فضاء حر

لماذا الصين قادمة !

يمنات

محمد اللوزي

لا اظن الصاروخ الصيني يمثل تهديدا خطيرا على الارض او اي بقعة منها، كما يصور ذلك الاعلام الأورو امريكي، ومعه دول البترودولار. كنوع من الحرب الاعلامية التي تصور الصين خطرا على الجنس البشري وعلى مستقبل الارض. الصواريخ الصاعدة للفضاء في مهام تكنولوجية، تنجز مهمتها كما يجب ووفق أنظمة عالية الدقة، ونسبة الخطاء ضعيفة جدا.

وحين عودتها فأنها تكون عشوائية وتفقد دولة الانطلاق السيطرة عليها، حال اي صاروخ بصناعة غربية، ولكنها قبل ان تصل الغلاف الجوي تتلاشى بفعل السرعة الهائلة وتتحطم وتتناثر في الفضاء، وقد تعود قطعا صغيرة الى الارض هذا ماهو معروف علميا. العجيب ان الصين امام سيل الأرهاب الاعلامي القادم من الغرب تصمت حيال كل التوقعات المرعبة. كأنها تسوق الاعلام الغربي الى الفشل من خلال النتيجة التي سنعرفها على اقصى تقدير يوم الاحد القادم.

الصين تلعب بذكاء عال الجودة أمام انفعلات الغرب وفقدانه السيطرة على نفسه، أمام التنافس الاقتصادي الرهيب الذي يؤكد تنامي قدرات الصين في التوسع خاصة في القارة السمراء وتمكينها لدول افريقية من النهوض دونما تعالي أو من وأذى. التنين الصيني ارهق الغرب بقوة نشاطه وحضوره الاقتصادي، وقوته في فرض تواجده كقوة تحترم ااشعوب وتقيم معها مصالح متبادلة. دونما تفكير استعماري وهيمنة وتفكيك الدولة الوطنية.

لذلك لا يجد الغرب نفسه الا في حالة نزق وتخبط وفشل سياسي واخلاقي، وهو بتاريخه الاستعلائي ونهبه ثروات الشعوب يدفع اليوم الثمن باهضا، ويعجز تماما أمام التنين الصيني عن بناء علاقات محترمة مع البلدان المتخلفة، فيما تقيم الصين علاقة شراكة ونفعية متبادلة مع الشعوب المقهورة والمتخلفة، وتنهض بها لتواجه الغرب الاستعماري بانحيازها الى الصين.. افريقيا نموذجا اليوم، وفي الطريق الشرق الاوسط إيران وسوريا وكل المقهورين.

الصين ترسم ملامح غد أفضل يتخلص فيه المظلومين من الأمبريالية الغربية، ومساويء الاستعمار وشروطه المجحفة في تقديم المساعدات التي يتخذ منها مجالا لضغوطات التبعية المطلقة للاورو امريكي باسم الحقوق والحريات والديمقراطية الكاذبة وقد اتضحت الصورة القميئة لهذه الاشتراطات. في حين تقدم الصين مساعداتها في البناء والتنميه لنهوض حقيقي للبلدان المتخلفة وهو ميدانها لمحاصرة الغرب وهزيمته اخلاقيا واقتصاديا وسياسيا ودونما اي اشتراطات او تدخل في شئون الآخرين وضمن احترام متبادل. لاعجب أذا ان نجد الاعلام الغربي يعبر عن ازمات التعالي والفشل السياسي بعقلية استعمارية واقتصاد كولونيالي.

الغرب اليوم مرهق وعاجز عن فعل التأثير. ولعل من المفيد هنا ان تتجه اليمن صوب بناء شراكة مع الصين لتقهر ظروف الجوع والتشرد والخيام وآلة الدمار الامبريالية. عليها ان تفعل ذلك مهما كانت الضغوطات عبر نادي الاغنياء في الجزيرة والخليج. فالتنين الصيني قادر على انجاز تسويات كثيرة لصالح التنمية والمستقبل والشراكة.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى