فضاء حر

معلومات قد ترعبك !

يمنات

ضياف البراق

أنا أغبى الناس وأكسلهم، بل أكثرهم إهمالًا، عندما يتعلق الأمر بالدراسة الجامعية؛ إذ تزعجني قراءة المنهج للغاية. إنني لا أقوى على قراءة المتطلب الجامعي؛ لأن هذا الأمر أشعر معه بالعبودية، وأنا كائن مشاغب وأفهم الحرية على نحو فوضوي ومغاير لفهم الناس لها.. ولا أدري ما سبب ذلك؟ 

خارج المنهج الجامعي، ربما أنا أشد الناس قراءة، ومشغوفًا حد الجنون بالكتب والبحوث والروايات، وهذه مشكلة كارثية أظنها ستؤدي بي إلى الفشل الذريع، لا سيما ان أساتذتي – يحفظهم الحوثي – قساة جدًا أثناء التصحيح ورفع الدرجات.

يا لحماقتي !

رائعة جدًا دراسة القانون، وأجدني مهووسًا بها؛ ربما لأنني أعشق العدالة وأحب الحياة (هذا بحسب مجاملة صديقي قشنون).. وهذه الدراسة تتطلب من الطالب الشجاعة وعبادة الله، والصبر والحكمة، وكل هذه الصفات والشروط تنعدم عندي تمامًا ولا أثر لها.. ههه!

إن أكثر ما يزعجني في دراسة القانون، حجم المنهج وثقله وكثرة الفلسفات القانونية الفارغة التي ترفع من محدودية التفاصيل وتثير لعنة الخلاف الفقهي، وتزهق ذهني جدًا. بالطبع، لا يدرس القانون إلا من كان عاشقًا مجنونًا (هذه الصفة – فقط – متوفرة لدي، وبلا شك!) ولديه حافظة قوية، وفكرة شاملة عن الحياة وعلومها ومشكلاتها.

وعندما يتعلق الأمر بمواد الشريعة التابعة للقانون والتشريعات الإسلامية، وهكذا، فإن اختلاف الفقهاء المتواجد بإفراط في كل مواضيعها والدائر حول أتفه التفاصيل؛ سيقودك بالضرورة إلى دوامة قاتلة لا تنتهي، وكذا – أيضًا – سيرهقك بشدة كما يحدث معي دومًا.

ترى متى يتفق حقنا الفقهاء المعاتيه والرومانسيين جدًا؟ على الأقل يتفقون حول مسألة الوضوء أو حول كيفية السواك وأهميته بالنسبة لقلب الإنسان ومستقبله الفيسبوكي. 

بحق، أنا تعبت حد الضجر من حقهم الخلافات (الخُمبيقات) التي لا تنفعني ولا تنفع الحياة ولا تخدم القانون العصري في شيء.

هذا كل شيء، وأتمنى أن أتجاوز، في طمأنينة وسلام؛ عقبات وعراقيل هذه الاختبارات النهائية، الحالية المقرفة، ومن دون خلافات بلهاء، وبعيدًا عن إشكالية الوضوء وغيرها من هذا القبيل.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى