فضاء حر

مفاهيم تشرعن للقتل

يمنات
ما نشاهده اليوم من قتل للأبرياء في البلاد العربية من أصحاب الفكر المتطرف وما يسود الوطن العربي من فوضى لا حد لها، نجد ان السبب الرئيسي في ذلك هو التشدد الأعمى والفهم المغلوط للشريعة الإسلامية وقد ساعد هذا الفهم (كلا بحسب هواء وتوجهه) في توليد العنف وزرع الكراهية والقتل للأبرياء بدم بارد.
يتم استغلال تلك المفاهيم واستحضارها والترويج لها من الجماعات المحتكرة للخطاب الديني، عندما تخوض تلك الجماعات صرعا سياسيا، بقصد تمرير مشاريعها الذاتية، ومن تلك المفاهيم نظرية ( الحاكمية) لسيد قطب، وهو اول رواد التكفير الاستئصالي واول ضحاياه.
وقد اكتسبت تلك النظرية مضمونا تكفيريا حادا يفتح الباب لتشريع القتال واستخدام العنف داخل المجتمعات الإسلامي.
وفي إطار هذا الخطاب شاع استخدام مفاهيم أخرى مع الجماعات التي تبنت هذا الخطاب حركيا ومنها (الطائفة الممتنعة) وهي النخبة الحاكمة التي تمتنع عن تطبيق شرع الله وإقامة حاكمتيه وهم في نظر تلك الجماعات كفار واوجب قتالهم واعتبرها طائفة مرتدة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا بل تتسع الدائرة لتشمل استخدام مفهوم (أعوان الظلمة) ليطاول هذا المفهوم حتى صغار الموظفين والمستخدمين وبهذا المفهوم وتحت هذه المضلة يتم استهداف أفراد الشرطة والجيش وتتجه الدائرة الى مزيد من التوسع مع مفهوم (التترس).
ومن منطلق هذا المفهوم فقد أجاز هذا المفهوم بقتل المسلمين اذا تمترس الكفار بهم في هجومهم علينا و جاز لنا اقتحام الترس بقتل افراده في سبيل إيقاف هجوم الأعداء وإبطال خطتهم، وبالقياس على ما سبق يعتبرون انه اذا كان لابد من سقوط بعض الأبرياء في مواجهة حكام الكفر فلا باس لان مالا يتم الواجب الا به فهو واجب وهنا يجري استخدام مفهوم فقهي تاريخي استخدمه الإمام الغزالي كمثال لتطبيقه على الواقع المعاصر لتبرير سقوط بعض الأبرياء في الموجهة مع الأنظمة الجاهلية الكافرة ذلك ان الحكام لا يقبعون في صحاري معزولة بل هم وأعوانهم يعيشون بين الناس اي يتمترسون بهم وبهذا أصبحت دماء الناس مهدورة ولا عصمة تحميها وما غاب او غيب من تلك العقليات المتعصبة والمتطرفة هو ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق الروح ويأمر الآخرين بسلب هذه الروح تقرباً له سبحانه ولم يكن جل جلاله يخلق الإنسان ليأمرنا بقتله جهاداً باسمه تعالى.
اننا لا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياتاً ولا نشورا . أن الله سبحانه ينظر إلى الانسان كونه سر عظمته وقدرته المستودعة فيه لقد اعتبر الله سبحانه قتل النفس جريمة كبرى بل ذكر بعض العلماء بانه الذنب الذي لايغتفر لذلك يقول سبحانه وتعالى” ومن قتل نفساً بغير نفس او فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ” ولنتمعن في هذه الآية جيداً فهي لم تتحدث عن مذهب اودين او قومية بل تتحدث عن النفس البشرية اياً كان لونها وانتمائها العرقي والطائفي فهل من مدكر.

زر الذهاب إلى الأعلى