فضاء حر

الخوف من التطرف في ردة فعل الرافضين للانتهاكات ضد الشماليين والمؤيدين لها

يمنات

وميض شاكر

لايزال الحزن على ضحايا الجرائم الارهابية في عدن قبل ثلاثة أيام مخيم على الصدور، لايزال الشعور بالقهر والعدوان والاستباحة سيد الموقف! لكن الانتهاكات التي ارتكبها أفراد الأمن في عدن ضد الشماليين، كردة فعل غير موفقة بتاتاً، قد أربكت الموقف بشكل كبير، واستغلت بشكل كبير أيضا من بقية القوى وعلى رأسهم الحوثيين، الذين ما أنفكوا عن بث رسائل التضامن عبر وسائلهم الاعلامية، وكأنهم “طيور الجنة” بعد أن كانت وسائلهم الاعلامية في الليلة السابقة للانتهاكات محتفلة بما خلفته تلك الجرائم من رعب وضحايا!

بالمقابل، هناك أصوات شعبية على امتداد البلد تدين كلاً من الجرائم الارهابية والانتهاكات الأمنية، وهذا أمر رائع لأن الأخيرة في ظروف سياسية كهذه عالقة بين العنف والنزاعات قد لا تنتج إلا مزيد من الاحتقان والتعبئة بين شرائح المجتمع المختلفة، التي أصبحت مسلحة ومستقطبة بين أطراف النزاع، وهكذا سنعلق جميعاً في دوامة أكبر من العنف والنزاعات نحن في غنى حتمي عنها. بينما الأولى لا يفيد معها سوى المعالجة الأمنية والاستخباراتية الدقيقة والمهنية، أي أن نطاقها مؤسسي بين قوات الأمن والجيش والخلايا الارهابية.

لكنني رغما عن هذا، أشعر بالخوف من التطرف في ردة فعل الرافضين للانتهاكات الأمنية ضد الشماليين في الجنوب والمؤيدين لها، أو أن يتم استغلال هذه الحالة سياسياً، وكما قلنا أنه في اليمن اليوم لا يوجد ما هو “سياسي” خالص، بل سياسي عالق في العنف والنزاع! وأكثر ما يقلقني هو أن تتطور التداعيات وتؤثر بشكل أو بآخر على القوى السياسية الجنوبية! صحيح أننا بحاجة ماسة للحمة وطنية عابرة لحدود النزاعات في كل البلد، ليس لأجل المُثل الأخلاقية الكامنة في اللحمة، ولكن لأننا نريد أن ننجو، أن نأمن، وأن نستقر في بلد فشل كل حكامه من جعله مستقراً، إلا أن اللحمة الوطنية الجنوبية-الجنوبية هي أهم ما يجب التفكير فيه الآن، علها تكون قارب النجاة لليمن بأكمله.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى