حوارات

أمين عام حزب المستقبل اسماعيل الجعلي: يريد المنسحبون من مؤتمر الحوار ابتزاز الرئيس

يمنات – الأولى

تحدث بلهجة الواثق بالرئيس هادي، وهو ما بدا عليه فعلاً من خلال مواقفه منذ أن أعلن عن تأسيسه حزباً جديداً، وتجلى الموقف أثناء إصدار حزبه منفردا بيان تأييد لقرارات الرئيس هادي التي تخص الهيكلة والحوار، على الرغم من أن الأحزاب الأخرى الناشئة أعلنت مقاطعتها للحوار.

يقول إسماعيل الجعلي، أمين عام حزب المستقل، وعضو المجلس التنسيقي للأحزاب الناشئة، لـ"الأولى" في هذا الحوار، إن الأحزاب الجديدة لا تمتلك خزينة ولا بنكاً مركزياً، وليست عميلة، ولذا هي الآن غير قادرة على تحريك الشارع.

وذكر الجعلي أن البلد يعيش بدون معارضة، بعد أن تقاسم اللقاء المشترك والمؤتمر السلطة، وهو ما يعتبره بمثابة الكارثة، حيث إن الكل متفق، ويتم التحاصص في ضوء التقاسم القائم، وبدون مراعاة لأدنى شروط الوظيفة أو حتى المصلحة العامة، منوهاً إلى أن هناك من يؤله الحوار في الوقت الذي يجب أن يتم النظر إليه على أنه قد ينجح وقد يفشل.

حاوره: أكرم الفهد

 

لقد أسستم مجلساً يسمى المجلس التنسيقي للأحزاب الناشئة. ما هي أهم أهدافكم؟

نحن إلى الآن في المجلس التنسيقي لا زلنا في مشاورات على أن يكون هناك مجلس من كل الأحزاب الجديدة وأن يتم وضع أنظمة له، وما إلى ذلك، حتى يستقر الرأي حول شكل منظم. ونحن كحزب مبدأنا التنافس قبل التكامل، وهدفنا ألا نكون مرآة للنظام، بل سنكون أداة رقابة وأحزاب معارضة للنظام القائم حاليا.

هل أسستم هذا المجلس ليكون رديفاً للقاء المشترك أو بديلا عنه؟

إلى الآن الواضح أن المشترك والمؤتمر يقومان كحزبين حاكم ومعارض، في نفس الوقت، ويحاولان إقناع الناس بأنهما لا يزالان أحزاب معارضة، وهما الآن أحزاب حاكمة. ونتمنى أن نكون حزباً معارضاً، وليس بالضرورة أن نكون مثل أحزاب اللقاء المشترك، بل أحزاب تبني ولا تهدم. نحن نحاول أن نكون أفضل منهم إن شاء الله.

هل تواجهكم مضايقات أو صعوبات كونكم بادئين؟ وإن كان كذلك فممن؟

نحن كأحزاب لسنا في طور التأسيس، بل معترف بنا..

(مقاطعا) أقصد كتكتل..

عن الصعوبات، فلا توجد هنالك صعوبات، وإن وجدت فهي من الأحزاب نفسها، لأننا نجد أنه لا يوجد استقرار للأحزاب الجديدة، لا أقول الكل، وإنما بعض، وأيضا إن هناك السياسة في كل حزب لا يتقبلها الآخر.

لقد انطلق الحوار. لم لا تشاركون فيه؟

أولا طلب من لجنة الاتصال والتواصل التي كان يرأسها الدكتور الإرياني، وحصل معنا لقاء معهم، وطلب منا المشاركة في ذلك، ولكن كما يبدو أن فخامة رئيس الجمهورية رأى ما هو أنفع بذلك، وهو عدم مشاركتنا.

ما هي ملاحظاتكم على الحوار إلى الآن؟ وهل عدم مشاركتكم في الحوار يعتبر إعاقة له؟

نحن لسنا معارضين للحوار كحزب، وهناك أحزاب مقاطعة، وأنا أرى أن المشاركة هي الحل، وأن الحل هو نجاح الحوار. ومؤتمر الحوار طاولة لطرح القضايا، ولو كان الحوار ليشارك فيه الشعب بالكامل، لكان هناك غوغاء، ولكن أعتقد أن الهدف هو نجاح الحوار، ومؤتمر الحوار مستعد أن يستقبل قضاياه، وبالنسبة لنا فقد أرسلنا رسالة شكر وتأييد لهادي، وإن كنا لم نشارك، ويوجد لدينا قضايا سأعرضها على أعضاء الحوار لمناقشتها، وبالإمكان أن نعمل عملاً نفيد به الوطن من خارج المؤتمر، وسأقدمها خلال أسبوعين إلى شهر، وإن لم فسنعقد مؤتمرات صحفية لنقول للناس ذلك.

الآن ما هي خطتكم المستقبلية كأحزاب جديدة، خاصة وأنكم ما زلتم في البداية؟ ومتى ستعلنون تشكيل المجلس رسميا؟

نحن كأحزاب جديدة وكحزب المستقبل منفردا، نسعى إلى عمل تنظيمي، وأعتقد أن الهدف هو خوض الانتخابات، وأنصح إخواني في الأحزاب الجديدة أن يجهزوا أعمالهم التنظيمية لكي يتمكنوا من خوض الانتخابات، فالحوار هو شيء لتحصيل حاصل، وإن نتائجه أصبحت جاهزة، وحتى المتحاورون يقولون ذلك، فالأحزاب الكبيرة تريد أن تشغل الأحزاب الجديدة في الحوار كي لا يشتغلوا في العمل التنظيمي والجماهيري. هكذا أفهم.

 

البعض يقول بأن الأحزاب الجديدة لا تستطيع تحريك الشارع، ولو استطاعت فعل ذلك لفعلت..

الأحزاب الجديدة لا يوجد لديها المال الكافي لتحريك الشارع كبقية العملاء، والذين يستلمون مخصصات مالية من الخارج، ولا يوجد لديهم بنك مركزي تابع للحكومة ينفقون منه على أحزابهم، ولهذا لا زالت إمكانياتهم محدودة، وإن كانوا يستطيعون إخراج الشارع، ولكن ليس بالحجم الذي يتوقعه الآخرون.

بالنسبة للملفات التي ستسلمونها لرئاسة الحوار، متى؟ وما مضمونها؟

نعم لدينا ملفات، وسنرفقها مع عدة قضايا ليناقشها أعضاء المؤتمر، وأتمنى أن يكونوا صادقين عندما قالوا إن من لديه قضية فعليه إحضارها إلى مؤتمر الحوار لمناقشتها، وإذا لم تتم مناقشتها فسنلجأ إلى أساليب أخرى، ونوضح ذلك للشعب، والمجتمع الدولي أن الحوار قائم بين أشخاص لقضايا تخصهم هم، ولا تخص الوطن.

كيف تتوقع مستقبل الحوار؟

نحن نتمنى له النجاح، ولكن نأمل أن يكون للحوار مميزاته، وهذا لا يعني أنه لا يُمدح، ولكنه لا يُقدس، فالبعض يؤلّه الحوار، ويعطيه أكثر من حجمه، وبأنه إذا فشل فالعباد سيتقاتلون. يا أخي لماذا هذا الكذب؟ ولكن إذا فشل الحوار هناك بدائل وحلول أخرى، من ضمنها انتخابات.

هل الملفات التي أعددتموها تتضمن قضايا شخصية أم عامة؟

الملفات لا تتضمن قضايا شخصية، بل قضايا بحجم وطن، بل قضايا كبرى، فمثلا قضايا الأراضي المحتلة والمنهوبة من قبل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، ولدينا القضايا السيادية، وهي اختراق الأجواء اليمنية من قبل الطائرات الأمريكية، وقتلها للأبرياء، وقضية القوات الأمريكية، والقضايا المجتمعية مثل نبتة القات.

متى ستقدمونها؟

خلال أسبوعين من الآن، فقد رأينا ألا نقدمها إلا بعد أسبوع وأسبوعين من الآن.

في نظرك هل المدة الزمنية للحوار كافية؟ وما رأيك بالمشاركين في المؤتمر؟

أكثر من كافية، وأعتقد أن هنالك سلبيات في الأعضاء، لكننا أيدنا قرارات هادي، لأنها جاءت لضغوط مورست عليه، وحاول أن يرضي الجميع، فللرئيس رؤيته في هذا.

بالنسبة للمنسحبين في مؤتمر الحوار كتوكل وحميد مثالا..

أنا أعجب ممن كانوا يسعون لاهثين للمشاركة، حيث مارسوا الضغوط الدولية والمحلية في الحوار، وما إن أعلن الرئيس قراره إلا وسارعوا بالاعتراض، لماذا لم ينسحبوا فور إعلانهم بقائمة الأحزاب التي جاءت بهم؟ إنهم الآن يريدون فرقعة إعلامية فقط لا غير، وابتزاز الرئيس هادي.

رسالة أخيرة.. ولمن؟

رسالتي للمتحاورين أن يقبلوا كل الآراء والأطروحات في مؤتمر الحوار، حتى من خارج المؤتمر، وأن يناقشوها بصدق ومسؤولية، هذا إن كانوا صادقين، وحتى لو كانت القضايا صغيرة. شكرا لك ولصحيفتك الأكثر من رائعة.

زر الذهاب إلى الأعلى