العرض في الرئيسةفضاء حر

العبرة بفرض الأمن وتقديم الخدمات وليس بمن يفتح جبهات قتال جديدة

يمنات

كنا نظن و بعض الظن إثم إن المباحثات و المشاورات واللقاءات التي تجري هذه الأيام في جنيف برعاية أممية ستجعل الأطراف المتصارعة تتوافق حول تسوية سياسية معينة! ستجمعها المحاصصة و المصالح لتقديم تنازلات تهرول عبرها نحو تقاسم جديد كما حدث في المرات السابقة. لكن يبدوا أن الأحقاد و الوقائع على الأرض و الرغبة الملحة و الجامحة لدى الأطراف في كسر و استئصال كل طرف للآخر تقول غير ذلك، و أن أطراف الصراع مهما قاربت بينهم المصالح، فان الأحقاد و التباينات الصراعية و غرور القوة وغريزة الهيمنة و الاستحواذ تجعلهم يتباعدون اكثر.

و هي حقيقة راسخة تقولها اليوم المعارك الضارية على الأرض و استحداث أطراف الصراع لجبهات قتال جديدة في مأرب و تعز و حرض و على طول الشريط الساحلي و في جزر البحر الأحمر.

هي حقائق تكشف عن مرحله قادمة ستشهد معارك و مواجهات اشد ضراوة و عنف من ذي قبل في ظل تدهور مخيف يطال حياة الناس على كافة المستويات .. فليس العبرة بمن يستطيع فتح جبهات قتال جديدة في أكثر من منطقة و مكان.

العبرة هي بالطرف الذي سيتمكن من فرض الأمن و تقديم خدمات أساسية أفضل للناس في المناطق الخاضعة لسيطرته و هو ما لم يلمسه الناس منذ بدأ الصراع إلى اليوم. و هذا ما جعل شريحة واسعة من اليمنيين يقفون صامتون أو في موقف حياد دون أي انحياز لأي من أطراف الصراع. فمثلا ماذا قدمت الشرعية أو التحالف للناس في محافظات الجنوب و غيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتها، و بالمثل هل قدم الحوثيون حياة أفضل للناس في العاصمة و أخواتها؟؟؟ الجواب: لا .. فكلا الطرفين لم يبرعوا سوى في إنتاج و ابتكار المزيد من الخراب و الدمار وعدم الاستقرار .. لذلك و سواء طالت الحرب أو حسمت لصالح هذا الطرف أو ذاك فان حياة الناس و معيشتهم اليومية، ستظل في تدهور مستمر لان كل الأطراف لا يبرعون و لا يرغبون سوى في إنتاج مزيدا من الصراع و الدمار و مزيدا من الهيمنة و الاستحواذ. ففاقد الشيء لا يعطيه و في ظل أطراف و وضع كهذا سيظل الناس يكابدون و يقاسون صنوف المأسي و الأوجاع إلى أن يبعث الله لهم و لهذه البلاد مخلص يزيح عنها كل هذا العبث والعناء والخراب الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى