فضاء حر

روسيا وبريطانيا دخلتا مرحلة حرجة

يمنات 

عبد الوهاب الشرفي

ازمة كبيرة اندلعت بين بريطانيا و روسيا اوصلتها بريطانيا سريعا الى مجلس الامن ، بريطانيا لاتملك حتى الان اي دليل يمكنها ان تقطع به ان روسيا هي من تقف وراء تسميم جاسوسها ومع ذلك تعاملت بحدة مع القضية منذ البداية فغير ماتقوله بان الغاز المستخدم هو غاز تنتجه روسيا لم تقف على شيئ.

ومع ان بريطانيا لاتقول باكثر من ان الغاز هو من النوع الذي ينتج في روسيا الا ان الموقف البريطاني قفز لتحميل روسيا المسئولية و طلب ايضاحات خلال مهلة محددة تبعها طرد عشرات الدبلوماسيين الروس و الانسحاب من كاس العالم ووصولا لطلب عقد جلسة لمجلس الامن ، فمالذي وراء هذا التشدد والتصعيد.

تمر العلاقة البريطانية بتوتر حاد على خلفية الملف السوري والملف الاوكراني و الملف السوري يشهد تصاعدا ملحوظا لابد ان له اثره على كل تفاصيل العلاقة بين البلدين في سوريا وفي غيرها وهذاهو احد العوامل لموقف بريطانيا الحاد،ويضل عامل الاغتيالات الغامضة في بريطانيا لشخصيات روسيه عامل اخر.

شهدت بريطانيا من قبل عدد من حوادث القتل لشخصيات روسية مقيمة على اراضيها وفي كل مرة كانت هذه الحوادث عصية على فك شفرتها و ضل الغموض يلفها وتمررها اوجد شعور لدى البريطانيين بان روسيا تضرب داخل بلدهم وهم مقتنعون تماما بذلك رغم فشلهم في مسك اي خيط يسمح باثارة المسألة تجاه الروس.

هذه المرة ارادت بريطانيا ان تفتح الملف ودون حتى ان تسمح بتداوله بين البلدين والوصول لنتيجة او تسوية مشتركة وفجرت القضية بشكل مباشر و حاد وباسلوب يثير حفيظة روسيا منذ البداية ، وهي تعرف بان عدم التعامل بهذا الاسلوب والدخول مع روسيا في حوارات سيفقدها فرصة خلق مانع واقعي امام روسيا.

ايصال بريطانيا القضية الى مجلس الامن بهذه المباشرة هو بحد ذاته سيجعل هذه الازمة تزداد حدة وتدخل مرحلة تبادل لكمات ، فالدولتان باتا يتواجهان في ملف مباشر وليس في ملف حرب باردة او حرب بالوكالة في ملفات اخرى ، ولاشك لن تسمح روسيا باتخاذ مجلس الامن موقفا ضدها ما سيولد رد فعل بريطاني
 
لن تستطيع بريطانيا ان تترك اجهاض روسيا لموقف مجلس الامن يمر دون موقف يظهر انها لم تستسلم امام فشل خطوة ذهبت اليها للدفاع عن نفسها لان ذلك سيحسب اخفاقا سيكلف الحكومة البريطانية الكثير ، وفي ضل الملابسات المحيطة بالعلاقة بينهما في مختلف الملفات يمكن القول انهما دخلا مرحلة حرجة.

زر الذهاب إلى الأعلى