فضاء حر

عن معركة صنعاء

يمنات
يحاول سكان صنعاء تجنيب العاصمة مواجهة مدمرة ستستخدم فيها اقذر الوسائل وستسيل فيها دماء الالاف.
وعندما اتحدث عن (سكان صنعاء ) فالكل يعرف ان سكانها هم خليط بديع من اليمنيين الذين اتوها من كل المدن والأرياف من الجنوب والشمال والغرب والشرق والوسط. انهم من كل المناطق والمذاهب والخلفيات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والسياسية
حالت تعز ذلك واسقطها امراء الحروب وملوك الطوائف في مواجهة عبثية تحولت الى مأساة فاجعة.
وحاولت اب ذلك فابى أمراء الحروب وملوك الطوائف من طرفي الصراع إلا ان يشعلوها حرب تصفيات سياسية و طائفية ومناطقية.
والان يحاول نفس تحالف الحروب الداخلية والخارجية الزج بصنعاء في عاصفة مدمرة ستؤدي الى اسقاط اليمن كلها في الفوضى.
كانت حرب عدن عبثية وكارثية ولم يستوعب الحوثيون ذلك الا بعد ان اندحروا وسببوا شرخا اجتماعيا ومناطقيا عميقا بين الشمال والجنوب.
وكانت حرب البيضاء طويلة وعبثية ولم تساهم الا في تجييش المجتمع لصالح القاعدة وتعميق الشرخ الطائفي بين من يعتبرون انفسهم سنه ومن يعتبرون انفسهم شيعه.
ولا زالت حرب تعز تقدم درسا واضحا لعبثية الحروب الاهلية والدموية عند طرفي النزاع ومساهمتهم في تدمير الدول والمجتمع والبنية التحتية.
صنعاء هي المركز الاداري والتجاري والمالي لليمن. وهي تكثيف مصغر لليمن في مدينه واحدة.
وكغيرها من العواصم العربية فقد احتكرت أغلب السلطات والصلاحيات في مركزية شديدة.
هذا الواقع الذي قد لا نرضى عنه يجعل تدمير صنعاء تدميرا للسلطة الادارية والمالية والتجارية في اليمن .
اذا كانت مركزية صنعاء مشكلة فان اصلاحها يكون بتوزيع سلطات صنعاء لا بتدميرها وتدمير مركز الحكم في اليمن.
واذا كانت سيطرة الحوثيين على العاصمة مشكلة فان إصلاح ذلك ممكن بمزيج من التفاوض والدبلوماسية والضغط العسكري والحصار المدروس وليس بإشعال حرب دمار شاملة ضد العاصمة.
خطاب الكراهية والطائفية صار يرفع شعار: “يجب ان تدمر صنعاء مثل تم تدمير عدن وتعز”. ولسنا بحاجة للرد على هذا الخطاب الاهوج والأحمق الذي يحتج على الدمار مطالبا بالمزيد من الدمار. ويشجب الحروب وهو يطالب في نفس الوقت بالمزيد منها. ويبكي يوميا من ويلات الحرب الأهلية دون ان يمنعه هذا من تمني نفس المعاناة ونفس الويلات لاطفال ورجال ونساء المدن الاخرى.
صنعاء ليست زيدية وليست شمالية الا اذا كنا نتحدث عن صنعاء قبل 60 عام.
صنعاء اليوم هي خليط مدني شعبي من كل الانتماءات والهويات في اليمن.
صنعاء هي المركز العصبي لليمن فلنجنب هذا المركز حربا مدمره لان تحريرها من الميليشيا الطائفية الفاشية لا يمكن ان يتم عبر تدميرها.
الذين كانوا يرفضون الحروب في عدن وتعز ومارب يجب ان يرفضوها في صنعاء أيضا والا سقطوا في افلاس أخلاقي مريع.
فلنتخل عن وهم الحسم العسكري والحرب السريعة وخزعبلات تحرير صنعاء خلال يوم لان هذه الاوهام قد تكون المسمار الاخير في نعش هذا الوطن المجروح والمترنح.
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى