فضاء حر

أين ذهب المثقفون اليمنيون..؟

يمنات

معاذ الاشهبي

في اﻷزمات الحادة، كالحروب اﻷهلية أو الحروب بين الدول، يصعد المهرجون ويخفت صوت العقلاء وأرباب الفكر والثقافة. لكن هل حقاً حدث هذا للمثقفين اليمنيين طيلة السنوات الست المنصرمة من الحرب والعدوان والحصار..؟

ليس بالضبط. صحيح أن بوسعهم تمثيل دور الضحية، والزعم بأن الحرب والعدوان والحصار قد أحكمت حصارهم، عليهم هم أنفسهم، من كل الجهات، لكن هذا الزعم وذلك التمثيل ينزع عنهم صفة الثقافة من أساسها؛ ﻷن وظيفة المثقف تحريك المياه الراكدة لا الغرق في المستنقع!

و بعبارة أخرى، كشف العدوان الضحالة الكامنة واللصيقة بطبقة الأنتلجنسيا اليمنية؛ فالسنوات الست الماضية كانت أطول من الوقت الذي يحتاجه المثقف للعودة إلى ذاته العميقة، كيمني وكمشتغل بالثقافة وكضمير وحامل لقضايا الناس، وكانت أيضاً أكثر من المدة التي سيستغرقها للخروج من بدائيته وجهويته وطائفيته وارتباطاته الضيقة، ومن السياسة كانحياز إلى الثقافة كرسالة!

وعلى سبيل الاختصار، ثمة حيّز حقير في ما يعرف بـ” الطابور الخامس” يشغله مثقفون قايضوا حاسة التمييز والنقد المفترضة فيهم بالانحياز والأحكام المسبقة والتهويمات المستعارة والضغائن!

زر الذهاب إلى الأعلى