح الخليج تقتضي ذلك على الاقل في هذه المرحلة, و هذا يفسر فهم القيادات الجنوبية العتيقة للمتغيرات و صمتهم في هذه المرحلة.
الحرب يجب ان تنتهي قريبا لان هناك تحركات اقليمة لإغلاق هذا الملف قبل سبتمبر, لذا لن يكون هناك مفاجأة, اذا انسحب الحوثيين هذه الايام او الاسابيع من تعز و مأرب و غيرها مقابل ضمانات لن يعلن عنها و تقديم مصلحة الوطن, و سوف ينسحبوا, و الذي سوف يكون انتصار لهم في مثل ذلك في الحفاظ على مابقى.
و مختصر الامر الحرب اما ان تنتهي هذه الايام او الاسابيع اذا فهم انصار الله و جماعة صالح ماهي المحصلة و ينتصر الجميع للوطن و تكسب اليمن من المتغيرات في المنطقة او سوف يتم تطويلها اكثر تحت نفس البند و الفقرة التي اصدرها مجلس الأمن, اذا لم يدركوا المتغيرات مما يعني توقف الحياة في مناطق كثيرة من شمال اليمن و استنزاف ابناء اليمن و التحالف معاً.
ايجاد مناطق آمنة و اعادة اعمارها هو هدف سوف يخفف المعاناة و يعيد النازحين في الحالة الثانية, و التي يجب ان تبدأ هذه الفترة من عدن. و رسالتي في اخر ساعات من رمضان العناد هنا من التحالف و انصارالله و جناح الشرعية لا ينفع لان الامر لن يخرج على تطويل المعاناة و ليس تغير مجرى الحدث او استقرار اليمن و المنطقة.
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى