فضاء حر

هادي كما لو أنه جندي في الفرقة

يبدو الرئيس، عبد ربه منصور هادي، كما لو أنه جندي في الفرقة الأولى مدرع، وهذه هي الحقيقة.

فالرجل منذ توليه الحكم وهو ينفذ توجيهات علي محسن الأحمر، بحذافيرها، كجندي مطيع يخشى من تعرضه لطابور جزاء أحوس، ولحاف التراب.
وهكذا يمضي جندي الفرقة بتسليم البلاد بالكامل للإصلاح دون أدنى مبالاة بجميع القوى السياسية المتواجدة في الساحة والتي وقعت على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ودخلت بموجبها في حكومة وفاق ينبغي ألا يستقوي فيها أي طرف على آخر. وما يقوم به هادي من تعيينات يعد خرقا واضحا لنصوص هذه المبادرة.

بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، ظهر الرجل على عكس ما كان عليه في السابق، حيث ظهر على قدر كبير من الجدية والصرامة في إنقاذ البلد، وهذا الأمر جعلني في البداية أحس بنوع من عدم الرضا عن نفسي التي رفضت الذهاب لصناديق الاقتراع لانتخابه.

لكن سرعان ما كانت الأحداث تفضح الرئيس الجديد شيئاً فشيئاً، وتؤكد لي أني كنت على صواب فيما صنعت يومها؛ فالجدية والصرامة التي ظهر بها الرجل لم تتجاوز حدود ملامح وجهه. وكل تلك الجدية ذهبت دون أن تعمل على تلبية التغيير المنشود الذي كان يتطلع إليه الجميع.

ما يزال هادي يعيش اليوم في مرحلة الصراع بين الزمرة والطغمة، ويعمل على الانتقام من أعضاء هذه الأخيرة، حيث لم يعين أحدا منهم في كل القرارات التي أصدرها حتى الآن، والتي اقتصرت فقط على أعضاء التجمع اليمني للإصلاح وعلى أشخاص الزمرة التي ينتمي هو نفسه إليها.

وهذا يؤكد أن التحالف بين شركاء الحرب على الجنوب في صيف 94، ما يزال مستمرا حتى اللحظة؛ لكن هذه المرة من دون المؤتمر الشعبي العام، وهذا التحالف القديم الجديد بين زمرة عبد ربه هادي، وإصلاح علي محسن، يظهر بجلاء من خلال ما يدور من تقاسم مقيت للبلد، والذي يقع نصيب التجمع اليمني للإصلاح فيه أكبر من نصيب الأسد.

بالأمس أصدر الرئيس هادي قرارات جديدة، وجميع من عينوا فيها هم من التجمع اليمني للإصلاح، ما عدا اثنين من المؤتمر الشعبي العام الذي يتم إقصاؤه كل يوم من الحكم ويتلقى الضربات دون أن يعترض عليها.

وأمام أو عقب كل قرارات تعيين جديدة يصدرها الرجل، يقوم الإصلاح بتسيير مظاهرات حاشدة تطالب بمحاكمة صالح، والغرض منها هو إخافة هذا الأخير وابتزازه كي تمر التعيينات بسلام دون أن يعترض عليها أو أي أحد من حزبه.

والدليل على ذلك أن مسيرة عصر الأمس التي خرجت للقبض على صالح في منزله بـ"شارع حدة"، لو كانت صادقة لما غيرت مسارها وذهبت للقبض عليه في باب اليمن، وكأنه يعمل هناك بائع "جنابي" في أحد محلات سوق الملح…!

زر الذهاب إلى الأعلى