فضاء حر

النخب السياسية تستغل الوضع الصحي

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

في مراحل لاحقة زمنيا سيكون الناس قد اعتمدوا تاريخا بالاشارة الى سنة كورونا وتحديد ما قبلها وما بعدها وفي اليمن كما في عموم بلاد العرب يؤرخ الفلاحين باحداث عاصروها وعاشوها حيث اثرت فيهم وفي مجتمعاتهم احداث طبيعية او سياسية ..والامر ذاته مع مجتمعاتنا المعاصرة ..

فالحدث كبير وجلل ، احدث خوفا في ارجاء المعورة ، انقلبت فيه الحياة المدنية راسا على عقب ، فغابت المقاهي والمسارج ودور السينما بل وحتى التجمعات الاسرية وشلل الاصدقاء في الحدائق والمتنزهات ، زد في ذلك تجمعات العائلات الكبيرة غابت الى حد كبير ..

هذا الغياب اظهر نتائج اقتصادية سلبية عبرت عنها اسعار النفط المنهارة واغلب الشركات التي سرحت العمالة واغلقت ابوابها وتضرر الاف من العمال (ذوي الدخل اليومي) والباعة الجائلين ، وبقيت المشافي وحدها ممتلئة بالمترددين عليها صغارا وكبارا حتى وان لم تكن العلاجات نافعة لكنها لاتزال مفتوحة تظهربعضا من الامل ..

وظهرت النخب السياسية تستغل الوضع الصحي لتلعب عليه تارة من زاوية اثارة الخوف الشديد وفق مبرر انها مع الشعب والمجتمع وتقدم له الخدمات وتؤكد على الحجر المنزلي وتارة تقلل من الازمة وتدعوا لتطبيع الحياة الاقتصادية والاجتماعية تحت الحاح وضغوط الشركات الراسمالية التي لاترغب بالخسارة ، وتارة ثالثة رفع سقف الصراع السياسي بين اجنحة النخب داخل الدولة الواحدة كما في امريكا بل وعموم اوربا حيث المعارضة لها ادوار ملموسة وفاعلة غالبا وبين الدول ذاتها كما اتهامات امريكا للصين ..

ولكن .. الامر المحير وهو الذي يتطلب مزيدا من المتابعة والفحص نحو مسارات تشكل كورونا وتحوله الى جائحة تهدد العالم .. خاصة وان الامراض المشابهة له سابقا لم تشكل تهديدا عالميا ولا اثارت الخوف كما فعلته كورونا .. وهنا يكون السؤال عن مدى امكانية القول بتصنيع فيروس كورنا ضمن انشطة بحثية صينية اميريكية علما ان امريكا ودول قليلة لديها معامل ومراكز لتصنيع اسلحة بيولوجية او تجري تجارب في هذا المجال ..وللعلم طوال القرن العشرين شهدت اوربا امراض متعددة خاصة مع الحرب العالمية الاولى والثانية وشهدت مجتمعات اخرى خارج اوربا مثل تلك الامراض او غيرها لكنها شكلت ضررا لمئات والاف من الناس ..

هذه الامراض الوبائية كلها لم تستمر الا اسابيع قليلة وتم اعتماد لقاحات وعلاجات خرجت المجتمعات من دائرة المرض وتعافت تدريجيا هنا يكون السؤااااااااااااااال عن كورونا لماذا هو فيروس غامض ، غير محدد حتى الان ، بصفاته وتركيبته ، رغم مئات والاف العينات التي كانت ولاتزال مجالا للدراسات المخبرية والبحثية.؟ طبعا من الصعوبة ان تعترف دول او شركات او اجهزة مخابرات اليوم بفعلها اي تصنيعها لهذا الوباء القاتل .. والافضل لهم استمرار الحديث عن فيروس ينتقل من الحيوان الى الانسان .

لان هذا الاخير اصبح معروفا لدى العامة والخاصة وذو تاريخ اجتماعي واسع ..لكن ..سيبقى الامر مثير ومحغزا للدراسات البحثية عن هذا المرض وكيفية ظهوره ومن المستفيد من ذلك .لامجال للمؤامرة هنا بل تلك الجهات التي نشير اليها تعتبر نشاطها في هذا المجال مجرد بيزنس ضمن لعبة الصراع الاقتصادي السياسي تستفيد منه بطرقها المتعددة ..

واخيرا من اللافت هنا كيفية الاستجابة الشعبية تجاه التوصيات والتحديرات من مخاطر كورونا فغاب الجميع عن شوارع المدن التي تحولت الى مدن اشباح وهي التي لم تكن لتهدأ ليلا ولا نهارا من الضجيج والموسيقى والازدحام بين الناس ووسائل المواصلات ناهيك عن امتلاء السماء بمئات من رحلات الطيران كل ساعة ..

كل هذا سيكون مجالا هاما لمئات من الدراسات والكتب وسيقول التاريخ كلمته بعد سنوات من هذا الحدث الهام ..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى