فضاء حر

عن التاريخ

يمنات

محمد اللوزي

التاريخ لايقبل التعسف وهو بحيادية يقدم نفسه … فقط من يريد أن يلوي عنق الحقيقة يجتزيء منه ما يرغب فيه، في محاولة عبثية للكيد أو لتزوير وقائع وتداخل أحداث وتفسيرها، وجعل هذا التفسيركأنه التاريخ ذاته.

وهو أمر يقف عليه المثقف اللامنتمي ـ أو المكلف بتشويه المعاني المستخلصة من الأحداث، لكي لايبقى للأمة أو للوطن معاني انتماء ورموز تحرك الوجدان، أو تعبر عن مخزون الوعي في التاريخ.

وبا التاريخ أيضا نجد هذا في شواهد عدة يصيغها زورا كتاب في سطور محددة تنم عن رغبة مقيته في استعداء الحياة ومعانيها، وفي التحول بمسار الراهن نحو التظليل بنزوع لاأخلاقي يقدم عليه من يجيدون الخطاب المشوه الإحتقاني، ومن يوهمون ذواتهم أن كل شيء قابل للتزييف، وهي مهمة المثقف في بعده الذاتي والمدجن على تهميش الحقيقة وإخراجها من المتن الى حيز الهامشي بأسلوب برجماتي في تحولاته وتمنطقه، وفي ولوعه بالمغالطة لنيل حظوة ما، ممن يعنيهم تزييف الوقائع وتغيير وجه الحقيقة.

نجد هذا كلما احتدم الصراع بين القوى البائته، وقوى الجديد، وبين السلطة والجماهير في حركة نضالها.

ومنذ البيت الأموي في رفعه شعار (المنصور من نصره الله) وحتى اليوم وكلا الفريقين يتكيء على الماضي، يريده منحازا إليه ليقع في خطاء التوهم والإنتقال من القدرة المعرفية المحايدة إلى مسار الخطاء والمراهنة عليه كمنقذ.

وإزاء هذا الخطاب الوهمي تنهار منظومة التفكير، ويصبح الزيف مكون أخلاقي قيمي لدى من يريد تعطيل الصيرورة التاريخية، ومكون تحريكها الإقتصادي والثقافي والإجتماعي ……الخ

ولعل هذا الخطاء هو ما أسقط أنظمة ديكتاتورية معاصرة حينما راهنت على لي الحقيقة، والقفز على منطوق التاريخ.

بذات المستوى يقع المثقف الإنتهازي المرابي المجسد لمصالح قوى على حساب تاريخ وإنسان، وهو في محصلة الأمر لايعدو عن كونه واهم بمحدودية مصلحته وانتهازيته وتغليبه فعل القوى اللا منتمية على دولاب التاريخ الكبير، الذي يحضر بقوة في متغيرات وتحولات جذرية، نراها اليوم لاتقبل التراجع ولايمكنها الإلتفات الى قوى غاب عنها الوعي في تجاوزها حقائق التاريخ، لتقع في وهم التحريف وتغليب الذاتي على الواقعي، وهو ما يكشف عن خواء حقيقي تعيشه ذات القوى بكل تمظهراتها الثقافية.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى