فضاء حر

اليمن اوسع من ان تضيق بنا في لحظة عابرة..

يمنات

‏عبد الجبار الحاج‏ 

في هذا المقال سأتناول لحظة من لحظات التاريخ القريب مرت بها صنعاء اليمن لحظتها القاسية على اهلها..
وكنت قد تناولت بالامس مقالا في حلقته الاولى.. عن محاولات بريطانيا عزل عدن عن اليمن وعزل اليمن عن عدن …..

عندما فشلت حركة الاحرار الدستوريين في اسقاط امامة بيت حميدالدين ونقلها الى بيت الوزير مع اضافة حكومة ودستور كما هو معلن من قيادة الحركة عام 48م … من نتائج تلك المعركة العسكرية السياسية التي أدت الى اجتياح صنعاء وسلبها ونهبها من قبل جحافل احمد الزاحفة من المحيط القريب فقد كان من نتائجها غلبة قيم طارئة اطاحت بقيم المجتمع المدني الصنعاني وفور حطت المعركة اوزارها قررت بيوتات صنعاء ان تغادر الى مدينة يمنية اخرى..

وعندما ٱلت صنعاء الى بيئة طاردة لمجتمع الثقافة وبيوت الفن وجدت هذا المجتمع المفزوع فورا ملاذه الامن وفي تعز استأنفت الثقافة تناميها وتطورها في بيئتها اليمنية الملائمة .. وهذه هي اليمن… اذا ضاقت مدينة باهلها وجدوا من مدينة اخرى بيئتهم الٱمنة..

حقا.. كانت تعز مدينتهم اليمنية التالية التي تلائم نمو وتطور ذائقة ومستوى الفكر والثقافة والفن والادب عندما تغلبت الجلافة النهبوية في صنعاء وٱلت الاحوال الطارئة انذاك عقب الجائحة الجارفة التي حولت صنعاء للحظة في التاريخ الى بيئة طاردة..

انها الاحداث والساسة والمآرب والمصالح والمطامع والصراعات الخاصة حول السلطة وفيها وليست قضايا الوطن والشعب الجامع… في هذه الحالة هي من تجعل من المناطق والمدن والجهات الى بيئات طاردة بصرف النظر عن اختلاف العناوين المرفوعة في اتون تلك الصراعات…

( انتقلت في ذلك الوقت الكثير من العائلات الصنعانية إلى مدينة تعز، وكان أكبر تجمُّع لهذه العائلات في منطقة الجحملية والتي شكّلوا فيها العديد من المجالس الفنية والأدبية ذات الطابع الصنعاني المتميز. )*١

( وكان من أبرز هذه المجالس: مجلس الحاج علي الحمامي، ومجلس أحمد خيري العسيري، ومجلس السيد أحمد شرف الدين، ومجلس العميد أحمد الآنسي شقيق الفنان علي الآنسي، ومجلس جميل محرم ومجلس محمد نجمي أفندي، ومجلس العزي السنيدار، ومجلس عبدالله الغريبي، ومجلس عباس إسحاق وغيرهم.)*٢

الفنان الانسي في تعز :

( بعد 1948م انتقل الفنان علي الآنسي مع جميع أسرته إلى مدينة تعز حيث كان يقيم الإمام أحمد حميد الدين )
(بدأت الاهتمامات الفنية للآنسي بالظهور في مدينة تعز منذ أن كان طالباً في المدرسة الأحمدية في خمسينيات القرن الماضي حينها امتلك أول عود إهداء من أحد المعجبين بفنه، وهو المرحوم محمد الشراجي، وعندما علم والده بامتلاكه عوداً في المنزل، قام بإحراقه في التنور في سطح المنزل، غير أن عزيمة الشاب وشغفه الكبير في الفن لم تثنه عن مواصلة حلمه، فقد بدأ حياته الفنية هاوياً للفن، ثم محترفاً، حتى وصل إلى مستوى كبار الفنانين في اليمن والوطن العربي )*٣

*١-*٢-*٣= امين درهم

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى