فضاء حر

يا اشتراكي: “إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب”

يمنات

الوطنية، النزاهة، الشرف… أساسيات لا يمكن للاشتراكي أن يساوم أو يتخلى عنها، ولكن ما يحدث اليوم باسم المحاصصة أو التقاسم أمر لا يجوز السكوت عليه، فكل مرافق الدولة ذاهبة نحو الأخونة، والاشتراكي وبقية الأحزاب اليسارية مجرد أدوات ومساحيق تجميل لكل ما يحدث لا غير، فلا الاشتراكي قبل بالمحاصصة وأخذ نصيبه من الوظائف والمناصب العسكرية والمدنية، وحل مشاكل أعضاؤه المرجومين بالشوارع، ولا هو بالذي أعلن رفضه الشديد لهذه الطريقة وحدد موقف قوي وواضح مما يحدث، حتى لو كلفه ذلك الانسحاب من الحكومة، كون ما يحدث إساءة ووصمة عار في جبين كل حزب يساري أو ليبرالي.

أما اكتفاء الاشتراكي أو الناصري بإصدار بيان إدانة واستنكار لما يحدث، بحيث يتحول هذا البيان إلى وسيلة للتسول والحصول ولو على قرار واحد من بين مئات القرارات فهذا تفريط بمبادئ أساسية لهذه الأحزاب.

فكل مديرية أو محافظة لا تخلوا من الشكى مما يقوم به حزب التجمع اليمني للإصلاح من استحواذ للوظيفة العامة وللتعيينات حتى إلى مستوى التجنيد في الجيش فهناك على سبيل المثال، من هو منتظر لأشهر في معسكر الفرقة لكي يصل دوره بالترقيم بينما المؤدلجين يأتون من محافظات بعيدة ليتم ترقيمهم وبسرعة خارقة دون أن يكونوا قد خدموا بالفرقة من قبل، هذا طبعا مثال بسيط …

أنا طبعا وضعت هذا العنوان ليس لتحريض الحزب بأن يستخدم أدوات غير ديمقراطية وغير مقبولة لكي يمنع هذه التصرفات أو لكي يصل إلى السلطة، ولكن عليه أن يراعي دورة الوطني وأن لا يقف موقف المتفرج مما يحدث في مؤسسات الدولة، وعدم الاكتفاء ببيان وإنما عليه أن يضغط بشكل قوي لإيقاف العبث بمؤسسات الدولة، كي لا يتحمل وزر غيره، فالشارع الآن ممتلئ بغضب غير عادي بسبب الوضع القائم، وقد يتحمل الحزب أعباء وأتعاب من جديد وهو بعيد كل البعد عن أسبابها.

على الحزب الاشتراكي بالذات تقع المسؤولية الكبرى في إيقاف هذا العبث وعليه أن يقوم باتخاذ إجراء حازم لإيقاف العبث الحاصل في إدارة الدولة والعمل على تقليص دور القوى المتنفذة في التدخل في الشؤون العامة، وإذا لم يفعل ذلك فإنه سيكون محاسب ومسأل أمام من خرجوا لينشدوا التغيير إلى الأفضل..

زر الذهاب إلى الأعلى