فضاء حر

عن الذكرى..

يمنات

محمد اللوزي

الذكرى فوح يهب، علينا يستبد بنا ،يمضي إلى حيث كنا، يعيدنا إلى مربع الفرح .هي موئل الشوق ،وهي توحد الرغبة بما كان، وهي عالم مليء بالشوق والمحبة .

الذكرى تآلف بين محبين اخوة أو عشاق أو أصدقاء. كأنها تنبت في القلب وتنمو مع عوالمه وتآلفاته وما يهوى ويصطفي من أخيار لديه.

في الذكرى نشعر بالزمن ونستحضره وندخل معه ونرقص فيه ونبقى على ضفافه ولانرغب في الإفلات منه .. الذكرى سفر في الزمن أيضا تجاوز عتبات الراهن الى الماضي مصحوبا برغبة في الآهة والبسمة .

هذه الذكرى تداعب الروح ،توقظها من مكمنها، تجعلها توغل في الرؤية للغائب وإستيقاظ الفرح ليبقى شاهد حب.

للذكرى مجالات تنبض في الجوانح ،وترغب في الوصول الى مستوى الجميل والتعلق به، والخوف من شيء قد ينتزعه .

تبقى الذكرى تتوجنا بما كنا فيه، أحيانا نشعر بحميمية، وأخرى برغبة في البكاء، وثالثة بشيء هو غامض ويكتنفه الحنين، وسؤال يستنطق القلب عن ما كان وأين نحن منه .

هذه الذكرى قيل عنها (جرس يدق في عالم النسيان) تجعلنا نكون هناك وهنا في نفس الوقت، ونرانا بين قلوبنا ونغفر لنا أخطاءنا، ونذهب مع الذكرى الى صاحبها الجميل الذي أرادنا أن نكونه وأن نستدعيه إلينا، وأن لايفارقنا من فرط حبه لنا.

الذكرى توسم في القادم حين يبداء، وحين يمر عليها زمن تبقى نبض قلب وشيء من غصة أو فرح أو تشضي حالات لما غدت ذكرى وهي كانت حضورا فينا .

هذه الذكرى أهميتها أنها الجزء الأهم في دفتر العمر الذي لانستطيع إغلاقه ولايمكننا ذلك لأنها نتاج مشاعر وفيض محبة وموطن أشواق من الصعب أن تأتي ولا أذكر وجه حبيبي .

للذكرى عناوين هي :الماضي الجميل، لحظة فرح ،توق معنى للعناق ،تعلق بالحبيب، وتحدي زمن .

الذكرى ما أستودعه الله فينا من وفاء للآخر نراه فينا بشوق كبير، والذكرى تنفع المؤمنين ونحن نؤمن بالله ،وبنا حبا ،وبالقيم النبيلة معنى، ونوقن أن الذكرى تعادل الحب، ولن تكون غير ذلك الذكرى ليست التذكر الذي قد يكون مؤلما ونبتا يغص بالوحشية وأمور أخرى .

هنا الذكرى نفس محبين عاشقين بلون المطر وأهازيج السماء لذلك الذكرى تنفع على الدوام تجعلنا نؤمن بنا إنسانينا، وما تاريخ البشرية في الحب الا ذكرى وذكريات حفرتها أصابع المتتبعين معاني الجمال في الإنسان.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

PRINCEUS SPORTS NEWS

زر الذهاب إلى الأعلى