حوارات

ليزا الحسني: لا يمكن استكمال عملية الهيكلة للجيش إلا بعد أن يتم إعادة المبعدين من المحافظات الجنوبية والذين يقترب عددهم من مائة ألف مبعد

يمنات – المصير

(لا يمكن تغيير الواقع ما لم ننجح أولا في تطهير نفوسنا من الداخل)..

كانت هذه العبارة الأولى التي أصرت الشابة اليمنية الطموحة ليزا الحسني نائب رئيس فريق الأمن والجيش بمؤتمر الحوار الوطني أن تفتتح بها هذا اللقاء العابر والسريع الذي أجريناه معها منتصف الأسبوع الماضي بفندق موفمبيك بصنعاء, حيث تتواصل فعاليات واجتماعات فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

وقد رأينا أنه من واجبنا, ومن حق القارئ علينا أن نقدم له لمحة تعريفية عابرة وسريعة عن هذه الفتاة اليمنية الجسورة المجدة والمجتهدة, القادمة من مدينة المجد والنور والنضال والتحرير (عدن الباسلة) التي انطلقت منها وبدأت فيها رحلة التألق والكبرياء والشموخ, منذ الوهلة الأولى لتخرجها من كلية الحقوق, حيث بدأت منذ ذلك الحين.. تسعى بكل طاقتها وجهدها لتحقيق الاتساق الذاتي بين الفعل والممارسة والاتساق الإنساني الحر, وامتلكت منذ البداية ناصية القول والفعل في سعيها لرسم ملامح مستقبلها الحياتي والعملي الآتي وإثبات الوجود, وفي ظل عادات وتقاليد اجتماعية جامدة, ومظاهر يمنية سيئة محكومة بالمحو لأي فتاة تغامر للعيش بذهن منفتح ومتحرر, وبحيث استطاعت ليزا أن تبلور وتسطر ملامح سيرتها النورانية الذاتية الممهورة بتجاوز دائرة الخوف والانغلاق والتجهيل, وساهمت في بناء وصياغة مواقفها الوطنية والإنسانية والتحررية الآنية والمستقبلية بمسئولية إنسانية عالمية ومشاعر دؤوبة على عدم اليأس والاستسلام والانكفاء.. إضافة إلى امتلاكها جماليات اختراق الوعي المتحجر والمتقرقع والرث بالوعي المستقبلي الرحب والواسع الأفق.. وتدفقت دوماً بمشاعر إنسانية دافقة وفياضة لا تسطيع أمامها إلا أن تقف لها إجلالا وإكباراً.

ولم تكتف بذلك.. بل ظلت مصرة على الاحتفاظ بعزتها وكبريائها, وفرادتها واستقلاليتها في ظل كل الأوضاع والظروف.. ومضت بشجاعة نادرة تنتقد التدين الزائف وسلوكيات التناقض والازدواجية والتدليس, وكل ما لا يمت بصلة لجوهر الذين الحنيف.. ولأن الإنسان لا يكون إنساناً إلا بموقفه, فقد كانت ليزا وظلت دوماً موقفاً لا تخشى في سبيل التعبير عنه احد مهما بدا طول جسده وعلو مركزه ورفعه رتبته المدنية أو العسكرية.. والقمم أحياناً ليس بالضرورة أن يكون ما عليها مجداً, بل تجد حتى النسور العملاقة التي تأكل الجيفة تأتي من عليها, إذا تلك هي عزيزي القارئ الشابة اليمانية الطموحة.. المتألقة والمتأنقة.., والمرأة العصرية التي لا تغادر الابتسامة العريضة وجهها الصبوح, لما فيه من روح التفاؤل والمرح والطهارة والنقاء.

إنها ليزا الحسني التي ظلت دوماً شعلة لا تهدأ, وحالمة بغد هذا الوطن الذي لم يأت بعد.., وإيقونة للتحديث, وسيدة للضوء المترامي.

التقتها صحيفة "المصير"وأجرت معها هذا الحوار السريع فيما يلي أن نضع بين يدي القارئ حصيلته الكاملة:-

لقاء: وليد العزي الصلوي


باعتبارك ممثلة عن الشباب المستقلين.. هل أنت راضية عن نسبة تواجد الشباب في المؤتمر؟

بالتأكيد.. أنا لست راضية عن نسبة تمثيل الشباب في مؤتمر الحوار.. وأعتبر أن نسبتهم قليلة جداً ولا تتوازى مع بقية المكونات رغم دورهم البارز والمحوري في ثورة الشباب التي هي في الأساس ثورتهم.

 إذا.. طالما والأمر كذلك ماهو الدور المنتظر أن يقدمه الشباب من  خارج المؤتمر؟

دور الشباب مهم جداً ومطلوب من خلال تقديم الرؤى والأفكار وذلك من خلال الوسائل المختلفة بالتواصل معنا خاصة أولئك الشباب ممن خارج المكونات الحزبية لأن مواقفهم متقاربة جداً مع موقفنا وطموحاتنا.

وماذا عن المرأة ونسبة تمثيلها؟

المرأة وحصولها على 30% هي أيضا قليلة على اعتبار أنها كانت فاعلة ومتواجدة بشكل ملفت في الثورة الشبابية بل وقد تجاوزت المتوقع منها في المساهمة الفاعلة وكان لحضورها ومشاركتها الدافع المعنوي الأكبر لتحقيق ما أرادت لنفسها وللثورة.

المرأة استطاعت أن تنتزع حقوقها بجدارة

ولكن وكما هو معروف كانت قد مثلت في مجلس النواب عام 2003م بمقعد واحد فقط وفي مؤتمر الحوار ها هي تحصل علة نسبة الكوتا فما تعليقك..؟

هنا المقاييس تتغير وقد تغيرت فعلاً ولعها أي المرأة استطاعت ومن خلال هذه الثورة أن تنتزع حقها بجدارة ومع ذلك فالعدد لا يكفي حالياً.. نحن نمثل نصف المجتمع ويجب أن يكون تواجدنا على هذا الأساس وهذه النسبة.

من خلال موقعك كنائبة لرئيس لجنة الأمن والجيش.. ما الذي قمتم به حتى اليوم..؟

في الوقت الراهن بدأنا مناقشة الخطة وقمنا بتوزيع الفريق الى أربع لجان متخصصة وهي الاستخبارات, وبناء الجيش والأمن, والمبعدين قسراً.. على أن تقوم هذه اللجان او المجموعات ميدانياً بعد الاستفادة من خبير دولي متخصص في تطبيق تلك الأفكار التي يطرحها المشاركون وبالاستفادة من تلك الدول التي لها نفس خصوصية بلادنا ومنها جنوب أفريقيا, والصومال وقد عانت ما عنيناه من الصراعات.

نزول ميداني لفرق العمل

وهل لتلك القرارات الأخيرة المتعلقة بالهيكلة.. تأثير وانعكاساتعلى عملكم؟

 كانت لها تأثير شعبي كبير.. ولكننا كلجنة مهتمة بهذا الجانب لا نعرف إلى الآن أيهما يكمل الآخر نحن في لجنة الحوار أن تلك القرارات والتساؤل لا زال يحظى باهتمام منا.. نامل أن نصل إلى جواب واضح خلال الأيام القادمة..

 واستطردت موضحة:

فيما يتعلق بالنزول الميداني لفرقنا سنقوم بزيارة بعض تلك الجهات ومنها الداخلية والدفاع وغيرها للوقوف على الوضع العام هناك وخاصة تلك المتعلقة بالمبعدين الجنوبيين وحتى من لم يحصلون على حقوقهم القانونية خاصة وأن هناك دعوات من بعضهم تقول إن استكمال الهيكلة لا يمكن لها أن تتم إلا بعد إعادة المبعدين والبالغ عددهم قرابة مائة ألف مبعد ونحن سنسعى من خلال اللجنة إلى إعادتهم أو حتى بالسعي لإصدار قرار جمهوري بهذا الخصوص وهذا سيساعدنا كثيراً في عملنا والذي يشمل أيضا منحهم مستحقاتهم المالية وحتى درجاتهم الوظيفية خلال فترة استبعداهم وكل ذلك طبعاً سيتم بحسب القانون.

الحوار هو المخرج الوحيد لليمنيين

 أنت كحقوقية كما هو معروف.. وموظفة في الهيئة العامة للبيئة.. هل أنت متفائلة بنتائج هذا المؤتمر..؟

أنا متفائلة جداً بالنجاح.. على اعتبار إنه سيكون المخرج الوحيد لما نحن فيه وتفاؤلي يكمن فيما صدر من قرارات جمهورية إضافة إلى بعض تلك التغييرات الإدارية.. ولكني أؤكد أن القضية الجنوبية هي محورية ويجب معالجتها بمسئولية نظراً للظلم الذي لحق بأبناء الجنوب.. وأنا حقيقة أقول أن هناك ظلم أيضا كان من نصيب المناطق الشمالية مع تفاوت في الكم والكيف.

ولكني وأنا من الجنوب أرى أن الشارع هناك لازال منقسماً في الرؤى والأطروحات رغم أني أرى أن الوحدة يجب أن تكون عنواناً لما نريده لهذا الوطن وبصفتي عضواً في هذه اللجنة فان دعواتنا إلى تطبيق القانون يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار وبجدية متناهية, وأن ذلك لن يتحقق إلا بأبعاد هذه المؤسسة عن الحزبية في ظل دولة مدنية حديثة يكون هذا الجيش حاميها وضامنها..

وكيف تنظرين إلى الدستور القادم..؟

بالنسبة للدستور.. هناك لجنة تقوم بالعمل عليه بالاستفادة من تجارب دولية ناجحة أخرى تقارب واقعنا.. ما ستفسر عنه كل هذه النتائج ستكون معها بل وسندعمها.

الأشخاص أيا كانوا زائلون

 وما الذي تقولينه فيما يتعلق بمن قام بمقاطعة الحوار.. أو الانسحاب منه..؟

من قاطع هذا شأنه ويخصه لوحدة أو من هم معه.. ومن انسحبوا ومنهم الصريمة لديهم وجهة نظرهم فيما تقدموا به كمن النقاط كغيرة  من أولئك الذين تقدموا بنقاط أخرى ومنها العشرين النقطة التي لم يؤخذ بها الى الآن.

وأنا أرى أن ما يحدث ظاهرة صحية ستحقق النجاح لهذا المؤتمر في الأخير أنشاء الله تعالى.

 ما هي الكلمة الأخير التي تود ليزا أن تقولها عبر صحيفة المصير؟

الكلمة الأخيرة التي أريد قولها هي:-

الأشخاص أيا كانوا زائلون,, وأن اليمن هي وحدها من ستبقى ومعها محبة وتقدير واحترام الجميع لهذا البلد والشعب العظيم الذي له تاريخ مجيد وحضارة أكثر إشراقاً.

زر الذهاب إلى الأعلى