فضاء حر

نكبة العرب ؟!

يمنات

ضياف البراق

نكبة العرب أنهم لا يتعلمون من التاريخ البتّة، ولا يكترثون لتجارب غيرهم وإن كانت هذه التجارب عظيمة ومفيدة وتصب في مصلحتهم لو طبقوها. 

سنة 97، شهر فبراير، من القرن المنصرم، ؛ كان قد وجّه للعرب، عبر مجلة العربي (المجلة الثقافية التي تصدر شهريًا عن وزارة الإعلام الكويتية) الشاعر والمفكر المكسيكي العظيم “أوكتافيو باث”، الحائز على جائزة نوبل في الأدب لسنة 90، هذه النصيحة المهمة، الواردة في حديثه المهم هذا، إذ يقول هنا:

“لم تقتصر صلتي في الهند بالعالم العربي على الماضي بل امتدت لتشمل المعاصر لأكتشف أنه عالم معقد، مليء بالتناقضات. على أية – وأرجو أن تسمحوا لي بهذا الرأي- أعتقد أن مشكلة العالم العربي تكمن في تحديث نفسه، ليس بالضبط تحقيق الحداثة بل في البحث له عن مكان في العالم الحديث. أقول هذا وأدرك أنه ليس من الممكن فهم تاريخ البشرية دون الإسلام والثقافة والعربية. فدون الترجمات للفلاسفة اليونانيين أو دون مفكرين كبار أمثال ابن رشد، ما كان للأوربيين أن يكون لديهم فكر اليوم. لكنني أعتقد أن على العالم العربي والأسلامي ألا يخلط بين الدين والسياسة، وأن يقوم بتغيير أشياء كثيرة وعلى رأسها وضع المرأة؛ فلا وجود لمجتمع حر دون نساء يتمتعن بالحرية. وفي هذا السياق تحضرني مقولة للمفكر الفرنسي “شارل فورييه” في مطلع القرن التاسع عشر مفادها أن درجة تحضُّر مجتمع ما تقاس بحرية نسائه. وما زلتُ أعتقد أن هذا الأمر مقياس لتعرف معنى مجتمع صالح من مجتمع به عيوب”. 

إلى هنا ينتهي كلام المفكر أوكتافيو باث.

الرجُل العظيم أوكتافيو نصح العرب بعدم الخلط بين الدين والسياسة، كما نصحهم، في الوقت عينه، بتحسين وإصلاح وضع المرأة المحتقرة إلى اليوم في مجتمعاتنا المتخلفة؛ ولكن للأسف الشديد نحن أمة مريضة لا تتعلم ولا تبحث عن حضارة تليق بها في هذا العصر الذي صارت فيه الشمس تشرق من الغرب، وليس من الشرق!

ما زلنا – نحن العربَ- نخلط بين الدين والسياسة ونسيء إلى حقوق المرأة ولا نعيرها أدنى اهتمام، كأننا، في حقيقة الأمر، لا نريد أن نكون أمة عزيزة محترمة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى