فضاء حر

وراء كل متشدد تاريخ مخزي

يمنات

التشدد في أي شيء كان لا يقود إلا إلى إيجاد الكراهية والعداء، فنرى من يفتي بقتل فلان وتكفير علان، ونشاهد من يحرم ويجرم أفعال على الآخرين بينما هو يمارسها أو قد سبق أن مارسها، وهناك على سبيل المثال من يتلقى الأموال من دولة جارة لنا وفي الوقت نفسه يتهم أطراف أخرى بالعمالة لدولة أخرى وتلقي أموال منها، وعندما تذكرة بأفعاله يرد عليك بتبريرات واهية لا يصدقها عاقل، فالتشدد سواء كان يساريا أو يمينيا خطير ويدخل البلاد في نفق أشد ظلمة من ذي قبل، وهناك تشدد يكون منبوذ ومكروه يحدث داخل مجتمع معين، كأن يظهر لك شخص ما بلحية وبيده المسبحة ويرشد الناس بخطابات ومحاضرات بعدم ممارسة أعمال كل الناس أو معظم من يسمعونه يعرفون أنه كان يمارسها، فبهذا الحال تجد هذا الشخص محل سخرية في هذا المجتمع مهما طالت لحيته واسودت سجادته، وهناك أيضا من يتفاخر بحفظ القرآن الكريم وصيام الاثنين والخميس، ولكن أعماله لا تمت للإسلام بصلة، ويعرف عنه كل من حوله بأنه كان ذو ماض سيء، وفيه كل الصفات الرذيلة، والآن أصبح يفتي ويحرم ويحلل ،هذا بالتأكيد لو تم الاعتماد عليه بأي فتوى تتعلق بمصير أسرة أو بلد فإنه سيمزق الأسرة وسيدخل البلد في كارثة لا مخرج منها، وذلك بسبب التاريخ المخزي لذلك المفتي، فالمسلم الحصيف قوي الإيمان لا يمكن له أن يسمح بإباحة دم المسلم مهما كانت الأحداث، ولنا تجارب في ذلك كثيرة، فلا بأس في أن تخطب وتوعظ وترشد بالتي هي أحسن، ولكن أن تصل إلى مرحلة التشدد، فإن كل ما تقوم به وأنت بتلك الصورة، ينعكس سلبا بقبول الآخرين لأحاديثك وطرحك، ويتوقف تنفيذ كل ما تدعو إليه على سلوكك وأفعالك التي يعرفها الناس عنك..

فلابد أن تكون قدوة بماضيك وحاضرك لتكون مصدقا عند الآخرين ويكون كلامك ذو قيمة لدى المستمعين، فالتبرير بأن من كانوا أيام الجاهلية يمارسون الأعمال المخالفة كون الإسلام لم يصلهم بعد لا يتوافق مع التبرير لمن أرتكب أعمال مخالفة بعد انتشار الإسلام ثم تاب وأصبح قدوة للمسلمين، وخصوصا من يمارس هذه الأعمال المشينة بالأمس ويوعظ الناس بعدم ممارستها اليوم، فالتشدد يرغم الآخرين على نبش تاريخ صاحبة وإظهاره لبقية من لا يعرفونه، وعندها يرد عليك أنصار هذا المتشدد بأن لحوم العلماء مسمومة، طيب نقول أنها مسمومة، ولحوم العقارب والتماسيح والأفاعي أليست مسمومة أيضا..

زر الذهاب إلى الأعلى