فضاء حر

أمان والخطيب ضحايا المشيخة والنقاط

يمنات

لغة القتل لغة مقيتة ومكروهة عند كل الشرائع السماوية فما بلك بالشريعة الإسلامية السمحاء ،وبعد أن أصبحت هذه اللغة هي اللغة المفضلة عند من ينسبون أنفسهم إلى هذه الشريعة ،فقد أصبح اسم الإسلام مرتبط ارتباطا قويا بأنصار الشريعة وبالإرهاب في نظر الديانات الأخرى، فتخيلوا معي هاذان الشابان البريئان كيف يقتلا بدم بارد وفي وسط العاصمة المكتظة بالعسكر والمصفحات وعلى يد من؟ على يد مرافقي شيخ ينتمي لحزب إسلامي يفترض أن يكون القدوة في نبذ لغة القتل لا أن يكون قدوة في التملص والتهرب عن معاقبة من أرتكب جريمة القتل.

بعد أن صرح الشيخ العواضي بأنه سيقف أمام القضاء، لا ندري ما الذي غير مزاجه وتراجع عن هذا التوجه، ليعلن تبرؤه مما حدث ويحمل الضحايا سبب هذه الجريمة ويكيل إليهم التهم، بأنهم ارتكبوا جريمة (التفحيطة)، التي أودت بحياتهما فكيف للمواطن اليمني أن يحصل على الأمن وهذه العقليات تسيطر على المشهد اليمني معتبره نفسها فوق القوانين بأعرافها وتقاليدها، فالضحايا وبدلا من أن يتم إنصافهم يتم تحميلهم أسباب جرائم المتغطرسين.

فبعد أن أعلنت وزارة الداخلية واللجنة العسكرية منع حمل السلاح في العاصمة وإلغاء تصاريح حمل السلاح، لا ندري كيف لهؤلاء المشائخ يتجولون داخل شوارع العاصمة، ويقتلون عباد الله بأسلحتهم رغم وجود نقاط عسكرية داخل العاصمة لا تحصى ولا تعد.  ومع هذا لم تعمل على إنهاء المظاهر المسلحة فقط وإنما يتم قتل شباب عزل لا يحملون إلا القلم والدفتر دون أن تحرك هذه النقاط العسكرية ساكنا، و كأن الأمر لا يعنيها.

إذن نستطيع القول بعد هذه الجريمة النكراء أن من حق الشيخ أن يمر من أي نقطة عسكرية بسلاحه وأن يقتل من يريد وتحت غطاء هذه النقاط وأن هذه النقاط ليس لها دور إلا لتجريد الضحية من سلاحه إن وجد كي لا يدافع عن نفسه، أما لو كانت هذه النقاط تقوم بدورها الحقيقي لما وجد السلاح ولما وجد القتل ولكان أمان والخطيب في أمان الله..

زر الذهاب إلى الأعلى