فضاء حر

احترموا معتقدات الآخرين يحترموا معتقداتكم

يمنات

عبد الوهاب قطران

عند زيارتنا لقرية طيبة بهمدان شمال صنعاء، دخلنا مسجدها الجامع، وحبا في الاستطلاع و المعرفة، زرنا ضريح و مزار الداعية الاسماعيلي، يوسف نجم الدين، و وجدنا احد اخواننا الاسماعيليين، يزور الضريح هو و زوجته و طفله، و تبادلت معه اطراف الحديث، عن مبادئ و مرتكزات المذهب الاسماعيلي، و عندما وجدني، متسامح و مؤمن بحرية المعتقد، و حرية الفكر، و ملم ببعض تاريخ الاسماعيلية و تجربتهم الرائدة بتوحيد و حكم اليمن و تطبيقاتهم الرائعة للعدالة الاجتماعية بفترة حكمهم لليمن الكبير الموحد المزدهر من مكة إلى خليج عدن، و سردت له بعض مراجع الاسماعيلية، منها كتب الداعي محمد الوليد، اطمئن لي و ابتسم و ناقشني و باح لي ببعض مخاوفهم..

و يبدو بالصورة طفلي نصر يتحاور مع الطفل الاسماعيلي، الذي بدى من مظهره و لبسه انه معد لدراسة الكهنوت، و من اسرة اسماعيلية متدينة و ملتزمة، وذهل اولادي. عند مشاهدتهم لتقديس الاسرة لضريح الداعي الاسماعيلي و قرأتهم بخشوع من كتاب يبدو انه أوردة دعاء على الضريح، بما فيهم الطفل..

فقلت لهم، يجب ان تتقبلوا حق الاخرين في الاختلاف، عنكم بالرأي و المعتقد و الفكر و تتسامحوا و تحترموا معتقدات الاخرين و طقوسهم، كما تحبوا ان يحترموا افكاركم و معتقداتكم..

فرد عليا عبد الرقيب انت علمتنا ان لا نقدس احد، و ان نكون احرار لا عبيد، فلماذا هذا الطفل يقبل الضريح بخشوع و قداسة. قلت له، هو من اسرة اسماعيلية متدينة، و تربى على احترام و تقديس الأولياء والدعاة و ائمة المذهب، و انت يجب ان تحترم معتقداتهم و طقوسهم و افكارهم، و نتعايش جميعا. يجمعنا حب الوطن اليمن الارض و الانسان، و نتفهم اختلاف بعضنا البعض، بعيدا عن التكفير و التجريم و التحقير، حرية التدين، و حرية الضمير، حق اساسي من حقوق الانسان، واعتناق الافكار مكفولة للجميع، بشرط ان لا تفرض على الاخرين بالقوة و الارهاب، و أن لا تكون افكار هدامة عنصرية تحض على الكراهية و احتقار الاخرين، و ان لا تكون ضارة بسلامة و أمن المجتمع و مصالحه العليا.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى