فضاء حر

ثرثرة الجوعى .. وقود السياسة..!

يمنات

معاذ الأشهبي

هل لديكم مثلي فائض من الشتائم تكفي –ودون استثناء – الطبقة السياسية المنقسمة حول ولاءاتها المتناقضة، والمجتمعة على مصالحها وتقاسم مقدرات البلد؟!

أعرف أن الشتم لا يُجدي، لكن لا يبدو أن التهذيب سيقودنا إلى شيء. إنهم يتشاطرون فشلهم وبؤسنا بزهو، ويخوضون بتعاضد معظم الأزمات التي تطحننا دون وجل ودون حياء، وقدرتهم على الاتحاد من أجل خوض أزمات أخرى، وفي أي لحظة، لا تُضاهى!

وأعرف أيضا أن البلد لا يزال تحت الحرب والعدوان والحصار، لكن هل تنبهتم إلى أن الأزمات المتفاقمة أعادت الكشف عن الهدف القديم لعدونا التاريخي، والمتمثل في وجود طبقة سياسية تقهر الشعب وتذل الناس وتُمعِن في اهانة اليمنيين، بدلاً من تمثيلهم ورعاية مصالحهم والعناية بكرامتهم!

سيقول البعض أن لا جديد في هذا الكشف، والمدهش أن هذا يبدو حقيقياً، مثلما سيؤكدون أن الناس سيعتادون الأمر؛ إذ يبدو أن غالبيتنا يعتقدون أن الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة والمرتهنة ربما أكثر أهمية من الأكسجين أو حتى الطعام، ما يعني أننا لم نبلغ بعد مرحلة النُّضج التي تتيح لنا الاستقلال عن قادة لم يستطيعوا تأمين الحد الأدنى من أسباب الحياة والصمود والأمل والثقة بهم!

وعلى سبيل الخلاصة، نحن شعب ثرثار، وليس سهلا على شعب كهذا أن يسمع الصوت الصامت لخُطى الوقت المفقود في حاضره أو خصما من مستقبله، وثمة ما يشبه التواطؤ بين أعداء يروقهم أن نبقى في احتراب وقوده الناس والأزمات، وطبقة سياسية تجيد إطالة أمد الصراعات، وجمهور بعضه منتفع من الحرب وبعضه الآخر مُدجّن من أجلها، وأغلبية لا تجيد سوى الثرثرة!

زر الذهاب إلى الأعلى