فضاء حر

بحثا عن الحب

يمنات

امين غانم 

كان صديقي يحدثني بملكة شعرية حزينة ،عن هدى ، وعن حبهما الخلاق ،وكيف تسبب الإقتتال ،داخل مدينة تعز ،بنزوحها إلى حي آخر بنفس المدينة ،ومالبثت أن نزحت إلى مدينة الحديدة الساحلية ،بعدما زادت حدة الإقتتال ،وكيف أنها قررت الرجوع إلى أمريكا ،متخلية عن رغبتها في إصطحاب حبيبها معها ،وإجراء توقيع عقد قرانهما بداخل السفارة في صنعاء ،لكن الحرب اربكت كل شيء ،وبددت كل الممكنات ،كان عمر ،يفيض وجدا وأسى ،طالبا مني ان اصيغ كلماته أدبيا .

حين تتشابه الآلام يتجدد الحب ،ويتجدد الجمال في الوجوه ،تتفتح كل مساماته شوقا للضوء ،كما تتفتق الزهور بلحظات الفجر الندي .

2010 م ،كانت هدى تملك كل شيء ،ذهنا متقدا ،وجمالا آخاذا ،محيرا في إكتماله الشبيه بالغايات الجاهزة ،سيما حينما تتلاقى بجمال وذكاء إمرأة شغوفة باللاشيء ،واللازمن،تبدو فيه اللحظات والأيام مجرد مواقيت معدة سلفا للإعتداد بالنفس ،والإحتفاء بإمتلاك حرية تسيير شؤون الحياة،وفق فلسفة خاصة ،يعيشها ولفترة غير ثابتة ، حاملي الجنسيات الاوروبية والامريكية ،في وطنهم الأصلي ،اليمن ،كإستراحة محارب فذ ،لايلوي على شيء ،ومهما بدت للآخر ،سيما المعدمين منهم ،حياة هنية ،غير منقوصة ،الإ إنها تظل تجربة عيش صوري ،أشبه بحياة أسماك الزينة بداخل حوض زجاجي ،تتحرك مرحة بألوان زاهية ،وسط ماء منزلي ،غير معقم ،حتى تغدو فريسة ميسرة للفطريات ،كانوا ثلاثة في بيت واسع جميل ،هي ،وطفلها ،ودادة سمراء في عقدها الرابع من أسمرة .

بمرور الوقت ،تتحول الغبطة والحبور ،إلى وثبات مريبة لقطة سوداء ، تنشط في العتمة ،وبعينين فوسفوريتين ، تمرق ،وتتلاشى في الظلمة الدكناء ،بيد إنها لم تكن الإ شكلا لصور وهمية مفتعلة ،كانت تستخدمها هدى ضاحكة ،للتعبير عن خواء فردوسها من الحب ،لكنها في الحقيقة لم تكن قطة سوداء ،وإنما ضعف ما بدأ يغزو روحها العذبة ،فالنساء كالأشجار ،بأرواح مختلفة ،كإختلاف الثمر ، في الشجرة الواحدة ،والطيب منها غالبا مايكن طعما مبكرا لغير الإنسان،للطيور وكل الديدان والحشرات المطلمة ،خصوصا حينما يظل بعيدا عن نظر الإنسان ،تداريه كثافة الاوراق .

تدهشك بثقافتها وإحساسها المرهف ،كانت توزع اعمالها يوميا ،في إطار دائرة عيش يومي رتيب ، محكمة الإغلاق ،تنم عن ذكاء الانثى ،حين تقاوم خطر معلوم الوجهة ،هو بلاريب وهنها للإستسلام والإقرار بالحاجة لرجل جديد يشاركها ،بعد تجربة زواج قاسية ،في ولاية ميتشجن ،لم تتعافى من الآمها النفسية ،وكلها عروض طامعة لن تلب في العادة شروطها المتعقلة على حد وصفها ،تحت ضغوط فوات سنوات العمر ، خلسة ،وكانت تنتصر مرارا ،وتثبت أن الحياة اجمل ،حين تكن إنتصارا لكيان المرأة ،ولصلابتها في البقاء خارج قالب التهميش السائد ،وبأسلوبها العملي تفند الفرق ،كرئيس شركة لصناعة السجاير ،حين يشرح بإسهاب رواج منتجه عند المستهلك ،لما لها من نكهة مميزة ،دون ان يشعل سيجارة واحدة ،ليتحفك في آخر الحديث بأنه من اشد مناهضي عادة التدخين .

طريقة حياة الجميلات ،غالبا ما تعبر عن ثقافة السلطة الحاكمة ،فللجمال غرور التفرد في السلطة ،كما له ايضا الرؤية المتسرعة للبت في قضايا جوهرية تحتاج متسع من الوقت والتعقل .

لهدى طريقة محببة لتقييم الناس ،لايحتاج المرء للجهد لإيهامها بنبل خصاله ، فلها حاسة إستخلاص المعاني غير المباشرة ،من بين الكلمات ،وبلمحة البصر ،تختزل الرد والجواب على الاسئلة ،من نبرة الكلام ،وهفوات الصمت المريب .

للصدفة شعور مسبق ،جاذبية تتعدى كل الخطط الزمنية الرامية لتحقيق شيئا ما ،وإن جاءت خارج الإرادة ،تظل حتما هي إرادة الإنسان الكاملة ،لما لها من توق خفي ،يلملم القوة الخائرة ،التي بددها طول أزمنة البحث عنها ،ففيها تبدو كل النزعات فطرية ،تتحرك كإستشعار عال ،لم ينقص من جموحه،سنوات الكبت القسري ،وطمره في غياهب الرغبات المنسية .

حدثتني مرارا :أحس بأنك لن تكن شيئا عابرا في حياتي ،فمثلك لايجود به الزمن الا مرة واحدة ،عارضة فكرة السفر إلى امريكا ،وتستطرد في بث نجوى عاشقة صادقة : كم احب صوتك الدافئ ،ففيه من الأمان مايبدد مخاوف امكنة تنوء بأوجاع البحث المزمن عن صاحبه ،لكن دون جدوى .

كلما كان الحب جارفا ،كلما كانت هدى أكثر إعتدادا بنفسها ،وبصبر فاتنة راهنة على الوقت ،لإختيار ما تريد ،كانت تقهقه : أين ستهرب مني ؟ ،فكل شيء متشابه فينا ولدرجة الغرابة والذهول ،سأشتريك إن لزم الامر ،بتحقيق احلامك المتعثرة ،عرض لطالما راود الكثيرين .

كانت ممتلئة بالحب ،لحد الشفاء من اوجاع الحياة المترفة ،تقضي على حقائق النهار بالنوم ،لتصحو في السادسة مساء ،بتناول وجبتها المفضلة كبسة الأرز المضغوط او الزوروبيان ،وفي السابعة تشرع في تخزينتها المسائية ،في جلسة مطولة ،يتخللها شرب زخات من دخان أرجيلية صغيرة ،من معسل فاخر ،ومتابعة دايمة لبرنامج العاشرة مساء ،للإعلامية المصرية منى الشاذلي ،وبرنامج البرنامج لباسم يوسف .

ان الحب يسري في الإتصالات الصباحية ،وتبدأ ككل أشواق الكائنات في الرابعة صباحا ،بإطلاق آهاتها الصادقة في البحث عني ،بزفرات حرى ،قائلة : انت جدع ،انت اضعفت كل قواي المتماسكة ،في رضوخ أنثوي لم يعد قادرا على المقاومة ،ليخر جاثيا ، غارقا في لذة غرام لافكاك منه ،ويأت صوتها أحيانا من قاعات الافراح ،من قعدة مع ثلة من صديقاتها ،ليؤكد أن للحب بصيرة نافذة ،نار لاتخمد اوارها إلا بقرب ووصال الحبيب .

انقطع الإتصال بيننا بعد اشهر من إندلاع الربيع العربي ،وتركت المدينة ،دون ان أظفر بلقائها .
جاء توقيع المبادرة الخليجية ،وتنفس اليمنيون الصعداء ،بإنقشاع غمة حرب اهلية ،وتدفقوا عائدين إلى أعمالهم ،بعد غياب عام كامل ،مفعمين بسنوات سلام قادمة ،بعكس دول عربية أخري ماتفتأ تخترق في أتون إنقسام إجتماعي مسلح ،كان الغرور باديا على محيا الناس ،وربما الزهو التاريخي بربطهم بالحكمة ،سيما حين ثبت لهم ذلك ،بعدما التهم اليأس كل بصيص أمل لديهم .
الرابعة مساء ،السماء ملبدة ،ورياح خفيفة باردة تسبق هطول المطر ،أكتفيت بمراجعة رزمة من الخلاصات الشهرية للمشروع ،أغلقت مكتبي ،وهممت بالسير حثيثا إلى سكني في الكونتيرة الرابضة في قمة التل المقابل ،تلفوني يرن ، اتفحص هوية المتصل ،كانت هي ،اول مكالمة بعد عودتي إلى هذه المدينة المفعمة بالحياة ،بادرتني : حمد الله على السلامة ،وينك الآن ؟ ،أريد مقابلتك الآن ،لقد نجح إبني الوحيد في اول عام دراسي له ،وأريد الإحتفاء بذلك ،بمقابلتك ،حاولت الإعتذار ،لإني لم اكن مستعدا ذهنيا ،او حتى ماديا ،لكن إصرارها كان قاطعا : أتريدني أن ابحث عن رجل آخر ،او اسير في الشوارع المزدحمة ،وإلتقط أي عابر لأشبع فضولي ،قاطعتها : اوكى ،فردت بصوت صاف جذل : خمس دقائق ،وتكن سيارة فورد ،واقفة بإنتظارك ،قبالة الطريق الترابي المفضي إلى محل إقامتك .

بدا التوقيت مربكا ،فتحت باب المقعد الأمامي وولجت ،راميا كل الأسئلة خارجا ،كانت عينيها باسمة ،بمقل سوداء قانية ،شبكت اصابعي بقوة في يدها اليمني ،واستدركت بيدي الأخرى ،لأطبق على أناملها الغضة بكلتي يدي ،كانت اناملها متناسقة بجمال اسطوري ،يضاهي ماأبدعته ريشة دافينشي في رسم أنامل الموناليزا .

انطلقت السيارة ،وسط زخات المطر ،كنت ارمق المارة ،واجدهم اكثر من اللازم ،والمركبات تتدفق اكثر من كثافتها في ساعات الذروة ،زحام يأكل الدقائق المتاحة للقاء ،داهمتني بكلماتها : أخيرا ،أنت بجانبي ،سنصعد.

إلى أسفل الجبل ،كانت تقود سيارتها بمهارة قبطان سفينة مخضرم ،حين يتغلب على الامواج العاتية في حلكة ليال عاصفة .

وصلنا أخيرا ،أدارت مفتاح المقود ،مطفأة المحرك ،ومعه أنطفأت عذابات الإنتظار ،وعمرها اربع سنوات ،بعدما ركنتها في رصيف حجري محاذ للكيرف الإسفلتي ،لنطل سويا من المقعد الخلفي علي كل معالم المدينة من عل ،وكأننا في مروحية خاصة تتجول متتبعة هدير المدينة الذي يتهادي بصخب كل المدن العملاقة ، قعدنا سويا ،بعدما لفينا الزجاج من الداخل بقماشات زرقاء .

كان وجهها فاتنا ،محمرا ،كملكة تدمر ،بشفتين عريضتين ممتلئتين بدم انوثة رغيدة ،واسنان بيضاء صغيرة ،تتراص بهدوء دقيق ،لم تزدها مسحة النيكوتين الأصفر الخفيف الإ جمالا ضافيا ،امسكت بعنقعها : مااجملك ،لأرتوي بقبلة عميقة ،من انثى عابقة ،بزغب ناعم في الخدين والعنق ،وبشذى الكوكو شانيل ،حين يتمازج ويهمد على جسد مغرم بالفل ،وعروق الورد المبتل .

هكذا تظل القبلة المتأنية في لقاءت الحب ،هي كل شيء ،ونهاية كل شيء ،في الكتابات الادبية والروائية ،لدرجة إني سأسميها قبلة مستغانمي هنا .

تفاجأت برأسها يتزنح على صدري ،قائلة بوجع هامد : كيف تشوف ،عل عجبك جمالي ،قبل ان تنتظر جوابا ،أستطردت : أيرضيك أن تكن صاحبته نادلة في احد بارات ،ميتشجن او حتى نيويورك ،او ان تكن نهايته صورة مشابهة ،لنهاية سلمى الحايك ،الفتاة الامريكية ،من اصول اجنبية ،في فيلم هيليوودي روائي ،والذي انتهى بها

التعلق بحب شاب من اصل إوروبية ،إلى الضياع مجددا ككل النهايات البائسة للقادمين إلى العالم الجديد ،بغية تحقيق تغيير جذري لحياتهم،لتجد نفسها معتلة ،وحيدة ،لايكترث لحالها احد ،في مجتمع مشغول ، وبطريقة قذرة ،بإيجاد الوسيلة للنفاذ إلى حضن اللوبيات ،والوثوب فوق مستوى الدونية ،المرسوم لكل المهاجرين .
……… ……………… ……… 

الكتابة عن مي

استمر صاحبي في سرد حكايته المطولة ،ولم اعد صاغ له ،دون ان يدري ،وقررت الكتابة الآن ،تاركا وعدي له ،بكتابة قصته ، إلى وقت آخر ،بعدما أثارني ذلك التشابه الغريب في بعض تفاصيل الحكاية ،والشخصيات ،وشرعت في سرد مؤجل في ذهني منذ سنوات .

عرفتها إبان الربيع العربي ،كانت كلماتها دقيقة ،جذابة ،وظلت شخصيتها قريبة مني ،وكأنها هدى الامريكية الجنسية ،في تحول درامي لهذا الصنف الصادق من النساء ،مستفيدا من خبرتي في سبر اغوارها ،احببت كل التفاصيل الجديدة ، متيقنا من حدوث حالة الإكتئاب في اي مرحلة من حياة مي ،لما لهما من تشابه في خصال ،كالإحساس الصادق ،الرفيع ،كانت مي فتاة جديرة بالإهتمام ،تملك روحا فذة ،لم يداهمها الضعف والوهن الإ لماما ،وربما ساعدتها فكرة العمل ،وقفزت بها فوق أسوار الإنكفاء السلبي ،بداخل فردوس زجاجي محكم ،والقبول بدوران الايام ،ضمن حياة ميتة إجتماعيا ،والخروج باكرا من وسط ماء ملوث ،ستداهم فطرياته الارواح النقية ،حتما ،فداء تلك الأرواح يظل في إتكاءها على ملكات إضافية ،تميزها عن الآخرين ،ومايلبث ذلك التميز ،حتى يتبدل بغتة ،ويغدو مدخلا سهلا ،لهوان الروح ،وسببا جوهريا لذبولها المتسارع ،احببت طريقتها في الإحتفاء بالمناسبات والصور ،بذائقة إنسائية خالية من ضغائن الحرب ،ومن لعانتها المكتسبة ،غيابها المتكرر ،يشي بعودة ودودة ،كبجعة اغتسلت للتو في بحيرة قريبة .

كل شيء يتقادم مع الزمن ،جاذبية منى الشاذلي ،البحث عن كتابات الجاوي ،والإحساس الرومانسي الذي يتركه البارافان الباريسي الفاخر ،التعويل على عودة شعبية باسم يوسف مجددا ،وكل اللقاءات الغرامية ،المغدورة بقبلة يتيمة ،قالتها هدى بتحسر من خسر المعركة ،قبل يوم واحد من سفرها خارج البلد ،هكذا قاطعني صديقي ،فأجبته : الحب ياصاح ،هو تلك القبلة ،سيظل عظمته كفعل خاطف ،غير شرعي ،معذب ،مطارد ،كرحلة يسوع على الأرض ،ولايمكن لأي قوة جبارة أن تمنحه الأمان ،او تمتلكه ،فالحب سيبقى حالة ضعف ،وستظل تلك القبل والانفاس المخطوفة ،هي كل مايجترحه العشاق طيلة حياتهم ،ذلك هو الحب ،ومابعده يظل مجرد سرقات ميتة بإسمه ،ولو أبقى مخرج فيلم تايتانيك بطله جاك حيا ،ليكمل بقية عمره مع معشوقته رووز لما حاز تلك الشهرة كلها .

إن عظمة سيرفانتيس ،هي عظمة الحب ،حين يلتقي كل ابطاله في فندق رمزي ،فارين من سلطة لاتعترف بالحب ،خارج القوانين الجائرة ،كإعلان حقبة حضارية جديدة تقوم على حماية هذا الحب .

كانت مي وهدى ،إختزالا لآلام الفتاة الوجودية في بلدان العالم الثالث ،تنوءان بجلادة نادرة ،بأوزار الدفاع عن الكينونة ،وإعلاء صوت مكبوت ،قادرا على الإختيار ،في صراع شخصي ضد كل الآلام ،في توقيت غريب واحد ،كمعادل رمزي لنتاج الحرب ،حين تنسف خيارات جيل غض ،وتلقي به في الجحيم مرة أخرى ،وحتى يجيء فن عربي قادر على سبر اغوار تلك النفوس الفتية ،التي قاومت ويلات الحرب ،وبطريقتها الخاصة ،حافظت على توازن غير متوقع في روح متعبة اصلا ،يجدر بنا التذكير ،بما فعلته السلطات النازية ،بمؤلفات ريمارك ،كثلاثة رفاق ،ولاجديد في الجبهة الغربية ،والتي صورت حقيقة البؤس العميق ،الذي خلفته الحرب في جيل فتي ،لطالما كان يحمل رؤية نافذة ،وبصيرة سليمة متزنة .

ماينسى يبدو كأنه لم يحدث قط ،كانت مي تتصرف على قاعدة إيزابيل ألليندي ،دون ان تقولها يوما ،فالنسيان عند مي ليس مجرد كلمات ،بل رغبة الإنسان أن يكون إعتياديا ،كلما غمرته الموهبة ،فالإعتيادية عند الأنثى ،شيء ما ،قد يبعث سمات لجمال مختلف ،اكثر مما تفعله كل المحاولات الممتلئة بالإحساس بوجودها فعلا .

كلما كلمتها ،زاد يقيني بالمستقبل ،بولادة كل اللحظات العصية من اللاشيء ،وكأنها تختفي ،لتجيب مرارا عن ماهية الآتي ،وتبدد كل مخاوفنا منه ،بنبرة رزينة مقتضبة ،كراهب واثق من زهده بمتاع دنيوي زائل .

فاجاتني مؤخرا ،عندما عادت مؤخرا بوجه طفولي ،يشي جماله الصافي بأن الحروب ،ارواح فتية تولد من داخلها ، كانت تبتسم من عينين خاليتين من إيماءات منكسرة ،وبدت كل سمات الحب تملئ تلك كل المساحات ،بتألق الأنثى حين تجد متسع للإطراء .

زر الذهاب إلى الأعلى