فضاء حر

من قتل الموقِّص؟

هو عامل وقيص من ماوية لا يدري شيئا عن صراع الحوثيين وامريكا ، ولم يسمع بالسي آي إيه، جاء يبحث عن رزقه وليس عن قذيفة من هذا القبيل ، لقد نفى الحوثيون علاقتهم بالجريمة، مشيرين لشضية اصلاحية ، اللعنة ، اي شضية وأي عفاريت ، من قتل الموقص ،ومن هذا اللذي يتحدث عن بيانات اثناء مقتل موقص من ماوية ؟

وعليكم جميعا حمل البيان الحوثي الى عائلة القتيل واخبروهم ان البيان يقول انها شضية اصلاحية وهم في غمرة فجيعتهم سيقولون لكم :" الآن انصفتمونا ".

كان اطفاله ينتظرون عودته ، وليس بيانا من اي نوع ، على الأقل ان تعود جثته واسم القاتل وخبر عن ملاحقته من قبل الأمن او انه اصبح في السجن ، او تدرك امه ان ابنها بلا غريم بسبب غياب العداله او غياب الدولة ، فهي قد خبرت هذا النوع من المظالم وتعرف كيف تتفهم " مابش دولة".

اما ان تسمع عن بيانات نفي وتبادل تهم بين جماعات مسلحة متدينة فهذا من الهول بمكان ، حيث يفتقر المظلوم حتى لحقه في تفسير معقول.

من يعطي اي جماعة حق القتل بما في ذلك قتل الجواسيس ؟

ان مر هذا القتل للموقص هكذا بدون تداعيات ، فمن يأمن من تلفيق تهمة من هذا النوع ؟ ولا يدري الا وقد دفع ثمن موقفه حياته وسمعته، ليتعفن في قبره بين الأكاذيب والترهات، لو كنت عبد الملك الحوثي لاستضفظعت قتل الموقص واستفظعت اتهامي بدمه ، لو كنت عبد الملك لبدأت من هذه الجريمة في انجاز علاقة ذكية ومحترمة ، ولأخبرتهم انني لست ما يحاول البعض تصويره للناس على انني مجرد سيد مسلح يحاول تقليد حسن نصر الله وانني سأكون سببا لحياة اليمنيين وليس موتهم.

لكنني لست عبد الملك ، ولقد سئمت اظهار الحدب على حركات وتنظيمات مسلحة واحزاب وكأنني المرجع الروحي لكل القوى الطائشة في اليمن ، ابصرهم بما ينبغي وما لا ينبغي . انا كاتب ليس إلا ، واوشك على نسيان مأساة الموقص في غمرة هذه المسؤولية عن سمعة كيانات خطرة.

لكنها قلة الحيلة والتباس الأمر علي بشأن تفاقم قوة الحوثيين على هذا النحو فأنا مثل غيري اسمع مؤخرا عن ضرورة الاعتذار من صعدة، ولا ادري هل هو مطروح الاعتذار من اهالي الضحايا جميعهم " حوثيين وجنودا" ام انه اعتذار من المحافظة او من الحركة الحوثية ؟ ولست هنا بصدد تحليل شيء ، وما اوردته في العبارات التحليلية الأخرى له علاقة بتفسير كيف انني لا املك الحقائق الكافية لكراهية الحوثيين، واعتبارهم مجرد تنظيم ارهابي، فلقد سمعت عن بداية العمليات العسكرية بصعدة من قبل الجيش ايام كان حسين الحوثي لا يزال قائدا للشباب المؤمن ، نأهيك عن طرح فكرة الاعتذار التي لم تطرح الا لأن الحركة الحوثية بطريقة ما ليست خارجة على القانون . انا هنا لا اجزم بشيء ، وكل ما هنالك ان عبد الملك مدين لنا بإظهار بعض الاحترام متحدثا للمجتمع عن انه سياسي اصبح مسلحا ، بسبب يكون مقنعا، وان محاولة اقناع المجتمع بسلميته ، وانه وحركته ضحية شائعات نا فيا بذلك عنصريته الشخصية وعنصرية حركته ، مظهرا كل الأسى والمسؤولية لأجل الموقص. اما ان يبقى هكذا يتحدث همسا مع ايقونات التاريخ الطائفي وكأنه يحتدم فقط لمصارع ابناء علي في كربلاء فذلك غير مطمئن البتة،

اعرف ان الحوثيين بتمترسهم المسلح وبمظلمتهم التاريخية وبطموحات بعض العنصريين تشكل في المحصلة تهديدا ، حتى ولو تكونت هذه القوة المهددة لنا كردة فعل ضد استهداف رموزها او منطقتها بعمل مسلح اجبرها على التواجد هكذا.

كل الذي لدي هو ان تنجح النخبة اليمنية في احراج هذه الحركة المنفعلة ومنحها طريقة آمنه لتفصح عن نفسها .

اما لماذا تشعب الامر من حكاية الموقص الى المعضلة الهاشمية المظلومة المسلحة وتحولها الى تهديد ، فذلك لأنني اود لو اصدق ان الأيام القادمة لن تكون من الفظاعة لدرجة ذبح اليمنيين على شفرة انحراف التاريخ.

عن – الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى