فضاء حر

على هامش ماجرى في تونس

يمنات

محمد اللوزي

على الاخوان المسلمين أن يعيدون ترتيب اوراقهم وأولوياتهم وأن ينتقلوا من المعقد إلى البسيط لبناء جديد خالي من التعصب الأيديولوجي والحزبي. وأن يدركوا جيدا أن رساميل البترو دولار تحاصرهم وربما تبيدهم إن اقتضى الأمر، عليهم أن يصيغوا تحالفات سياسية عقلانية تنتمي للعصر والدولة المدنية وأن يقبلوا بالمختلف كقناعة وليس تكتيك. وأن يدركوا جيدا أن البحث عن التسلط من موقع حيازة السلطة غير مقبول واتخاذ الديمقراطية وسيلة للوصول وليس للتواصل والشراكة هو امر يجر عليهم خيبات متتالية.

على الأخوان المسلمين أن يقبلوا بالنصيحة من الآخر وليس التناصح فقط بينهم ومن خلالهم. ماحدث في تونس نحن ضده ونراه إجحافا بالديمقراطية وقهرا للحياة، ولكنه حدث وربما يتطور الامر الى مستوى التشريد والسجون والقتل والضياع. عليهم إذا أن يبحثوا عن مخارج واقعية تتسق وقدراتهم وإمكانياتهم وعلاقاتهم مع الآخر، وأن يجنبوا تونس ومابعد تونس الفوضى والإرهاب كأسلوب أخير حين تفشلهم الديمقراطية.،

نحن معهم ومن حقهم ان يكونوا على سدة الحكم عبر الصندوق، ولكن الواقع بكل تكوناته يشي بغير ذلك، فهل نجد تحولا خاليا من التعصب ومن القاء التهم على الآخر لمجرد رأي يقول به.

الأخوان المسلمون اليوم تحت ظلال السيوف من قبل الآخر بإمكانيات بترودولارية هائلة وحصار دولي، وتحفيز للجماهير بالنيل منهم، وليس أمامهم والحال كذلك، إلا أن يضبطوا اعصابهم جيدا ويتعاملوا مع الواقع بحكمة وروية ودراية وانفتاح حقيقي، وأن يتخلون عن الفتوى السياسية لصالح الفتوى الدينية وهذا يكفي لتعايش مجتمعي

القادم مؤلم لهم وحتى للديمقراطية، ولكن ليس أمامهم سوى البصيرة والتبصر ومراجعة أدبياتهم وتعاملاتهم مع الآخر، واجزم انماحدث في اليمن وفي غيرها من دول الربيع العربي.، هو الوصول بالأخوان الى موقع الكشف الكامل، والنيل منهم وإن على حساب الشعوب المقهورة بفعل تجاذبات الاحزاب ورهاناتها على الخارج وعمالاتها للخارج.،

الاخوان المسلمون لم ينجحوا في الربيع العربي، لانهم تطلعواباكثر مما لديهم من امكانيات واستبد بهم طموحهم الى مستوى حيازة السلطة بمكوناتها التنفيذية والتشريعية والسيادية، وهو ما أدى بهم إلى أن يكونوا غرض الرماة.

ومازالوا في ذات الاتجاه لا يقبلون بمراجعة اخفاقاتهم فيقعون في اخفاق اشد. ماجرى في تونس اليوم، هل يتعضون منه وأمامهم تجربة مصر واليمن وليبيا وغيرها!؟ أم سيظلون يرون الآخر عدوا لهم وإن كان مشفقا وأمينا معهم؟

ربما قادم الايام تكشف بعض هذا. ولكن لاسبيل لحياة افضل الا بدولة مدنية قائمة على الدستور والقانون والتعددية السياسية والحزبية والنظام الديمقراطي والتنوع في إطار الوحدة والاشتغال على العلم والتفتح مع العصر. بدون ذلك سيحد الجميع انفسهم أمام طوفان العصر يجرفهم ولن يجدي حين ئذ البكاء ولا العويل.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى