فضاء حر

ما يحدث في تونس وتوصيف ماهيته!

يمنات

خالد سلمان

ما يحدث في تونس وتوصيف ماهيته، بحاجة إلى قليل من التريث قبل إطلاق الأحكام الباتة وتسميته بالإنقلاب او تصحيح المسار.

في تونس لم يُحل البرلمان بل تم تجميده ، وفي تونس لم يُغلق الباب امام الإخوان بل مازال موارباً ، وبيان إتحاد الشغل ايد القرارات الرئاسية تأييداً مشروطاً بتدابير لاحقة، تعيد الديمقراطية إلى المسار الطبيعي.

سعْيد لم يقطع كلياً مع النهضة ،وهم احد داعميه في الإنتخابات ، وهو إبن التجربة الإسلامية بإنتمائه لاحد مسميات فسيفساء الإسلام السياسي.

النهضة بدورها اقدمت على توجيه رسالة محددة الأبعاد، غير واسعة النطاق بإعتصام رئيسها الغنوشي ،امام البرلمان لبعض الوقت ثم الإنسحاب، ما يعني ان خيار النزول النهضوي إلى الشارع لم يُتخذ بعد ، وان مشاورات تُجرى بين الرئاسة والنهضة وإتحاد الشغل ، لحصر التداعيات في اضيق نطاق ، وعدم توسيع رقعة المواجهة، والإنحدار نحو ردود افعال عنف غير منضبط.

توصيف ما يحدث في تونس غير مكتمل الأركان، وبالتالي يظل مفتوحاً على تجاذبات عدة، اهمها تقليص قوة الإخوان وهيمنتهم على مفاصل الدولة ، والحد من أثر قوتهم الناعمة، والعمل على خلق بيئة سياسية طاردة لخطابهم الديني، وتجفيف مجال نفوذهم الإقتصادي ، ورسم تحالفات حزبية جديدة ، تضمن إبقاء النهضة كرقم غير مقرر، وبلا ثلث معطل في البرلمان، في الإنتخابات القادمة.

مرة أُخرى الرئاسة لم تغلق الأبواب في وجه معاودة الحوار مع النهضة ، ولم تقطع سياسيا معهم، ولم يتم الغاءها من ساحة العمل السياسي بفرمان نافذ او إرادة تصعيد شامل.

ما حدث في مصر تجريم الإخوان بقوة القانون والدستور ،فيما في تونس لم تصل المواجهة إلى حد إعادة إنتاج النموذج المصري ، لسبب بسيط ان اخوان تونس استوعبوا الدرس تماماً ، واصبحوا اكثر مرونة وطول نفس ، وقدرة على ضبط ردود الفعل ،اقل هياجاً وتوتراً ورهاناً على العنف وقوة الشارع.
إنقلاب ،ام تصحيح مسار ،ام تقليم اظافر ؟

اظن مازال الوقت مبكراً لإصدار الحكم ، وإن كنت اكثر ميلاً لوصف ما حدث، بإعادة ضبط القوة وجزجزة مخالب الإخوان ،بتخفيض سقف حضورهم، والإطاحة بهم خارج سلطة إتخاذ القرار .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى