العرض في الرئيسةفضاء حر

لمن تقرع طبول الحرب في الشرق الاوسط ..

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

من المعلوم ان منطقة الشرق الاوسط تسبح في مشهد عبثي غير مسبوق نتج عنه تدمير عدد من الدول وتعميم الفوضى وتزايد معدلات الفقر والبطالة ناهيك عن المعاناة لملايين من البشر ومع ذلك هناك من يقرع طبول الحرب ظنا ان امريكا ومعها الناتو سيوجهون ضربة خاطفة لايران وهو امر تطالب بع دول عربية واسرائيل واخرى اقليمية لتتفرد بالحضور دون منافس ..ولكن ..ارى ان الامريكان لن ينساقون الى هذه الضربة لانها لن تكون نزهة بل ستتحول معها كل المنطقة خاصة منطقة الخليج الى كرة نار تتوهج اشتعالا ..

ثم ان امريكا بمزيد من الضغوط اقتصاديا وسياسيا والتهديد العسكري انما تريد ان يعيش النظام الايراني تحت مجموعة من الاكراهات المعنوية التي تدفعه الى تغيير سلوكه السياسي وفق الاجندة الامريكية وهو هدف معلن للادارة الامريكية منذ عشرين عام وما يعزز هذا التوجه ان النظام الايراني براجماتي في مواقفه وسياساته ونفعي ولن يخسر مكاسبه نظير جماعة هنا او هناك او مواقف لاتفيده كثيرا وللعلم هناك تجارب سابقة في التعاون مع امريكا بدءا من الحرب ضد افغانستان وضد العراق وغيرها تشكل قاعدة لاستمرار التعاون مع امريكا لان طموح النخبة الحاكمة في ايران ببناء امبراطورية وفق مرجعيتها التاريخية في سياق القومية الفارسية تعتبر الموجه لهذا النظام ونخبه الدينية والسياسية والعسكرية .

وهو امر لم يدركه كثير من العرب ..وهذا لايعني استبعاد فرضية الحرب او الضربة القوية ضد ايران بل هذه ستتأخر بعض الوقت خاصة وان امريكا لاتستعجل حل ازمات المنطقة هذا العام بل ستكون حاضرة في الخطاب السياسي مع العام القادم حيث اعادة انتخاب ترامب وسيستغلها في برنامجه الانتخابي ثم قد تكون الضربة ضد ايران في ولايته الثانية ان لم تصل ادارته وايران الى حل سياسي يخفف من تمرد ايران عن الاجندة الامريكية خاصة وان امريكا لاتزال تعتبر النظام الايراني نظام متمرد عن الشرعية الدولية الذي يعني اولا التمرد عن السياسة الامريكية ..

ورهان ايران على اوربا قد لايكون في صالحها طويلا لان اوربا لن تخسر علاقاتها الاستراتيجية مع امريكا من اجل ايران ولكن اوربا تريد جعل الازمة في مسارها السياسي مما يمنحها حضورا كبيرا عبر صفقات اقتصادية خاصة لالمانيا وفرنسا وبريطانيا ..

وبشكل عام فان اي حرب قادمة ستجعل الشرق الاوسط كله يسبح في رمال متحركة معها يعاد ترتيب الخارطة الجغرافية ومعها تقسيمات مجتمعية وفق هندسة سياسية ترسخ من عدم الاستقرار وبناء دول رخوة او فاشلة لتكون في متناول الاجندة الامريكية لعقدين قادمين ..امريكا واوربا لديهم خطط وبدائل واهداف لهدذه المرحلة وما يليها وكذلك ايران وتركيا واسرائيل ..العرب فقط لايمتلكون بدائل سياسية ولا خطط جاهزة لمرحلة الفوضى الكبيرة القادمة ..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى