فضاء حر

الاعتراف تحت التعذيب

 ثقافة الاعتراف ثقافة غربية بامتياز.

فالمواطن العادي في الغرب يمارس من خلال الاعتراف بذنوبه وخطاياه أمام القساوسة والكهنة طقسا دينيا.

وبالنسبة للأدباء والفنانين والفلاسفة وغيرهم من رجالات العلم والفكر فالقارئ عندهم هو القسيس وهو الكاهن، وأمامه يعترفون.

ذلك أن مذكراتهم وسيرهم الذاتية تدخل صمن أدب وثقافة الاعتراف.

ونفس الشيء فإن المسئولين ورجال السلطة في دول الغرب عندما يتم ضبطهم متلبسين بسوء استخدامهم لسلطتهم وتتم مواجهتهم فإنهم يعترفون بسهولة، وقد يسارعون إلى تقديم استقالاتهم من مناصبهم قبل أن يطلب منهم ذلك.

في مجتمعاتنا العربية ليس لدينا ثقافة الاعتراف، وإنما لدينا ثقافة الانكار.. جميعنا ننكر.. صغارنا وكبارنا ولا أحد يعترف بعيوبه وبأخطائه وبمسئوليته.

بل إن كلمة الاعتراف نفسها غير متواجدة في قاموسنا ونحن لا نسمع بها الا من افواه المحققين والجلادين في أقسام الشرطة وفي المعتقلات.

مرة سألت أديباً عربياً كبيراً وقلت له: لماذا لا تكتب مذكراتك؟، فرد علي قائلاً: بأنه سبق وكتب مذكراته وذكر فيها جميع تفاصيل حياته، واعترف بكل شيء وقدم اعترافات كاملة.

سألته: متى وأين؟

رد بأن ذلك حدث في المعتقل وهو تحت التعذيب..

عن: اليمن اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى