فضاء حر

تجلي تحالف الأعداء وتضامنهم الطبقي

يمنات
شيوخ الاصلاح والمؤتمر والفندم والشيخ، يجمعهم تضامن طبقي، للحفاظ على مصالحهم الاقتصادية والمادية الضخمة، لديهم ذكاء غريزي يجعلهم يتضامنوا من اجل مصالحهم الاقتصادية، حتى وان بدوا متناقضين في فترة ما، و في بعض المنعطفات، فيجمعهم اللجنة الخاصة و ملك النفط، و البترودولار، و بمجرد أن شعروا بضعف وانكفاء الحوثي، اطلوا من محافظة اب، و حلفاء الأمس البعيد أعداء اليوم، سيكونوا غداً حلفاء مجدداً فلا عداوة دائمة و لا صداقة دائمة في السياسة القائمة على المصالح.
الحوثي لم يقترب من قوتهم الحقيقية، رأس المال الضخم الذي يملكوه فهم المتحكمين في الاقتصاد السياسي، و هم من يملك قطاع المال و الأعمال و الإعلام و وسائل و أدوات الإنتاج، و لو كان هناك ثورة اجتماعية حقيقية، تمتلك مشروع ينتمي لأغلبية الشعب المفقر، لانتزعت سلطة الدولة، و مضت لإجراء تغييرات عميقة و جذرية تقلب الواقع رأساً على عقب، و تتخذ سلسلة من الإجراءات العنيفة ضد تلك الأقلية التي نهبت و اسئثرت بثروات الشعب و صادرتها للدولة، عندها سيزول التناقض العدائي التناحري القائم على مصالح اقتصادية ضخمة، بين الأغلبية و الأقلية.
و لكن المؤتمر انحنى للموجة عام 2011م، و حافظت قيادته على مصالحها الاقتصادية و السياسية و مكتسباتها غير المشروعة، و حصنت نفسها، و هي الآن قوية أكثر من أي وقت مضى، كذلك عمل الإصلاح، انحنى أمام الموجة عام2014م، و حافظ على جسمه و ماله و سلاحه و مليشياته، و لم تمس بأي شيء، لا زالت تعمل إلى اللحظة فهو مسيطر على اغلب القطاعات الحيوية، الصحة التربية و التعليم النفط النقل ووو،
و الحوثي مجرد واجهة فقط لم يقترب من قوتهم الحقيقية سلطة رأس المال، ترك الدولة و قوتها و عنفها و تحمل عبئها، و ذهب مع أنصاره يقاتلهم في الصحاري والقفار، و هو لا يدرك أن تلك الأقلية تمتلك خبرة عميقة في التآمر و استعادة السلطة، و تمتلك المال والإعلام و كل الوسائل، و هي خائنة و مستعدة تتحالف مع الشيطان لحماية مصالحها المادية، و قد تحالفت اليوم، و أخرجت عناصرها و مقاتليها في كل المحافظات واستعانت بالاجنبي، و تخدر الحوثي بحوارات زائفة أخرها مسقط، و يحضرون للانقضاض على صنعاء في قادم الأيام.
المؤامرة عالمية كبيرة مدروسة، تعمل بنفس طويل حصار بري وبحري وجوي، إلى أن يستنفذ المزارعين و العمال و الطبقات الفقيرة كل مدخراتها بعد مرور ما يقارب خمسة أشهر، و بعد أن يستنفذ الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي، و يعجز الحوثي عن دفع المرتبات، سينقظوا بعدها على صنعاء و المجتمع منهك و لم يعد حاضنة لانصار الله، الذي لمس الناس فساد بعض قياداتهم وشرائهم، بمليارات واغرائات، عندها سينقظوا على السلطة ويظهروا كمنقذين وستضخ المليارات من امارات النفط، لدعم الاقتصاد وبنفس الطريقة التي حدثت بمصر عقب انقلاب السيسي علي مرسي.
و لن يفشل ذلك المخطط إلا إذا وعى انصار الله و زعيمهم أنهم يخوضوا معركة استقلال و تحرر وطني و جمدوا كل حوار مسقط ومهبط، و صدقوا مع أنفسهم و شعبهم و حذروا من التورط في التوقيع علي أي تنازلات، و مضوا من غير تأخير في إسقاط محافظات سعودية مهما كانت التضحيات و النتائج، لأن المعركة مصيرية حياة أو موت.

زر الذهاب إلى الأعلى