فضاء حر

صباح الحوار يافأرتي

 

يمنات
(حوار تحت الطاوله)
في الصباح الباكر ذهبت القطة الى بيت الفأرة البيضاء وقرعت الجرس بقوه.
مرعوبةً إلتصقت الفأرة بالباب وقالت : من؟
قالت القطة : انا ياحبيبتي.. افتحي الباب.
قالت الفأرة : من أنتِ
قالت القطة:أنا القطة السوداء ، جارتك.
– وبصوت كاد يتجمد من شدة الرعب- قالت الفأرة البيضاء :
ماذا جاء بك؟ وماذا تريدين؟
قالت القطة :جئت ياحبيبتي لأقول لك بأن علينا ان نطوي صفحة الماضي ونفتح صفحه جديده.
اعرف انك متفاجئة ومستغربة ، ومندهشة من زيارتي ، لكن الى متى سنبقى اسرى كراهيتنا لبعض!
إن كانت جدتي قد انشبت مخالبها في بطن جدتك ،او كانت امي قد التهمت قلب امك الحنون فما ذنبي انا؟
ماذا فعلت بك حتى تكرهينني؟
مادخلنا نحن الابناء والاحفاد في صراعات الأباء والأجداد؟
علينا نحن يافأرتي الجميلة الحلوه ان نعيش زمننا: زمن التصالح والتسامح والحوار لازمن اباءنا واجدادنا المشحون بالعداء والكراهيه.
افتحي الباب ياحبيبتي ودعينا نفتح صفحة جديده.
افتحي لنتصافح
افتحي لنتصالح
افتحي لنتسامح
افتحي لنتحاور
العالم كله زعلان من خلافاتنا وصراعاتنا ،وهويضغط علينا ويطلب منا ان نحل خلافاتنا بالحوار .
ولأن لديك طاولة على ما اذكر، قلت آتي اليك لنتحاور في هذا الصباح الجميل.
صباح الحواريافأرتي
افتحي ياحبيبتي
لابد من ان نتحاور ونتفق على طريقة تمكِّننا من التعايش ، ومن العيش معاً، وتمكِّننا من توريث لبن وسمن المحبه لاولادنا واحفادنا بدلاً من سُمِّ الكراهيه.
من جهتي يافارتي البيضاء الحلوه نسيت الماضي وسامحتك ، ولم اعد اكِنُّ لك اي عداء او حقد.
ولعلمك ياحبيبتي : النسيان هو حجر الزاويه، وهو الخطوة الاولى في الطريق المؤدي الى التسامح .
ووحدهم الذين في قلوبهم حقد وضغينه لايعرفون جمال ولذة وعذوبة التسامح .
قالت الفأرة- بصوتٍ يرتعد -:
لقد نسيتُ مافعلتهُ جدتك بجدتي، وامك بأمي، وسامحتهما.
قالت القطه:حلو ياحبيبتي ، حلو، كنت اعرف قبل مجيئي اليك انك فأرة حبوبه، طيبه ومتسامحه.
والآن يافأرتي الحلوه ، الحبوبه، الطيبه والمتسامحه، افتحي لنتحاور .
قالت الفأرة- وقد تناهى الى اسماع القطه دقات قلبها الخائف المرعوب -:
كلا ،لااستطيع.
قالت القطه- وهي تحاول إخفاء انزعاجها -:لماذا ياحبيبتي ؟ ماالذي يخيفك؟إن كنتِ خائفة مني فاحب اطمئنك اننا لن نكون لوحدنا اثناء الحوار .
سيكون معنا السفير الامريكي والمبعوث الدولي جمال بن عمر.
انا وانت سنتحاور تحت الطاوله، وسيكون السفير الامريكي فوقي وفوقك وفوق الطاوله، وجمال بن عمر يراقب.

زر الذهاب إلى الأعلى