فضاء حر

عن التأمل

يمنات

محمد اللوزي

التأمل جغرافيا الروح حين تحتاج لذاتها مملؤة تبصرا وقراءة للماورائي، قصيدة أو لوحة أوعيون أو حكاية نلتقيها في كينونتنا.

في التأمل مكنونات كثيرة أقلها رغبة الصمت. تبتل، وتعسي، ورجاء، ومابعدها من مدارج تصل الناسوت باللاهوت.

والتأمل معراج بشري في البشري، نستنطقه، نكونه، ونمضي إليه، منه ندرك نحن، وفيه نسأل عن معنى التفرد حين يأخذنا تأملا إلى مافينا من وعي وحب.

في التأمل تستيقظ الذكريات، وتسترجع الذات مافيها من توق لتعلنه رهبة وخشوعا. هذا التأمل يجيدنا نبضا، يقترب إلى اعماقنا، يسكننا ويفتح بوابة جديدة للصبر الجميل والإنتظار الأنيق.

لايكون التأمل إلا حين يستوقفك فارق رائع واستثنائي ودهشة، وكثير من الجدة والرهبنة حين قراءة منطوق الجمال. في التأمل نذهب إلى معاني  وجدانية خاصة بنا ليس فيها العالق البسيط، قدر ما هي استكناة الداخل، استنطاقه بلغة رامزة دالة فاعلة، قد لا نعرف بالضبط معناها، ولكنها أكبر من العادي، فيها سر يأخذ اللب ألى مسافات لا نأتيها إلا بحنين وشوق.

لذلك التأمل فضاء ليس له نقطة انتهاء، ويبدأ من جذب إليه استطاع أن يستوقفنا وأن يقدم نفسه، ويأسر وجداننا، لنقف على الغامض الواضح الثري الأنيق. هذا التأمل سلوك يتفرد به الإنسان حين يسترجع الذات في رغبتها لمعرفة كنه العلاقة بين الجميل وتجلياته التي لانستطيع الإفلات منها، وحين نعجز عن التعامل معه بوضوح فنلجاء إليه تأملا.

التأمل إنه وعي المأخوذين بعناوين الحرية وفيه مساحات شاسعة للنبض  فعلا وللحرية  إيقاع رائع، يحده الإنساني من كل الجهات وهو يسكن الصمت وينطلق منه ليجعلنا ندرك كم نحن في علاقتنا بالعالم غير العادي والذي يبقى آسرا وفي أسر التأمل تكمن عذوبة الحرية..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى